شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ندوة صحفيَّة حول: المؤتمر الوطني الثاني لوهب الأعضاء والمسؤوليّة الدينية، وتوقيع بروتوكول التعاون بين اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجة البشرية واللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان
ندوة صحفيَّة حول: المؤتمر الوطني الثاني لوهب الأعضاء والمسؤوليّة الدينية، وتوقيع بروتوكول التعاون بين اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجة البشرية واللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان
المركز الكاثوليكي للإعلام

ندوة صحفيَّة حول: المؤتمر الوطني الثاني لوهب الأعضاء والمسؤوليّة الدينية، وتوقيع بروتوكول التعاون بين اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجة البشرية واللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان

عقدت ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول « المؤتمر الوطني الثاني لوهب الأعضاء والمسؤوليّة الدينية، وتوقيع بروتوكول التعاون بين اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجةالبشرية واللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان » والمؤتمر ينظّمه المعهد العالي للعلوم الدينيّة في جامعة القديس يوسف بالتعاون مع اللجنة الأسقفية لراعويّة الخدمات الصحيّة في لبنان، واللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية” (نوودت – لبنان) ، وذلك يومي6-7 آذار 2015، مدرج بيار أبو خاطر، في حرم العلوم الإنسانيّة في جامعة القديس يوسف، بيروت – طريق الشام.

شارك فيها : النائب البطريركي الماروني على منطقتي الجبّة وزغرتا، رئيس اللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحيّة في لبنان المطران مارون العمّار، مدير المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف وأمين عام اللجنة الأب إدغار الهيبي، نائب رئيس اللجنة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء والانسجة البشريّة في لبنان، ممثل رئيس اللجنة معالي وزير الصحة الأستاذ وائل ابو فاعور، الدكتور انطوان اسطفان، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضرها من دار الفتوى الشيخ بلال الملا، الاب لويس خوند، محامي اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء ميشال ريشا وعدد كبير من الأعضاء والمهتمين والإعلاميين.

قدم لها الأب عبده أبو كسم وقال:

“”نلتقي اليوم في هذه الندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام وقد شرفني رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر أن أمثله لأنه خارج لبنان في اسبانيا.”

“ليس أجمل من أن يهب الإنسان من ذاته من أعضائه إلى إنسان آخر قد يكون يعرفه وقد لا يكون، يهب إليه عينيه أو اي شيء يمكن أن يهبه ليدخل الرجاء والأمل إلى قلبه ليبقى من خلاله شاهداً لللمحبة الكبيرة التي علمانا إياها سيدنا يسوع المسيح والتي أوصانا بها الله لكي ندخل هذا الرجاء وهذا الأمل إلى هذا المريض.”

تابع “والدكتور اسطفان كان من رواد هذه الحركة وقد حضر إلى المركز عدة مرات للتحدث عن وهب الإعضاء، دخلت هذه الفكرة إلى عقول وقلوب الناس، وهي تتطلب جرأة، تخلي وتضحية، وأن نحب حب فعلي، هي مسؤولية إنسانية بامتياز من إنسان إلى إنسان بعيداً عن المتاجرة عن أية مصلحة، والهدف والدافع الوحيد هو الحب وهومفهوم العطاء الذاتي إلى الغير.”

نسمع في كل يوم عن تجارة الأعضاء، وجرائم ترتكب، قتل وسرقة بغية سرقة أعضاء وبيعها، وعرضت أحدي شاشات التلفزة مؤخراً قصة أحد الأشخاص باع احدى كليتيه وصار هناك ضرب من الاحتيال، وشكل هذا الأمر صدمة لدى المشاهدين. فوهب الأعضاء هي مسؤولية اعترفت بها الكنيسة، لها قوانينها، ولها ضوابتها، ونحن نؤمن أن من واجب كل مسيحي أن يعمل على ذاته لكي يهب شيئاً منه إلى الآخرين.”

