شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ماذا قال البابا عن الموت الرحيم؟
ماذا قال البابا عن الموت الرحيم؟
البابا فرنسيس

ماذا قال البابا عن الموت الرحيم؟

الجهود المبذولة من أجل جعل العلاج ملائما للمريض الفرد يعكس الاهتمام لا فقط بالمرض بل بالمريض

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر الاثنين في القصر الرسولي وفدا من الرابطة الإيطالية لطب الأورام، وحيا في بداية كلمته رئيسة الرابطة والأطباء والمرضى المشاركين في هذا اللقاء.ثم أشار الأب الأقدس إلى العمل الهام الذي تقوم به هذه الرابطة منذ تأسيسها سنة 1973 من خلال تشجيع البحث والوقاية والسعي إلى تحسين التشخيص والعلاج، إلى جانب تقديم مبادرات مختلفة لتحديث تكوين الأطباء والعاملين في مجال طب الأورام.

وأراد البابا فرنسيس التذكير بتركيز النظام الداخلي للرابطة على أهمية التعاون بين أطباء التخصصات المختلفة والهيئات والمؤسسات، وعلى تشجيع الرابطة للعلاقات وتقاسم الأهداف التي يتم بلوغها.

وتابع قداسته أن خلق وتشجيع العلاقات يشكل التزاما أساسيا من أجل بناء الخير العام، وذلك في عالم غالبا ما يحركه التضاد في قطاعات التعايش البشري المختلفة.

ولفت البابا الأنظار في هذا السياق إلى أن مشاركة مرضى في وفد الرابطة الذي استقبله اليوم يؤكد الاختيار الواعي، والشاق، للرابطة لأسلوب حياة يجمع بدلا من أن يفرِّق، وتابع أن جلوس المرضى والأطباء في هذا اللقاء اليوم جنبا إلى جنب يُعتبر رسالة قوية وعلامة هامة لا فقط لقطاع الصحة، بل للمجتمع بكامله والمدعو إلى التجدد في أسلوب حياة تضامني وأخوّي.

تحدث قداسة البابا بعد ذلك عن المؤتمر الوطني للرابطة الإيطالية لطب الأورام الذي سيُعقد خلال أسابيع قليلة، والذي سيتمحور حول الاهتمام بالمريض الفرد من أجل علاج أفضل لكل مريض، وقال إن الرابطة وبهذا الاختيار تعزز ما يمكن وصفه بعلم أورام يتميز بالرحمة، وذلك لأن الجهود المبذولة من أجل جعل العلاج ملائما للمريض الفرد يعكس الاهتمام لا فقط بالمرض بل بالمريض وكيف يتفاعل مع العلاج ومع المعلومات الأليمة والمعاناة.

وتابع قداسته أن علم الأورام المطروح بهذا الشكل يتجاوز مجرد تطبيق البروتوكولات ويُبرز استخدام التقنيات في خدمة الأشخاص.

وتحدث البابا فرنسيس بالتالي عن أن التكنولوجيا لا تصبح في خدمة الإنسان حين تقلصه إلى شيء، حين تفرِّق بين مَن يستحق أن يعالَج ومَن لا يستحق هذا لأنه يُعتبر مجرد حمل، بل وحتى نفاية في حالات كثيرة.

وتحدث البابا هنا عن الموت الرحيم والذي أصبح مشرَّعا في دول مختلفة، فقال إنه يُطرح وكأنه تشجيع للحرية الشخصية بينما هو في الواقع يقوم على رؤية منفعية للشخص البشري الذي يمكن اعتباره مفيدا أو ثقلا في المقابل حين لا يمكن أن تتحسن حالته من وجهة النظر الطبية.

وتحدث قداسته عن رؤية مناقضة في إشارة إلى الالتزام بمرافقة المريض وأقاربه خلال مراحل العلاج كافة، والعمل على تخفيف المعاناة من خلال العلاجات المخففة للآلام، أو تأسيس مراكز استقبال تتميز بأجواء عائلية، حيث يساهم كل هذا في خلق ثقافة وتطبيق أكثر انتباها إلى قيمة كل شخص. ودعا البابا فرنسيس ضيوفه إلى عدم الإحباط أمام ما قد يلقون من عدم فهم أو أمام اقتراحات ملحة من أجل اختيارات راديكالية ومتسرعة.

وتابع أن اختيار الموت قد يبدو حلا للمشاكل لكنه اختيار مؤلم يعكس رفض الرجاء، بينما علينا دائما البحث عن الرجاء وكيفية تقديمه في الحالات الأكثر صعوبة. وواصل البابا فرنسيس حديثه إلى ضيوفه مؤكدا أن خدمة الرابطة تصبح هكذا عملية تحسيس أمام مجتمع قليل الوعي وملتهٍ في بعض الأحيان.

وفي سياق حديثه عن نشاط الرابطة توقف الأب الأقدس عند التشخيص المبكر والوقاية، أكد البابا فرنسيس أن الوقاية الحقيقية والأفضل تكمن في بيئة صحية وأسلوب حياة يحترم جسم الإنسان وقوانينه. وتحدث البابا بالتالي عن أهمية العناية بالبيئة الطبيعية، ببيتنا المشترك، التي علينا احترامها كي تحترمنا بدورها. هذا ودعا البابا فرنسيس أعضاء الرابطة إلى تذكر مثال يسوع باعتباره أكبر معلم للإنسانية كي يستلهموا منه أعمالهم ويجعلوه رفيق دربهم. وتضرع قداسته كي يلهم يسوع المرضى ويساعدهم على العثور على القوة، ويلهم الأطباء، هو الذي جاء ليشفي البشرية، كي يتطلعوا دائما إلى خير الآخرين والعمل بسخاء والكفاح من أجل عالم أكثر تضامنا، ويلهم الجميع للاقتراب من المتألمين، من الصغار، ولجعل الضعفاء في المرتبة الأولى من أجل إنماء مجتمع أكثر إنسانية وعلاقات تطبعها المجانية لا الاستفادة.

وفي ختام لقائه، طلب البابا فرنسيس بركة الله للجميع موكلا إياهم إلى مريم العذراء كي ترعى بحنان الأم الأطباء والمرضى، ثم أكد قداسته لضيوفه مرافقته لهم بالصلاة سائلا إياهم أن يصلّوا من أجله.

أليتيا

عن ucip_Admin