ملكوت الله ليس وهمًا، ليس “طوباوية” (utopia) أي واقعًا بلا واقع ومكان! الملكوت هو واقع شخصي، هو يسوع المسيح، كلمة الحب، هو الحاضر الذي لا يفرض نفسه بل يقدم نفسه إلى حريتنا. لهذا يمكننا عمليًا أن نرفض الملكوت، من خلال انغلاقنا، من خلال “الإنسان العتيق”، ويمكننا أن نعطل الملكوت من خلال عدم منحه المواطنة في كوننا الشخصي.
إذا كان ملكوت الله يبدو حلمًا أحيانًا، فذلك لأننا لا نتيح له مجال التحقيق، بل نتركه هناك، على الباب يقرع سدًا. وهو يبقى هناك، لأن الخير الفروض شر أعظم!
في القراءة الأولى نقرأ كيف أن بولس العصبي تحول مع السنين إلى شيخ حليم، صاغه حب المسيح وبدلته مشاعر المسيح. في “بطاقته” التي أرسلها إلى فيلمون يبين كيف أنه لا يغتنم سلطته ليفرض آراءه ومتطلباته، بل يتوقف على باب الإرادة، لأن هكذا يفعل الحب، هكذا تعلم من الرب!
“آداب الملكوت” هذه، كما يسرني أن أسميها تدعونا إلى بادرتين متكاملتين:
الأولى، هي أن نعيش كياسة الحب نحو الآخرين، نحو “قريبنا”.
الثانية، أن نعيش توقد غيرة الملكوت مع العروسة والروح مصلين: “تعال أيها الرب يسوع”. “ليأت ملكوتك”.