بولس الرسول يسمي كل المؤمنين قديسين بمعنى انهم يتقدسون بالروح القدّس ومن بعد زمان طويل اقتصرت هذه التسميّة على بعض من ماتوا وأخذت الكنيسة تطلب شفاعتهم فأقيم لهم تذكار جامع في كل كنيسة سميّ في الشرق أحد جميع القديسين.
ليس في الكنيسة الأرثوذكسيّة سبب لاطلاق هذه التسمية على من ماتوا إلاّ ما تراه الكنيسة في سيرتهم. أما موقعهم الحقيقي من الرب فهو وحده يعرفه. وتخصيص يوم لاستشفاع القديسين جميعًا فلأنه وحده يعرفهم جميعًا وليسوا كلهم مذكورين في التقويم الكنسيّ. اعتقادنا ان الذين ماتوا للمسيح وعرفهم وعرفنا بهم هم في حالة صلاة في الملكوت يناجون الرب ويناجيهم وفي واقع صلاتنا لا نعرفهم جميعاً إذ هذا يحصل في القلوب فقط. بكلام آخر في ملكوت الرب أشخاص لا نعرفهم وإذا أقمنا يوم أحد يذكر فيه جميع القديسين نكون قد ذكرناهم.
يهمنا ان نكون إليهم جميعا كما هم إلينا. لذلك خصصنا لهم أحداً في السنة لئلا نهمل أحداً منهم في الدعاء. مغبوط الإنسان في كنيسة يعرف ان قديسيها جميعًا هم له وهو لهم وانه لا يصلي وحده إذا صلّى على الأرض لأن آخرين يدعون له في السماء.
من أعظم التعزيات في الكنائس التي تقيم ذكرى القديسين أي نحن والكنيسة الغربية ان المؤمنين متكلون على القديسين في الصلاة ويعرفونهم دعائم لهم في السماء ولهم معهم صداقات. صحيح ان المسيح هو المركز وهو سيّد حياتنا ولكن يطيب لك ان تعرف ان لك عنده أصدقاء. المسيح لا يتركك وأصدقاؤه لا يتركونك وهذا يشجعك في النضال.