في ذلك الزَّمان: قال يسوع لتلاميذه: «إِذا جاءَ ابنُ الإِنسانِ في مَجْدِه، تُواكِبُه جَميعُ الملائِكة، يَجلِسُ على عَرشِ مَجدِه،
وتُحشَرُ لَدَيهِ جَميعُ الأُمَم، فيَفصِلُ بَعضَهم عن بَعْضٍ، كما يَفصِلُ الرَّاعي النِعاج عنِ الجِداء.
فيُقيمُ النِّعاج عن يَمينِه والجِداءَ عن شِمالِه.
ثُمَّ يَقولُ الملِكُ لِلَّذينَ عن يَمينِه: «تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم:
لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني،
وعُريانًا فَكسَوتُموني، ومَريضًا فعُدتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ».
فيُجيبُه الأَبرار: «يا رَبّ، متى رأَيناكَ جائعًا فأَطعَمْناك أَو عَطشانَ فسَقيناك؟
ومتى رأَيناكَ غريبًا فآويناك أَو عُريانًا فكَسَوناك؟
ومتى رَأَيناكَ مريضًا أَو سَجينًا فجِئنا إِلَيكَ؟»
فيُجيبُهُمُ المَلِك: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه».
ثُمَّ يقولُ لِلَّذينَ عنِ الشِّمال: «إِليكُم عَنِّي، أَيُّها المَلاعين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعدَّةِ لإِبليسَ وملائِكَتِه:
لأِنِّي جُعتُ فَما أَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فما سَقَيتُموني،
وكُنتُ غَريبًا فما آوَيتُموني، وعُريانًا فما كَسوتُموني، ومَريضًا وسَجينًا فما زُرتُموني».
فيُجيبُه هؤلاءِ أَيضًا: «يا رَبّ، متى رَأَيناكَ جائعًا أَو عَطشان، غَريبًا أَو عُريانًا، مريضًا أَو سجينًا، وما أَسعَفْناك؟»
فيُجيبُهم: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَيَّما مَرَّةٍ لم تَصنَعوا ذلك لِواحِدٍ مِن هؤُلاءِ الصِّغار فَلي لم تَصنَعوه».
فيَذهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذابِ الأَبديّ، والأَبرارُ إِلى الحَياةِ الأَبدِيَّة».
*
هناك تأثير متبادل بين كلمة الله وحياتنا اليومية. فالأولى تلقي الضوء على الثانية وتنيرها، والثانية بدورها تجعلنا ننظر إلى الكلمة من وجهة أخرى. وقد تأملت بالأمس إنجيل اليوم (والقراءة الأولى) انطلاقًا من حادثة اعتيادية في حياتنا العائلية. فولداي الكبيرين ذهبا للنوم لكي يذهبا إلى المدرسة في الصباح التالي، ووضعنا الطفل الأصغر في سريره لكي ينام هو أيضًا ولكنه لم يكن يرغب في النوم حينها، ولذا بدأ بالصراخ وبإزعاج أخويه… وإذ كنت أفكر بـ “القريب” الذي تدعونا القراءة الأولى إلى أن نحبه، فكرت بأن هذا القريب ليس قريبًا أختاره وأنتقيه على مزاجي (أقله، ليس دومًا!)، بل هو قريب أصادفه على دربي، في مسيرة ومزاج وتوقيت يختلف عما أريده وأنتظره. هو آخر وهو عربون الآخر المطلق، الله. فالله يضحي قريبي بأشكال مختلفة، أما أنا فلدي – بحسب ما يعلمنا إنجيل اليوم – درب أكيد لكي أعرف أني قريب الرب: وجه قريبي الحاضر بجانبي.
Zenit