وسائل الاعلام والاتصال في خدمة العائلة والجار والوطن !
تزامن إعداد هذا الدليل الخاص بالمعرض المسيحي 2014، بصيغته الثالثة عشرة، مع اختتام جمعية الأساقفة الكاثوليك ( سينودس) في الفاتيكان حول التحديات التي تواجه مؤسسة العائلة والزواج في حضارة الاستهلاك والعلمنة . رأى بعض أعضاء هذا السينودس انه كان مجمعا مسكونياً مصغراً اثار قضايا شائكة لم ينته الحوارحولها على مدى أسبوعين كاملين من الشهر الماضي ( تشرين الاول ٢٠١٤) . لذلك أعلن قداسة البابا فرنسيس ان هذا الحوار لا يزال مفتوحا وسيستأنف في الفاتيكان في العام المقبل ٢٠١٥.
الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) المتابع إعلامياً وروحياً لمسيرة الكنيسة الجامعة في ما يعني الإعلام والإتصال والتواصل، الحوار مع العالم المعاصر، دأب منذ إنشاء معرضه السنوي على استلهام عناصر برامجه وأعماله من تعاليم الكنيسة الإجتماعية ذات الصِّلة بوسائل الاعلام، والتي باتت تغطي مسائل الحياة كافة .اللافت في السينودس المشار اليه حول تحديات العائلة ان قداسة البابا أفرد لموضوع “الكنائس المسيحية في الشرق” أكثر من فرصة لمعالجته بحضور ومشاركة البطاركة السبعة. وكأنه أراد ان يقول بأن كنيسة عالمية شاملة مقطوعة عن جذورها أو لا بذات جذور إنما هي “عائلة عائلات” مجروحة في وجودها كما في رسالتها، عندما تكون كنائس الشرق مهددة بالزوال الى حد مأسوي كما هو جار في هذه الأيام وبصورة غير مسبوقة من الأعمال البربرية المرتكبة على أرض سوريا والعراق وعلى التخوم الشرقية من لبنان وبقاعه وبعض مدنه . ذلك ما لا تقبل به لا الشريعة الطبيعية (التي تحمي حقوق الجار) ولا الكنيسة الجامعة ولا العالم المتحضر. لذلك ربما أعلن قداسته عن رغبته بالقيام قريبا بزيارة الى تركيا ليذكّر العالم بما تعرض له مسيحيو الشرق في الماضي وما يزالون يتعرضون له على ارض مار بولس واندراوس من أعمال إبادة لا يمكن القبول بها او السكوت عنها .
ذلك الهم الأكبر ، أي الحفاظ على ابسط حقوق الانسان والمواطن والجار القريب في مجال الحياة والمعتقد ، في مجال الحق بتكوين العائلة الصغرى وحماية مؤسسة الزواج في اطار من الحب الصادق والمضحي والفرح الحقيقي ، بالاضافة الى الحق الوطني والثقافي بالحفاظ على بما بات متفقا على وصفه بـ “لبنان الرسالة ” ، النموذج في الحوار والتعايش بين الاديان والثقافات ، كان في بال المعدّين للمعرض ابرز العوامل في تحديد عناوينه وجزئياته لهذه السنة. من هنا فإن أسرة الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) المنضوي في أسرة ” أورا أونيون ” والتي تضم إليه : لابورا ونبض الشباب وأصدقاء الجامعة اللبنانية ، المدركتين لحقيقة دور هذه الوسائل العجيبة ورسالتها من حيث انها “لقاء وتجاور وحوار” تحت خيمة الوطن الواحد الذي بات على اتساع رقعة العالم، لم يوفر اي جهد، بهمة محركها الديناميكي الاب طوني خضره وفريق العمل ، من وضع رزنامة غنية ومتنوعة من البرامج والفقرات التي تدور حول ابرز التحديات التي تواجه الاعلام والاسرة المسيحية في لبنان والمنطقة ، والتي سيحفل بها المعرض على مدى عشرة ايام . يمكن تلخيصها بالعناوين التالية :
- ندوات وتواقيع لعدد من الكتب والاصدارات الجديدة، في الحب والزواج والعائلة والسيرة والتراث والحياة الروحية: “سر الحب” لسيادة المطران جورج خضر، “من يفسر لي الكلمة”، للأخت لينا الأسمر، “يسوع الناصري ملك الملوك والكاهن الأعظم”، لـ إيما خوري، “مي زيادة … شعلة الحرية” لغاريوس زيادة، “أديب سلامة” من الوجوه المصرية الناشطة في المجال الكنسي، وغيرها من الكتب.
- مجموعة متنوعة من اللقاءات والاحتفالات الاجتماعية والفنية : ندوة حول الشباب وتحديات فرص العمل، لقاءات للابورا وإتحاد أورا وأصدقائهما من طالبي فرص العمل والفائزين بها حديثاً في القطاعين الخاص والعام، ندوة حول ” قانون العمل وحماية اليد العاملة اللبنانية”، إحياء “يوم السلام” بالإشتراك مع جمعية “فرح العطاء”، “ندوة حول البيئة” يقدمها أنطوان تيّان.
- شهادة مسيحيّي العراق وسوريا في إطار الاوضاع الدرامية غير المسبوقة والمخاطر المهددة للوجود المسيحي في مهد رسالته.
- برامج تربوية وثقافية وفنية وتراثية وشعرية.
هذه البرامج وغيرها تُقام كالعادة في مجمع حرم مار الياس – أنطلياس، في جو من الصداقة والفرح على مدى عشرة أيام، تشارك فيها أسرة واسعة ومتنوعة من مختلف الاجيال والمواهب الاعلامية والثقافية والفنية ، داخل حرم يضم العشرات من زوايا – ستاندات المعرض، الى أجنحة ومشاغل خاصة بحقول العلوم والاعلام والبيئة والرسم والتربية والشبيبة .
ينتظر المعرض عشرات الالوف من الزائرين ، كما الأعوام السابقة ، على الرغم من ظروف الفراغ والمخاطرالمحدقة بجسم الوطن اللبناني في داخل مؤسساته وعلى حدوده.
إنه التحدي. نرفعه معاً متعاونين.
مسؤول اللجان المختصة في أوسيب لبنان
الأستاذ جوزف خريش