شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي: آلمتنا طريقة قمع المتظاهرين سلميا في بيروت وهذه الفوضى نتيجة امتناع المسؤولين عن انتخاب الرئيس
الراعي: آلمتنا طريقة قمع المتظاهرين سلميا في بيروت وهذه الفوضى نتيجة امتناع المسؤولين عن انتخاب الرئيس
الراعي

الراعي: آلمتنا طريقة قمع المتظاهرين سلميا في بيروت وهذه الفوضى نتيجة امتناع المسؤولين عن انتخاب الرئيس

حيا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، “المواطنين المتظاهرين في بيروت وفي كل أنحاء لبنان” احتجاجا على أزمة النفايات، منتقدا “طريقة قمع الشباب المتظاهرين سلميا”، واعتبر أن “هذه الفوضى العارمة هي نتيجة الامتناع عن انتخاب رئيس للجمهورية”.

جاء ذلك في عظة ألقاها الراعي خلال قداس ترأسه في دير سمعان في أيطو، لمناسبة وصول نذورات القديسة رفقا الى الدير، واستهلها بالقول: “النصيب الافضل الذي اختارته مريم، اخت مرتا، كان السماع لكلام الله من فم الرب يسوع، الذي يغذي العقل بالحقيقة، والارادة بالرجاء، والقلب بالمحبة، فيعطي كل عمل نقوم به حيوية وقوة وقدسية ومعنى. هذا كان سر القديسين والقديسات، ومنهم القديسة رفقا التي نحتفل بزيارة ذخيرتها المقدسة الى هذا الدير العزيز على قلبها، دير مار سمعان ايطو. وقد دخلته بدعوة الهية مباشرة بلغتها بصوت سماوي، فيما كانت مستغرقة في الصلاة والتفكير بشأن دعوتها، في كنيسة مار جرجس معاد في سنة 1874، بعد انحلال جمعية المريمات. ثم كان الحلم في ليل اليوم نفسه بانها تكون راهبة في الرهبنة البلدية اي في رهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات، فدخلت للحال للترهب في هذا الدير”.

أضاف “يسعدنا ان نحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية، ونحن نكرم ذخيرة القديسة رفقا مع اخواتها الراهبات، وعلى رأسهن الرئيسة العامة الام صونيا غصين، مع مجلسها العام، ومع رئيسة هذا الدير الاخت ايفيت ملحم وجمهور راهباته. فاننا نحييهن جميعا، مع سيادة اخينا المطران جورج بو جودة، رئيس اساقفة طرابلس، والسادة المطارنة وقدس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية. كما نحيي الكهنة والرهبان والراهبات وجميع الحاضرين المشاركين في هذا الاحتفال”.

وتابع “اننا نرفع معا ذبيحة الشكر لله على ما افاض من نعم على الرهبانية البنانية المارونية الجليلة، بفرعيها الرجالي والنسائي، باستحقاقات قديسيها وتشفعهم: رفقا وشربل ونعمةالله والطوباوي الاخ اسطفان، وذبيحة التماسٍ لنعمة السماع الدائم لكلام الله والتأمل فيه، وجعله ثقافة حياة توجه كل اعمالنا، وكلَّ حالة من حالات حياتنا وظروفها، على مثال القديسة رفقا، وذبيحة تشفع بواسطة مار سمعان شفيع هذا الدير والقديسة رفقا، ملتمسين ازدهار الرهبانية الجليلة ونموها بالدعوات المقدسة، واشعاع هذا الدير”.

وأردف “لم يوجه الرب يسوع إلى مرتا ملامة، لأنها تنصرف إلى واجبات الخدمة والضيافة وهي ضرورية، بل أظهر أهمية سماع كلام الله، كما فعلت مريم، من أجل تقديس العمل، وتقديس الذات فيه. ذلك أن خدمة الجسد، وإن كانت ضرورية للحياة، انما هي زائلة، أما الاستماع إلى الكلمة فأبدي. استضافته مرتا في بيتها وأعدت طعاما لمن هو قدس الأقداس، أما مريم فجلست إلى مائدة خبز الحياة. جاء يسوع، حاملا الخبز السماوي لبني الأرض، وقد أصبح واحدا منهم، ويحتاج إلى طعامهم لحياة الارض. لكنه أراد بجوابه إلى مرتا أن يبين حاجة بني الأرض إلى طعامه للحياة الأبدية، وقد قال: أنا الخبز النازل من السماء ليأكل منه الإنسان فلا يجوع بل يحيا الى الابد (يو6: 35)”.

