شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | مهرجان دبي الـ 13: إطلالة على العالم الواسع من خلال “أفلام الجوائز”
مهرجان دبي الـ 13: إطلالة على العالم الواسع من خلال “أفلام الجوائز”
مدينة دبي للإعلام

مهرجان دبي الـ 13: إطلالة على العالم الواسع من خلال “أفلام الجوائز”

عرض مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة التي حملت الرقم 13 (7 – 14 الجاري) عدداً من الأفلام الأميركية والأوروبية التي سبق أن جالت على المهرجانات الكبيرة في العالم وكان لها صدى نقدي ايجابي. من خلال الإتيان بهذه الأفلام إلى المنطقة في عروض شرق أوسطية اولى، أرادت إدارة التظاهرة السينمائية الأهم في المنطقة العربية أن تفتح نافذة على العالم، ولا سيما أن عدد السينيفيليين الموجودين في المهرجان غير قليل ومعظمهم لا يملك السبيل للوصول إلى تلك الأفلام إلا من خلال القرصنة المنتشرة بكثرة في العالم العربي.

أهم تلك الأفلام التي عُرضت في دبي هو “أنا، دانيال بلايك” للمخرج البريطاني الكبير كَن لوتش، الذي فاز عن فيلمه هذا في كانّ الماضي بـ”السعفة الذهب”. على الرغم من تجاوزه الثمانين، لا يزال لوتش يتصدى بغضب شديد لـ”السيستم” البريطاني وعيوبه، ذاهباً رأساً إلى الهدف من دون لفّ ودوران، فلا شيء يهمّ هنا أكثر من دانيال، الرجل الستينيّ الخفيف الدمّ، من سكان أحد الأحياء الشعبية البريطانية المتروكة لمصيرها والمهملة من السلطات. سكانها يتصدّون إلى الحتمية الاجتماعية باللحم الحيّ، يطبطبون على ظهور بعضهم بعضاً، ويتابعون طريقهم من دون أن يعلموا ماذا يخبئ لهم الغد. دانيال بلايك عاملٌ مثل أيّ عامل آخر، إلا أنّه بعد تعرّضه لأزمة قلبية، اعتقد أنّ الحل هو اللجوء الى المساعدة الاجتماعية. فهو لم يعد قادراً على متابعة العمل. إلا أنّ للجهات الرسمية المعنية بقضيته لها رأياً آخر، فتجبره على البحث عن عمل وإلا تعرّض لملاحقة قانونية.
الفيلم مشبع بروح هذا الاكتشاف، وهي روح تظلّ طازجة عند لوتش حتى بعد عشرات الأفلام. يعرف مخرجنا، الذي يتعاون هنا مع شريكه الأبدي في الكتابة بول لافيرتي، أنّ نضاله لن يُجدي. صحيح أنّه فنان غاضب وسيّد معارضة، إلا أنّه يعرف حدود غضبه. فلوتش عاش ما يكفي من الوقت وصوّر ما يكفي من الأفلام ليدرك أنّ السينما ليست أداة تغيير بل اعتراض، ومن هنا يتأتى صدقه، صدق كلّ لحظة في هذا العمل المصنوع بالقلب. دانيال بلايك يضطلع بدوره رجل يظهر على الشاشة للمرة الأولى، إلا أنّ طلته البهية تخطف الأفئدة وتعطي بعداً آخر للشخصية التي تواجه يومياً بشراً هم في الحقيقة آلات قتل مبرمجة.
لم يكتفِ المهرجان بعرض أفلام فائزة شاهدناها في أهم المهرجانات طوال السنة، إنما اختار كذلك لجمهوره حفنة من الأعمال من المرجّح أن تدخل منافسة الـ”أوسكار” في الأشهر المقبلة. كون “دبي” يجري في شهر كانون الأول من كلّ عام، هذا يسمح له بإقتناص عناوين “أوسكارية”. وهكذا من أعوام عدة. لنتذكّر اننا شاهدنا “12 سنة عبداً” لستيف ماكوين في دبي عام 2013، قبل أن يفوز بالـ”أوسكارات” التي فاز بها.
“أرض اللا لا” المرشّح لسبع جوائز “غولدن غلوب” بعد نيله عدداً من جوائز أخرى والمرشّح القوي لدخول حلبة الـ”أوسكار”، كان له طريق أيضاً إلى شاشة المهرجان. فيلم داميان شازل عُرض للمرة الأولى في البندقية. فيلم مبهج، أقلّه في بعض جزئيته، ولو أنّه يدور ويدور حول نفسه طويلاً، صانعاً الحلقات الدائرية نفسها بتنويعات وأصوات وألوان مختلفة، ولكن متقاربة بعضها لبعض. هذا فيلم أنشودة لعصر السينما الذهبي، تحية للفنّ السابع، بحيث يستمد منه شرعيته. يستعير شازل من أفلام كثيرة. كوميديا جريئة، لا خلاف على ذلك، ليس فقط كمغامرة انتاجية غير مضمونة النتائج، بل لأنّ شازل أقدم على تصوير مجمل العمل، بأدق تفاصيله، على الطريقة القديمة المتلاشية. حتى البنية السردية، ومنها طريقة اللقاء بين الفتاة الحالمة بالتمثيل (ستون) والشاب الطامح إلى افتتاح نادٍ للجاز، لا تنتمي إلى عصرنا هذا ولا إلى المنطق المعمول به. الغناء بدل الكلام هو الآخر لا ينتمي إلى مفردات عصرنا المتشعب، المستعجل، البراغماتي.
