شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | لماذا حل الروح القدس على شكل ألسنة من نار؟
لماذا حل الروح القدس على شكل ألسنة من نار؟
العنصرة

لماذا حل الروح القدس على شكل ألسنة من نار؟

يمكننا أن نتعلم من هذا التجلي كيفية السماح للروح القدس أن يعمل في حياتنا.

“وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ،

وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ.
وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (أع2: 3-4).

يذكر الكتاب المقدس 4 تجلّيات للروح القدس؛ ظهر عند اعتماد يسوع بهيئة حمامة (لو3: 22)، عند تجلي يسوع على سحاب (لو17: 5)، كريح عاصفة في البيت (أع2: 2)، كألسنة من نار (أع2: 3).

وعلى الرغم ممّا قد يعتقده البعض حول هذه الظواهر، يُعتبر الروح القدس الذي حل كنار ذات خاصية مهمة في تقليدنا. فالنار تُدفئ وتُنير وتنقي. وتُشير خصائص النار هذه إلى العمل الخاص بالروح القدس.

الروح القدس يُدفئ ويُنير ويُنقي بشكل خاص

إن دِفء اللهب يُعيد الحياة ويُعيد المرونة والحركة. كما أن دفء الروح القدس يُعيد حركتنا أيضًا. والنِّعَم التي يُقدمها الروح القدس تمنح الحياة بُعدًا جديدًا وتسمح لنا بأن نكون متوافقين مع المسيح.

في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ورد ما يلي:

“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ. وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ.
وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ” (رو8: 9-11).

يُعطي الروح القدس الحياة كما تُجدد النار الحيوية والنشاط للذي يشعر بالبرد.

لكن النار لا تُدفئ فقط، بل تُنير أيضًا

كانت الشعوب القديمة تستخدم الحرائق كإشارات، تدعو الأمة إلى التسلح أو لتشارك أخبار النصر. وبالمثل، يدفعنا الروح القدس إلى العمل ويتيح لنا إمكانية الشعور بالبهجة لعمل الرب.

في العهد القديم، ذُكر أن عمود نار أضاء طريق بني إسرائيل من مصر:

“وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلًا فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلًا. لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلًا مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ” (خر13: 21-22).

وطمأن عمود النار الناس بحضور الرب وأنار دربهم وقادهم.

أخيرًا، النار تُنقي

لقد خُلقنا على صورة الله ومثاله. لن نكون سعداء إلى حين اليوم عندما نفرح بالرؤية المثالية لله. وإلى أن يأتي هذا اليوم، سنستمر في تنقية وتطهير قلوبنا حتى تستعد وتتهيأ أكثر فأكثر لمواهب الله.

فكروا في كيفية تطهير حرائق الغابات وتجديدها للأراضي البرية. فبإزالة كل الحطام المتراكم على مر السنين، يُعيد النار النظام ويهيئ المشهد الطبيعي للنمو الجديد.

وهكذا، يُنقي الروح القدس أيضًا قلوبنا من الحطام الذي بنيناه على مر السنين. وبإزالة كل العقبات التي تُعيق علاقتنا بالله، يُطهّرنا الروح القدس، ويُجهّز قلوبنا لقبول كل موهبة جديدة يُرسلها الله إلينا. عندها فقط، سنكون مُستعدين للنمو والتقدم في الحياة الروحية.

في عيد العنصرة هذا، فليدفئ ولينير ولينقي الروح القدس الذي حل كألسنة من نار، قلوبنا. فلنمتلئ بالموهبة، حتى تكون قلوبنا أكثر توافقًا مع محبة الأمور الإلهية.

إشفِ ما كان معلولًا، ليّن ما كانَ صلبًا،
أضرم ما كان باردًا،

دبّر ما كانَ حائدًا.

أعطِ مؤمنيك المتّكلين عليك المواهب السبع،

إمنحهم ثواب الفضيلة،

هب لهم غاية الخلاص،

أعطهم السرور الأبدي

أليتيا

عن ucip_Admin