شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | كيف تؤذي «السوشل ميديا» أطفالنا؟
كيف تؤذي «السوشل ميديا» أطفالنا؟
الغيرة على وسائل التواصل

كيف تؤذي «السوشل ميديا» أطفالنا؟

«لا يخرج أولادي مع الغرباء، فأنا أتعرّف الى رفاقهم في المدرسة وفي الجوار، أتّصل بهم وأزورهم، وأنا لا أخجل من القيام بذلك، كَوني مسؤولة عن حمايتهم من رفاق السوء الذين قد يعلّمونهم عادات سيّئة كالتدخين والكذب والسّرقة وغير ذلك، أنا أُفضّل أن يكون كل ما يقومون به تحت نظري».
فخورة هذه الأم باحتوائها لأبنائها وبقدرتها على مراقبتهم: «أفضّل أن يبقوا في المنزل، هم يمضون بعض الوقت يشاهدون فيلماً من اختيارهم أو يتسلّون على وسائل التواصل الإجتماعي».

هل فعلاً وسائل التواصل الإجتماعي آمنة؟ أم هي مضرّة؟ وكيف يمكن أن تؤذي الأطفال والمراهقين والبالغين؟ وما مدى تأثيرها على العلاقات الإجتماعية والعائلية؟

سمحت وسائل التواصل الإجتماعي للجميع بتبادل المعرفة وتطوّر الأحداث، فأصبحنا نحصل على المعلومة خلال ثوانٍ من أقاصي الأرض، وها نحن نجد عبر هذه الوسائل أصدقاء فقدناهم منذ الطفولة، والأهم من ذلك أنّها توصلنا بمَن نحب أينما كان؛ هذا عدا الأبحاث والدراسات والثقافات التي أصبحنا نتشاركها ونتبادلها، غير آبهين بالمسافات.

نحن على تواصل دائم على مدار الساعة، كل أيام الأسبوع في أية بقعة من العالم كنّا، مع ما لذلك من آثار نفسية علائقيّة إيجابية علينا، لكن، ما هي الآثار السلبية لوسائل التواصل الإجتماعي على مَن يستخدمونها؟

كلّما طالت فترةُ استخدامنا للسوشال ميديا كلّما ارتفع احتمالُ شكوانا من الإضطرابات النفسية، لا سيّما لدى الأطفال والمراهقين؛ أمّا الأعراض التي تترافق مع المبالغة في استعمال وسائل التواصل الإجتماعي فهي:
– إنخفاض في مستوى تقدير الذات، مترافق مع إضطرابات في الشهية وصورة مشوّهة عن الذات.
– قلق.
– إكتئاب/أعراض.
– شعور بعدم القدرة على التواصل وجهاً لوجه مع الآخر.
– دونية.
– تراجع في القدرة على التركيز وظهور أعراض ضعف التركيز وفرط الحركة.
– إدمان على وسائل التواصل الإجتماعي.
– تراجع في العلاقات الإجتماعية.

• كيف تؤثر المبالغة في استعمال وسائل التواصل الإجتماعي على الصحة النفسية؟
إذا كنت بدأت تشعر بأعراض نفسية كالمذكورة أعلاه، إعلم بأنك لست الوحيد الذي يشعر بتراجع تقديره لذاته ومقارنة نفسه سلباً بالآخرين الذين يتعاطى معهم عبر السوشل ميديا، المبالغة في التركيز على اهتمام الغير بك ومحاولة ذلك مراراً وتكراراً. فبحسب صوفيا، 20 عاماً، «أنقر كل ثانية لأرى كم «لايك» و»إعجاب» نلت على صورتي الأخيرة على الـ»فايسبوك». أنا منزعجة جدّاً ممّا أقوم به، إلّا أنّني لا أستطيع التوقّف عنه، أو التوقّف عن التفكير به وبأنّ لانا قد نالت إعجاباً أكثر مني…».

أمّا روني، 23 عاماً، فيقول: «أنا أضع السوشل ميديا في رأس قائمة أولوياتي، حتى خلال عملي أسترق النظر إلى ما وضعه الآخرون على صفحاتهم، ونسبة التفاعل معهم، كما أشعر بغيرة تتحوّل إلى الغضب أحياناً ممّن ينال تعليقات مديح وإعجاب أكثر مني».

أمّا غريتا، المتزوّجة منذ 10 سنوات، والأم لثلاثة أولاد فتعترف: «لم أعد أرغب بالخروج مع زوجي والأصدقاء، لأنّني أفضّل أن أتسلّى بما يجري على السوشل ميديا، كما أنّني نادراً ما أزور أهلي». أمّا والدتها فتعلّق: «عندما نجلس في المساء، أرى كلّاً من أولادي وأحفادي على تلفونه، غير آبه بوجود الآخرين؛ أراهم يبتسمون ويحزنون بسبب ما يرونه على هواتفهم، لكنّهم لا يعرفون ما يحدث مع بعضهم البعض».

باتريسيا من جهتها تصرّح بالتالي: «أشعر برغبة جامحة بنشر كل ما أقوم به على السوشل ميديا، ولا أستطيع مقاومة هذا الشعور، فيعرف الجميع بتنقّلاتي وأعمالي وزياراتي، حتّى إنّني نشرت صور ملابسي ومنزلي وصولاً إلى غرفة نومي».

يثير استخدام السوشل ميديا مراكز اللذة وإفراز مادة الدوبامين في دماغنا، لذلك قد يسبّب إدماناً يوازي الإدمان على الكحول أو السجائر.

• هنا اختبار قصير لمعرفة مدى إصابتكم بالإدمان على السوشل ميديا:
1- هل تشعر برغبة جامحة لا تستطيع السيطرة عليها نحو استعمال السوشل ميديا؟
2- هل تشعر بصعوبة عدم استخدام السوشل ميديا حتى عندما لا تحتاج إليها؟
3- هل تشعر بالتزايد السريع في مستوى الرغبة باستعمال السوشل ميديا؟
4- هل تشعر بالغضب والإنزعاج والإنفعالات السلبية عندما تنقطع عن استخدام السوشل ميديا؟
5- هل تشعر أنّك منشغل فكريّاً بشكل دائم بما يجري على السوشل ميديا؟
6- هل يؤدّي استخدام السوشل ميديا إلى قطع أو إهمال علاقاتك الإجتماعية والعائلية والعاطفية؟
إذا قمت بهذا الإختبار ووجدت أنّك تمرّ بما يجيب على الأسئلة، إذاً أنت مصاب بالإدمان على السوشل ميديا وتحتاج لطلب الدعم النفسي والمساعدة المختصّة.

• إليكم بعض النصائح التي تساعدكم على تخطّي الإدمان على السوشل ميديا:
أ‌- إستبدل بعض الأوقات التي تمضيها على وسائل التواصل الإجتماعي بالتواجد وجهاً لوجه برفقة الأصدقاء وأفراد العائلة.
ب‌- أغلق هاتفك لفترة معيّنة خلال النهار، لا سيّما قبل النوم.
ج- إذهب إلى الطبيعة للترفيه واستمع إلى الموسيقى.
د- إقرأ كتاباً أو صحيفة أو مجلّة ورقية.
ه- قم بالتمارين الرياضية.
لوسائل التواصل الإجتماعي حسنات كثيرة، إلّا أنّنا نغرق في إغراءاتها فتسيطر على حياتنا الإنعكاسات السلبية لها، لا سيّما في ما يخصّ أبناءنا والأجيال الصاعدة، وما يتعلّق بتماسك العلاقات الإنسانية من عائلة وأصدقاء.

الجمهورية

عن ucip_Admin