شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | إنجيل اليوم: ” تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ…. وأنا أُريحُكُم”
إنجيل اليوم: ” تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ…. وأنا أُريحُكُم”
إنجيل اليوم:”مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ”

إنجيل اليوم: ” تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ…. وأنا أُريحُكُم”

انجيل متى ١١ / ٢٥ – ٣٠

“وتكَلَّمَ يَسوعُ في ذلِكَ الوَقتِ فقالَ أحمَدُكَ يا أبـي، يا ربَّ السَّماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أظْهرتَ للبُسطاءِ ما أخفَيْتَهُ عَنِ الحُكَماءِ والفُهَماءِ. نَعَمْ، يا أبـي، هذِهِ مَشيئَــتُكَ. أبـي أعطاني كُلَّ شيءٍ. ما مِنْ أحدٍ يَعرِفُ الابنَ إلاّ الآبُ، ولا أحدٌ يَعرِفُ الآبَ إلاَّ الابنُ ومَن شاءَ الابنُ أنْ يظُهِرَهُ لهُ. تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. إحمِلوا نِـيري وتعَلَّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، ونِـيري هيِّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ”.

التأمل:” تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المتعبين…. وأنا أُريحُكُم”

لا يوجد حياة دون تعب وألم، من ألم الولادة الى ألم الفراق والطعن والخسارة، الى ألم الخيبات والعثرات والمرض وأخيرا الموت.

والسؤال الذي يطرح دائما، لماذا خلقنا الله طالما أنه يعرف مسبقا أننا سوف نتألم؟ الجواب بكل بساطة لأنه أحبنا، أعطانا فرصة الحياة لنكون بشرا على صورته ومثاله. تماما كما يفعل مليارات البشر الذين يحبون ومن ثم يعطون طفلا جديدا امكانية الوجود، رغم علمهم المسبق أنه سوف يتعب ويتألم ويموت.

لنعترف أن الالم هو واقع بشري، لا سبيل للخلاص منه الا باعطائه معنى. هذا الذي دعانا يسوع اليه. هو لن يلغي الالم انما سوف يعطيه معنى لنتحمله بارادتنا ونجد فرحنا التام حتى في وجوده.

قد يتمرد المؤمن على الله عندما يصاب بالم أو يزوره المرض أو يفتقده الموت، ويسأل نفسه لما أنا؟ ماذا فعلت؟ كل عمري أصلي وأصوم وأقدس واتبرع من مالي للفقراء، أيكون جزائي أن يموت ولدي وحيدي بحادث سير أو يخطف الموت ابنتي الصبية بمرض عضال؟

لنعلم جيدا أن الله اذا كان يحبنا وراض عنا، هذا لا يعني أن المرض لن يصيبنا. واذا حصل أنه شفانا مرة، هذا لا يعني أننا لن نمرض ثانية أو أننا لن نموت.

أمام المرض والالم والموت يقف الانسان عاجزا عن فعل أي شيء مهما كان حجمه أو شأنه، تتوقف الالات والمعدات، يصمت الطب، ويعجز العلم، انما لا يموت الرجاء. تنهار المحاولات والنظريات والامكانيات تصبح غير نافعة. والوقت يصبح ثقيلا صعبا يحبط العزائم ويضعف النفوس، ونميل الى اليأس من الحياة، لا بل نطلب الموت ونعتبره في قمة يأسنا رحيما، لكن يبقى الدافع للحياة أقوى.

من منا لا يعرف قصصا بطولية عن أمهات صارعن الموت وانتصرن عليه من أجل أطفالهن؟

دعوة يسوع الى كل المتعبين والرازحين تحت أثقال الالم أو المرض أو الموت أو أثقال الحياة وهموم العيش ومواجهة الاخطار هي دعوة للحب. لأنه كلما كان الحب كبيرا أصبح الالم صغيرا.
نهار مبارك

اليتيا

عن ucip_Admin