شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | ما معنى الصديق الحقيقي وأين نجده؟
ما معنى الصديق الحقيقي وأين نجده؟

ما معنى الصديق الحقيقي وأين نجده؟

اقتباسات كاثوليكية ملهمة تساعدك على إيجاد صديق حقيقي

جعلنا مؤتمر نوتردام حول الصداقة نغرق بالكثير من التفكير.

ما معنى الصديق الحقيقي وأين نجده؟ هذه الأسئلة كانت تدور في رأسنا خلال مؤتمر عقده مركز “نوترادم” مؤخرًا حول معنى الصداقة.

ويقول الأسقف الأوكراني بوريس جودزياك في فيلادلفيا: “إنّ الكاثوليك هم مدعوون إلى تجديد مفهوم الصداقة”؛ “وبالنسبة إلى المسيحيين، ما مِن سؤال أعظم من: “هل يمكنك أن تحب؟””

إليكم بعض الأفكار حول هذا الموضوع من مركز نوتردام للأخلاقيات والثقافة.

الصداقة تعطي معنى للحياة

لقد أذهل موضوع الصداقة الجنس البشري، بدءًا من شيشرون وأرسطو، وصولًا إلى كبار الفلاسفة اليوم كألسدير ماكنتاير الذي ألقى كلمات في كل مؤتمرات المركز العشرين.

ويقول شيشرون: “ما كان لإنسان أن يستمتع باكتشاف مُتع ومباهج الكون كلّها، وحتى لو كان في الجنة، إذا لم يكن له شريك يتقاسم معه المباهج”.

ويقول ماكنتاير: “الحياة من دون صداقة عديمة اللون”.

ويتابع، قائلًا: “من دون أصدقاء، نصبح غير قادرين على الازدهار، ولا يمكننا إدراك أننا غير قادرين على الازدهار”.

لذلك، إنّ الأزمة الحديثة في الصداقة لها عواقب وخيمة.

وبحسب الأسقف، “إنّ الوحدة تدفع الناس إلى الشعور باليأس بشكل متزايد على صعيد البلاد، بحيث يُخدّر هؤلاء الألم العاطفي بالمواد الأفيونية والكحول.

كما يقود ذلك الناس إلى إضفاء الطابع الجنسي على تعطشهم للحب، وفق الكاتب رون بيلجاو.

كيف تجد صديقًا؟ أولًا، صلي لأن يعثر عليك أحد ما.

يقول ماكنتاير: “إنّ الصداقات الجيدة ليست إنجازات، إنّما هبات”؛ “والصداقة لا تعتمد على بعض التكاليف والمنافع”.

يمكنك أن تجد صديقًا في زوجتك- ولكن الأمر لا يتوقف هنا.

أشارت مارغريت موناهان هوجان إلى اقتباس للقديس توما الأكويني حول فضيلة الصداقة في الزواج: “كلما كانت الصداقة أكبر، كلما كان الزواج أقوى وطويل الأمد”.

في الواقع، تُعدّ الصداقة العنصر الأساس في الزواج. ويقول بيلجاو: “في حين يقل التركيز على أهمية الصداقة في الزواج، إلا أنّها تُنجح العلاقة الزوجية”.

ومع ذلك، يحتاج البشر أيضًا إلى أصدقاء خارج المنزل. ويقول جون كار من جامعة جورج تاون: “جد منزلًا، واخرج من المنزل” أي “ابحث عن مجتمع تشعر فيه بأنك في منزلك”.

يمكنك أن تجد الأصدقاء عبر الإنترنت

ومن بين المواضع الملفتة التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر، كانت الآثار الإيجابية للوسائط الرقمية على الصداقة –وليس فقط الآثار السلبية.

وتقول ابنة القديس بولس الأخت تيريزا أليهيا نوبل: “يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تثقفنا وتقودنا إلى أشخاص إيجابيين وصداقات حميدة، ما يقودنا في النهاية إلى الله”؛ “إنّ الصداقة عبر وسائط الإعلام لا تقل شأنًا عن الصداقة في الحياة الواقعية”، مستشهدة بالصداقات التي كانت موجودة من خلال كتابة الرسائل.

لكي تكون صديقًا جيدًا، عليك أن تكون متواضعًا ومنفتحًا.

بحسب العديد من المتحدثين، “لا تقيّد صداقاتك بالأشخاص الأفضل والألمع أو بالذين يشاطرونك الآراء نفسها”.

ويقول ماكنتاير: “عليك أن تكون منفتحًا على الصداقات، أينما حدثت”؛ “فانعدام الانفتاح قد ينبع من كبرياءك؛ الكبرياء الذي يجعلك غير ممتن على الهبات- حتّى هبة الصداقة”.

الصداقة هي مفتاح لكسر الانقسامات القبلية.

يقول الأب جوردي بوجول من جامعة سان كروس في روما: “إنّ الارتباط فقط بالأشخاص الذين تتفق معهم، يميل إلى “تطرّف” آرائك”؛ “فالصداقة هي مفتاح لكسر الانقسامات القبلية”.

ويقول كار: “الناس لا يهتمون بـ”محاربي”- العدالة الاجتماعية أو الثقافية”؛ “فالمحاربين لا يصنعون أصدقاء، بل يهاجمون الناس”.

لكن أينما وجدته، الصداقة تتطلب الكثير من الوقت.

يقول العالم جيلبر ميلايندر: “كم من صديق جيد يجب أن يكون لديك؟”؛ “ليس الكثير… البعض ممن يمكنك الاستمتاع بوقتك معهم بشكل يومي تقريبًا”.

لماذا؟ “لأن الاقتراب من أرواح الناس، يتطلب القيام بالكثير من الأمور”، بحسب المخرج ويت ستيلمان.

وهذا، في النهاية، ما فعله يسوع المسيح.

ويقول الأسقف بوريس: “يرتكز إيماننا ولاهوتنا وحضارتنا على حقيقة أنّ الله أصبح صديقًا لنا”؛ “وبانغماس كامل بالفرح والبكاء والسعادة… يا له من إله! يا له من رب!”.

 أليتيا

عن ucip_Admin