ثم كانت كلمة المطران مارون العمّار فقال:

“إنّ العطاء أكثر غبطة من الأخذ” (أع 20: 35)، ثقافة العطاء أيّها الأخوة، متجذّرة في صميم الديانات السماويّة، والعاطي الأوّل والأكبر هو الله، ومنه نستمدّ هذه الثقافة الإلهيّة بامتياز. والديانات السماويّة تؤمن بأنّ حياتنا هي عطيّة من الله، وعلينا أن نثمّر خيراً هذه العطيّة خلال حياتنا على هذه الأرض لكي نردّها يوماً مع ربحها الى خالقها، ونتمتّع معه بالحياة الأبديّة.”

أضاف :” وإذا عدنا الى كتاب الحياة نرى الله يحثّنا يوماً بعد يوم على العطاء، إن من مالنا أو من معرفتنا أو من ممتلكاتنا أو من ذواتنا أو من جسدنا، لكي نساعد أخانا المحتاج إن كان من الأقربين منّا أو من الأبعدين.”

وقال “يظنّ البعض أنّ الديانات السماويّة التي نتبع تعاليمها بهذا الشأن تمنع وهب الأعضاء والأنسجة، وهذا ظنٌّ ليس في محلّه، وإن كانت هذه الديانات تضع بعض المبادىء لوهب الأعضاء، والتي سيعالجها مؤتمرنا هذا، ولكن ضمن هذه المبادىء، يبقى هذا الوهب عملاً مكرّماً من الانسان والله في آن.”

تابع “لا نخَف من بعض الأصوات التي تُخبِر عن حالة شاذّة نادرة، ولا نعلم إذا كانت صحيحة أم لا، كان فيها استغلال مُسيء لهذا العمل المبارك. فالأصوات النشاذ موجودة ولكنّها تؤكّد القاعدة التي تباركها الديانات السماويّة عموماً، والديانة المسيحيّة بنوعٍ خاص، شرط أن يكون الوهب للأعضاء والأنسجة ضمن الشروط الموافَق عليها من قِبَل الدولة اللبنانية، والطبّ، والدين. وإنّنا نثِق ثقة كاملة بالآليّة القانونيّة لوهب الأعضاء التي يتوافق عليها كلّ من الدولة والطبّ في هذا الخصوص. واللّجنة الوطنية تحرص حرصاً كاملاً على أن يكون عملها في هذا المضمار بعيداً عن الشبهات والاستغلال الرخيص. ونعتبر بأنّ ما تقوم به اللّجنة المذكورة هو رسالة دينية، وانسانية، ووطنية في آن؛ فلذلك هي مشكورة دائماً، وعملها مبارَك ومقدّس.”

أضاف “ولا نخاف بأن نزرع شيئاً صالحاً منّا في الآخرين، لأنّنا بالصلاح نتكامل، ونتعاضد، ونبني الأوطان التي نحلم فيها، ونعتبر أنّ في وطننا الكثير من الصالحين الأخيار، ودورنا كما نقوم به في هذا المؤتمر، أن نُنير طريقاً خيّراً ليمشي عليه المواطنون على هدي الخير والصلاح. ”

وختم بالقول “أرفع البركة والشكر لكلّ المشاركين في هذا المؤتمر وللّذين تعبوا في تحضيره، ولجامعة القدّيس يوسف التي استقبلتنا في رحابها، طالباً من الله أن يُكافئ خيراً كلّ مَن يعمل على وهب عضو أو نسيج منه أو من غيره من أجل زرع الحياة في الآخر، مجسّداً فرح العطاء في حياته، وشكراً.”

بدوره الأب إدغار الهيبي تحدث عن وهب الأعضاء والمسؤوليّة الدينيّة فقال:

فقال”لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق” (1 يوحنا 3، 18)، رغبةُ الحياة والتوقُ إلى صحةٍ جيدة وجسدٍ متعاف يشكلان أفقًا طبيعيّا لكل إنسان وحاجة ملحّة لكل مريض ومعوّق.” في الماضي القريب، كانت الأحداث والمصائب تقرر بشكل شبه نهائي حالة المصابين والمحرومين من الصحة ومن العافية. وكانت الإنسانيّة، على تنوّع مشاربها، تحاول زرعَ الأمل حيث اليأس، وفتحَ الآفاق المسدودة ببعث الرجاء وتجديد الإيمان. لذلك انكبّ العلماء على تطوير الإمكانيات الطبيّة والتقنيّة وناضلت الأديان كي تعكس رحمة الخالق على كل مصاب ومريض، داعيةً إياهم تخطي آلامهم ومحدوديتهم بالصلاة والمواساة والتعزية.”