وقال “كانت مرتا تهيئ للرب طعاما وفيرا من الارض، فيما مريم كانت تغتذي من كلام الحياة والبر والصلاح: هذا هو النصيب الأفضل الذي اختارته مريم، وبالتالي لا ينزع منها (لو10: 42). لقد جلست الى مائدة الخبز النازل من السماء. الى هذه المائدة جلست القديسة رفقا في كل مراحل حياتها، فنالت منها النور والقوة والعزاء والفرح الدائم بالرب، واغتنت بالفضائل الالهية والروحية والانسانية وتقدست.
جلست الى مائدة المسيح طفلة يتيمة الام في حملايا، وخادمة في دمشق، وصبية في بلدتها، باحثة عن دعوتها في الحياة، وعن ارادة الله عليها في تصميمه الالهي، فوجدتها بالصلاة في كنيسة سيدة النجاة وامام ايقونتها، في دير الآباء اليسوعيين في بكفيا. فدخلت جمعية المريمات بتوجيه من مرشدها الخوري يوسف الجميل، وهي بعمر عشرين سنة.
وجلست الى مائدة المسيح راهبة في جمعية المريمات على مدى ست عشر سنة، في كل رسالة ومهمة اسندت اليها تباعا في بكفيا والشبانية وغزير ودير القمر وجبيل واخيرا في معاد. فنقلت عبر الخدمة والتعليم المسيحي والمثل الصالح، ما اكتنزت به من تعمق في كلام الله على ايمان ثابت، وما تحلت به من فضائل وصفات، وما تميزت به من تقوى ومحبة للقربان الاقدس وروح السلام والسكينة والفرح.
وجلست الى مائدة المسيح راهبة هنا في دير مار سمعان، كما نقرأ في روزنامة الدير: قد ابتدأت الاخت رفقا، التي كان اسمها بطرسية، من حملايا في 12 تموز 1871، وكان عمرها 39 سنة. ولبست الاسكيم الملائكي من يد الاب العام افرام البشراوي في 25 آب 1872. تكرست كليا لله، وعاشت نذورها الثلاثة الطاعة والعفة والفقر بمثالية، كما شهدت راهبات الدير، واغتنت بالتواضع والامانة والفرح، وكانت ملتزمة بالعمل واشغال الدير اليدوية كافة وتقول: العمل عبادة، والبطالة من الشيطان. وتاقت الى مشاركة المسيح في آلامه، وطلبت منه ذلك في احد الوردية من سنة 1885، وهي بعمر 53 سنة، فاستجاب طلبها للحال وبدأت جلجلة آلامها الحي حتى وفاتها في 23 اذار 1914.
وجلست الى مائدة المسيح راهبة متألمة صابرة في دير مار يوسف جربتا مدة سبع عشرة سنة، عمياء ومخلعة ونازفة، وقد وصفت اوجاعها لرئيستها قائلة: وجعي في كل جسمي وهو داخل عظامي، في نخاعها. وقد صارت عظامي ناخرة كاسفنجة، وبعد موتي ترون صدق قولي”.

وقال: “تدعونا القديسة رفقا، ونحن نستقبل ذخيرتها، ان نلبي دعوة الرب يسوع لكل واحد وواحدة منا، للجلوس على قدميه، مثل مريم اخت لعازر، ومثل رفقا، وسماع كلامه كنصيب افضل، لكي ننطلق الى كل عمل صالح بفرح وغيرة والتزام. سماع كلام الله يعطي قيمة لكل لحظة من حياتنا بالنسبة الى مستقبلها، ويوقظ ضميرنا على مقتضيات وجودنا الانساني، ومرورنا في التاريخ، ويحركنا على الالتزام بما يفرض علينا واجب حالتنا. سماع كلام الله ينظف داخل الانسان من الفساد والانانية والكذب والسعي الى المصالح الشخصية الرخيصة، ينظفه من الكبرياء والاستبداد والظلم، ينظفه من الاستهتار بشؤون الناس، وبواجب الحالة والوظيفة، ينظفه من التلوث الاخلاقي وروح السرقة والرشوة. ما احوجنا جميعا لسماع كلام الله! ما احوج المسؤولين السياسين والمدنيين عندنا لسماع كلام الله من اجل الخروج من معاناتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية! ما احوج حكام الدول العربية والدولية لسماع كلام الله، لكي يوقفوا الحرب في سوريا والعراق واليمن، ويلجأ الى الحلول السليمة، والعمل الجدي على عودة النازحين الى بيوتهم واراضيهم، ومكافحة التنظيمات الارهابية وتحرير الاراضي التي يسيطرون عليها عنوة”.