أيضاً من الأفلام المرشّحة للـ”غولدن غلوب” (٥ مرّات): “مانتشستر على البحر”. فيلم يُعتبر ذروة السينما الأميركية المستقلة. كايسي أفلك يؤدي فيه دور لي الذي يعيش مع أحزانه المكتومة، وعليه أن يعالج حزنه وانكشاف ماضيه، بعد أن يتم إبلاغه بوفاة شقيقه. ويضطر للعودة إلى مجتمع قريته المتماسك في مانتشستر، وأن يفعل ما بإمكانه لابن أخيه باتريك (لوكاس هيدجز) الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر.
يبلغ الفيلم ذورة التمثيل والتقطيع والاخراج والعلاقات المتداخلة الصعبة المعقدة التي يربطها المخرج كينيث لونرغان بمدينة مانتشستر الأميركية، لتصبح هي الشخصية الأساسية. ليس من السهل التعامل بباطنية مع مواضيع مأسوية كالفقدان والعزلة. لونرغان، سيناريست شاطر، يضع فيها يده البارعة. لكن، يحتاج الفيلم إلى مشاهدة صبورة وبال طويل. هناك مشهد طويل من نحو عشر دقائق في منتصف الفيلم تستعيد فيه شخصية كايسي افلك فصلاً من ماضيه؛ مشهد منحوت بموسيقى هاندل، فعلاً شيء نادر!
سمح لنا المهرجان كذلك بإعادة مشاهدة واحد من أجمل أفلام هذه السنة إخراجاً وتمثيلاً: “جاكي” لبابلو لاراين اخراجاً وناتالي بورتمان تمثيلاً، وهي رُشِّحت عن دورها فيه لـ”غولدن غلوب” أفضل تمثيل، وحظوظها كبيرة لنيل “أوسكار” ثانٍ لها عنه. الفيلم كما يشير عنوانه هو عن جاكلين كينيدي، التي كانت في الرابعة والثلاثين عندما اغتيل زوجها جون كينيدي، رئيس الولايات المتحدة. مقتله بين يديها أصابها بتروما. الأزمة هذه فتحت جرحاً عميقاً في وجدان واحدة من أشهر السيدات (1929 – 1994) المرتبطات بالتاريخ الأميركي الحديث، وأفضت بها إلى مساءلة نفسها ومراجعة إيمانها. الفيلم يقحمنا في تفاصيل هذه التروما، وتفاصيل نضالها للصمود في وجه التغييرات السريعة، ومحاولة حماية “إرث” زوجها من الاندثار وسط انتهازيي البيت الأبيض. فآلة السياسة لا تكفّ عن الدوران ولا ترحم حتى في أحلك الظروف. في الفيلم الأول له باللغة الإنكليزية، يقول لاراين “لا” كبيرة للسهولة. فالنصّ الذي وضعه نوا أوبنهايم للفيلم متشعّب يأتي على شكل طبقات متعدّدة، كلّ طبقة منها تُخفي ما تخفيه. تتطور فيه ثلاثة خيوط متوازية: الصحافي (بيلي كرودوب) الذي يحاور جاكي بعد مقتل زوجها في بيت العائلة بماساتشوستس؛ استعادة الساعات القليلة التي تلت الاغتيال؛ اجراءات مراسم الدفن. سننتقل بين هذه الأجنحة الثلاثة لنعايش – على غرار الفيلم الذي تتركّب أجزاؤه أمامنا – سيدة تحاول لملمة نفسها بعد حادثة مأسوية، والتوفيق بين نظرة العالم إلى الاغتيال ونظرتها “هي” إليه، انطلاقاً من مقاربتها الشخصية للمسائل العملية.
أخيراً، كانت خطوة جريئة من جانب المهرجان عرض “المرأة التي غادرت” للمخرج الفيليبيني لاف دياز الفائز بـ”الأسد الذهب” في دورة هذه السنة من مهرجان البندقية. خطوة جريئة نظراً إلى طول الفيلم الذي يتجاوز الساعات الأربع. دياز، الذي فاز ايضاً في برلين عن فيلم آخر من 8 ساعات، ليس من أنصار السينما المنتشرة بكثرة والهادفة إلى منح المُشاهد معلومات. سينماه تولي الاهتمام الأول للزمن والنحو الذي يؤثر ذلك على تطور الحوادث. فدياز، عندما يقرر التصوير ويضع كاميراه في هذا المكان دقائق طويلة، إنما يبحث عن أسلوبية معيّنة ويلقي وجهة نظر ذات شأن على الواقع الفيليبيني، محاولاً محاصرته مكانياً وزمنياً. وهذا ما يحصل تحديداً عندما يُمسك بحكاية هوراسيا (كارو سانتوس)، مدرّسة خمسينية أمضت سنواتها الثلاثين الأخيرة في معتقل بسبب جريمة لم ترتكبها، وعندما تخرج إلى الحرية، تصمّم على الانتقام من الرجل الثري الذي كانت على علاقة به وتتسبّب بسجنها بعدما اتُهمت بجريمة قتل. عبر حكايتها، يقحمنا دياز في الواقع الاجتماعي للفيليبين. نرافقها من مكان الى آخر، لنتعرف إلى شخصيات ثانوية وإلى تلك اللوحة الخلفية التي تسند خطاب الفيلم السياسي المضمر.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).