تابع” بعد معالجة الموضوع في مؤتمرنا السابق في شباط 2014 حول “وهب الأعضاء والمسؤوليّة الإنسانيّة، بين تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة وتساؤلات المؤمنين”، نطلّ عليكم اليوم، في هذا المؤتمر الثاني، كي نعالج موضوع وهب الأعضاء من وجهة نظر المسؤوليّة الدينيّة، الإسلاميّة والمسيحيّة، لا سيّما بما يخص ضرورة التمييز بين الثوابت الإيمانيّة والأخلاقيّة من ناحية، والتحوّلات الطقسيّة والاجتماعيّة من ناحية أخرى.”

تابع “يتناول المؤتمرون، في مرحلة أولى، مسألة حرجة في موضوع وهب الأعضاء وهي تختص بتحديد تشخيص الموت، من نواح ثلاث : الناحية العلميّة والناحية القانونيّة والناحية التطبيقيّة. ومن ثم ينتقلون، في مرحلة ثانية، إلى عرض التعاليم والمواقف الدينيّة المتعلّقة، ليس فقط بالمسألة المبدئية من وهب الأعضاء وتشخيص الموت، بل أيضا بمسألة مراسم الدفن ومحاكاة التقاليد والطقوس، كي تتّضح المساحات الممكنة، نفسيّا وتقنيّا، لاستئصال الأعضاء ونقلها وزرعها. وتتم عبر مقاربات ستّ : السنيّة والشيعيّة والدرزيّة والأرثوذكسيّة والبروتستانتيّة والكاثوليكيّة.” ويختتم المؤتمرباستنباط بعض التوصيات الرامية إلى تفعيل التعاون بين الأطراف المشاركة من أجل قيام ثقافة التضامن العضويّ في وطننا.”

أردف “يتوجّه هذا المؤتمر إلى أطراف متنوّعة على مستوى الأشخاص، كلّ من يهتمّ بإلقاء الضوء على إشكاليّة وهب الأعضاء بغية تحديد موقفه الشخصي منها؛ على المستوى الوظائفي، كلّ من ترتّب عليه رسالته المهنيّة أن يساهم في مساعدة المعنيين (المرضى وذويهم) على تمييز مواقفهم وأخذ القرارات اللازمة بشأن وهب الأعضاء، كالأطبّاء والممرّضين والمسؤولين الصحيين والاستشفائيين عمومًا؛ على المستوى المؤسّساتي، المستشفيات والجمعيات التي تسعى لتطوير أدائها خدمة للإنسان المتألّم، وذلك بمؤازرة متكاملة بين العلم والمجتمع؛ على المستوى الدينيّ، جميع القيّمين على الدعوة الروحيّة التي تقوم عليها الأديان كي يسهروا على مواكبة الواهبين وذويهم عبر طقوس متنوّعة تسمح بالاعتراف الدائم بكرامة الإنسان وتثمّن محبته وكرَمَه إلى ما بعد الموت.”

وختم بالقول “أودّ أن أعلن عن اهتمام الكنيسة بهذه المسؤوليّة الإنسانيّة المشتركة. إهتمام يتجسّد اليوم، ليس فقط بالتعاليم الراعويّة والمواقف العامّة، بل بإطلاق ورشة عمل كنسيّة ووطنيّة يؤسس له بروتوكولُ تعاونٍ رسميّ بين اللجنة الوطنيّة واللجنة الأسقفيّة.”