أضاف “اننا نصلي من اجل المسؤولين السياسيين عندنا، لكي يصغوا بدورهم الى كلام الله، لكي يقوموا بواجبهم في تأمين الخير العام بمجمل اوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتشريعية والاجرائية، ولكي يعملوا بجهد على احلال العدالة والتضامن والمساواة، ويبذلوا جهودهم ليجعلوا بلدنا ومجتمعنا في حالة افضل من الطمأنينة والاستقرار والسلم الاهلي. فكلام الله، عندما يقبل في العقل حقيقة، وفي الارادة قوة، وفي القلب حبا، انما يصبح فينا التزاما بتغيير عالمنا الى الافضل، ويحرك الذين يتعاطون الشأن السياسي والاجتماعي الى العمل الجدي والدؤوب من اجل تأمين خير الجميع، باحترام كرامة وحقوق كل شخص بشري”.

وقال: “لقد آلمتنا كثيرا طريقة قمع الشباب المتظاهرين سلميا في العاصمة بيروت لحل مشكلة النفايات التي اضحت وصمة عار على جبين المسؤولين السياسيين الآخذين بالاستهتار بشؤون البلاد والمواطنين. فنقول لهؤلاء: هذه الفوضى العارمة على كل صعيد، من دون اي مساءلة ومحاسبة، انما هي نتيجة واضحة لامتناعكم عن انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي بغية منع قيام الدولة القادرة بمؤسساتها، التي من شأنها ان تحفظ للشعب حقوقه، وان تضع حدا لشجع النافذين المستأثرين بمقدرات الدولة. لذلك دينونتكم عند الله والتاريخ عظيمة. اما المواطنون المتظاهرون في بيروت وفي كل انحاء لبنان فنحييهم ونهنئهم على روح المسؤولية الجارية في عروقهم، ونقدر تضحياتهم متحملين الجوع والعطش والتعب والسهر وعدم الراحة والنوم. نبارك مطالبتهم ببلد نظيف من كل تلوث مادي واخلاقي وسياسي، لكننا نريدها ايضا وبنوع خاص، مطالبة بما هو الاساس لكل شيء، ونعني المطالبة بانتخاب فوري لرئيس للجمهورية”.

أضاف “وما آلمنا بالاكثر هو ان التظاهرة السلمية لمطالبة المسؤولين السياسيين بواجباتهم، قد تحولت الى صراع دام مع القوى الامنية، وانحرفت عن هدفها الاساسي الرفيع الذي يبتغيه جميع المواطنين اللبنانيين. كفى الاستهتار بالشعب وبكرامته وحقوقه ومستقبله، والدستور يؤكد ان الشعب هو مصدر السلطات. مما يعني ان لا مبرر لاي سلطة تحتقر الشعب وتستغل طيبته- اجل المطلوب الواحد والنصيب الافضل ( لو 42:10)- هو سماع كلام الله، لكي تسلم حياتنا واعمالنا. فلا يمكن ان يعيش الانسان الفرد والجماعة من دون الله. من دون نور كلامه الهادي في ظلمات الحياة، ومن دون نعمته الشافية من الخطيئة والاميال السيئة والانحرافات، ومن دون محبته المسكوبة في القلوب التي تعيد لكل انسان انسانيته”.

وختم “ايتها القديسة رفقا، تشفعي بنا لدى الله، لكي نسمع منه دائما كلمة الحياة، فنمجده باعمالنا الحسنة وحياتنا الصالحة، الآن والى الابد، آمين”.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).