لن يكون الوزير السابق جهاد أزعور موجوداً في لبنان إبّان انعقاد الجلسة الإنتخابية الرئاسية يوم الأربعاء المقبل بحسب ما تحدّثت المعلومات ولكن أزعور قد يطلّ على النواب ببيانٍ يستبق به الجلسة ويشرح ويوضح كلّ ما دار حوله وصولاً إلى تبني ترشيحه من قبل قوى معارضة و»التيار الوطني الحر» ومستقلين و»تغييريين» علماً أنّ جهاد أزعور كان يمنّي النفس بأن تكون مروحة التقاطع حوله أوسع كي لا يبدو وكأنّه مرشح مواجهة أو تحدٍّ ولكن في الواقع والحقيقة هو ليس كذلك.
رغم ذلك لن يقول أزعور إنه عازف عن خوض الانتخابات الرئاسية بل هو سيواصل السعي لها وفي هذا السياق يتابع تواصله مع عددٍ من النوّاب المستقلين و»التغييريين» في محاولة منه لإقناعهم بالتصويت إلى جانبه وقد نجح في دفع العديد من هؤلاء نحو هذا الخيار الذي يفترض أن يترجم في الجلسة المرتقبة.
وفي هذا السياق يجري الحديث عن أنّ الهدف الأساسي حالياً هو أن يحظى أزعور بتأييد 65 نائباً، وتظهير هذا العدد إن انعقدت الجلسة الإنتخابية وإن لم تنعقد، لأنّه سيكون الدليل الأقوى على جدية ترشيح أزعور وعلى وجود فرصةٍ كبيرةٍ أمامه للوصول إلى قصر بعبدا إن تخلّى نوّاب ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» عن التعطيل وإن أظهروا فعلاً أنّ الحرص الكلامي الذي يبدونه على موقع رئاسة الجمهورية هو حرص حقيقي وعملي.
في المقابل لا يقف رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية مكتوف الأيدي فهو يرى الرئاسة قريبة ولو رآها البعض بعيدةً، كما أنّه مقتنع بإمكانية أن يدير حواراً مع «حزب الله» يتعلق بمصير سلاحه ودوره في المنطقة، ويعتقد أنّ الرئيس السوري الأسد سيعطيه في ملف النزوح السوري ما لم يعطه لغيره، وبما أنّ الدول الخليجية وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية إنفتحت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى نظام الأسد، فلا يُعتقد أنه ستكون لها مشكلة مع رئيس لبناني يدور في فلك محور الممانعة، ويحاول فرنجية من خلال هذه المنطلقات السياسية أن يحظى ببعض الأصوات النيابية المتردّدة.
جلسة يوم الأربعاء قد لا تحمل رئيساً إلى بعبدا لكنها وكما تقول مصادر المعارضة تحمل مؤشرات على تبدّل في اللعبة السياسية في لبنان حتى ولو كانت مؤشرات خجولة ولكنها دليل على أن المواجهة مع «حزب الله» قد بدأت وأن التغيير سيشمل رأس الهرم وقاعدته.