ثم تحدث الدكتور انطوان اسطفان فقال:

قال “أثنى على مواكبة “اللجنة الأسقفية لراعوية الصحة في لبنان” برئاسة المطران مارون العمار والدعم الدائم للإب إدغار الهيبي لرنامجنا في تعميم إدخال مفهوم وهب الأعضاء، ضمن كل المؤسسات التابعة لها من مدارس ومستشفيات، ويمكننا القول أن مستقبل البرنامج الوطني لوهب الأعضاء الرائد في لبنان والذي اطلقناه إعلامياً في 13 كانون الثاني الماضي وجاءت نتائجه كبيرة ومشجعة جداً، هذا البرنامج بات يعتمد على كل واحد منا وعلينا معاً. ولا بد من أن أنوه بدور الإعلام وأهميته في نشر هذه الثقافة ففي الفترة من 13 كانون الثاني حتى يومنا ثم توقيع أكثر من 1300 بطاقة وهب بما يوازي عدد البطاقات التي تلقيناها خلال سنة 2014.

ورأى “أن نسبة الوهب في لبنان مع البرنامج الوطني ثابتة ولكنها لا تزال متدنية، ونحن هنا لنئكد مجدداً أن هذه القضية لا يمكن بعد اليوم إلا أن نكون مسؤولين معاً عن نجاحها أو تعثرها. ولما كان التبرع بالأعضاء ينقد حياة العديد من المرضى، فإن التبرع بعد الموت هو الطريقة الأسلم لوهب الأعضاء.”

وسأل “لماذا يتهرب الناس والمؤسسات عموماً من التبرع بالإعضاء؟ هناك العديد من الأعذار، لكن بين الأسباب الواقعية التي باتت معروفة، هناك سببٌ واحد مشترك هو ضغوط الحياة “الحديثة”، التي جعلت المعادلات و “الحسابات” تأخذ تدريجياً مكان المشاعر الإنسانية. أما نحن فسنظل ننادي بأن نتذكر دوماً إنسانيتنا وحاجتنا لبعضنا بعضاً، وأن نحافظ على ماهية المريض الإنسان حيث أصبح في وقتنا الحاضر، ولسوء الحظ، وكأنه مجرد رقم.”

تابع منطقة الشرق التي نحن في قلبها، هي مهدُ الديانات الموحّدة المؤمنة بالله والتي تبشر بإحترام الإنسان. وهذا ما تنطلق منه وتهدف إليه “اللجنة الأسقفية لراعوية الصحة في لبنان”

أضاف: “إن وهب الأعضاء يعتمد على حسن التضامن بين البشر، وعلى تجاوز الاختلاف المذهبي والحزبي والمصالح الخاصة، وعلى التعامل بمسؤولية تجاه مبدأ التبّرع بالأعضاء لأنه وضع من أجل خدمتنا. فلتكن قضية توحدنا في لبنان، على الأقل في “صحة أجسامنا” كما في الاختلاط في العطاء. فلنعطي مما وهبتنا إياه الحياة، مما وهبنا إياه الله.

وختم بالقول: “نأمل من تعاونكم كلجنة أسقفية في تعميم هذه الثقافة على رجال الدين الذين هم مسؤولون عن مواكبة العائلات من الناحية الروحية والإجتماعية، شاكراً لكل من ساهم للوصول إلى هذا اليوم الخيّر، وهذه الإتفاقية النوعيّة.

توقيع البروتوكول

وفي الختام وقع الدكتور انطوان اسطفان رسميا باسم وزراة الصحة العامة و”اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية” (نوودت – لبنان)، والنائب البطريركي الماروني على منطقتي الجبّة وزغرتا ، رئيس اللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحيّة في لبنان المطران مارون العمّار “بروتوكول التعاون” ، على أمل أن يكون قدوة لكافة المرجعيات والمؤسسات والقيمين المعنيين فيها، والذين يشاطروننا الهدف الأساس لوجودنا، أن نهتم ونعتني بالإنسان المريض ونقول معاً “نعم لحماية الحياة، نعم للعطاء بين أهل الحياة”، أملين أيضاً من تعاونكم كلجنة أسقفية في تعميم هذه الثقافة على رجال الدين الذين هم مسؤولون عن مواكبة العائلات من الناحية الروحية والإجتماعية، مهناً كل من ساهم للوصول إلى هذا اليوم الخيّر، وهذه الإتفاقية النوعيّة.

 

ف.ح.م.

 

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).