أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الصحفي الأرجنتيني إرنان رايس الكايدي والذي صدر له مؤخرا كتاب بعنوان “أسألكم باسم الله. عشر صلوات من أجل مستقبل رجاء”، يتمحور حول نداءات البابا فرنسيس من أجل السلام وتعبير الأب الأقدس عن أفكاره بأسلوب جميل ومميز.
“أسألكم باسم الله. عشر صلوات من أجل مستقبل رجاء” هذا عنوان كتاب للصحفي الأرجنتيني إرنان رايس الكايدي مراسل وكالة تيلام الأرجنتينية في روما أصدرته دار Piemme الإيطالية للنشر، وبدأ بيعه أمس الثلاثاء ١٨ تشرين الأول أكتوبر. ويجمع الكتاب نداءات البابا فرنسيس من أجل مستقبل السلام وذلك عبر الحوار والاحترام والثقة، كما ويذكِّر بنداءات الأب الأقدس المتكررة ضد إنتاج وبيع السلاح.
ومع الصحفي الأرجنتيني أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة قال في بدايتها إنه قد تأثر كثيرا قبل عام بما وصفها بالتركيبة الشعرية لرسالة الفيديو التي وجهها البابا فرنسيس إلى الحركات الشعبية في 16 تشرين الأول أكتوبر 2021. وأضاف أن أسلوب قداسة البابا هذا لم يكن جديدا في تلك الرسالة بل هو صفة مميزة لأشكال التعبير الغنية للأب الأقدس، وأشار هنا على سبيل المثال إلى كلمات الحبر الأعظم إلى الكوريا الرومانية ورسائله لمناسبة عيد الميلاد، حيث يضيف البابا إلى المحتوى فائق الأهمية أشكالا تعبيرية رائعة الجمال.
ثم عاد إرنان رايس الكايدي إلى الرسالة الموجهة إلى الحركات الشعبية، فقال إن البابا فرنسيس قد حلل فيها الأوضاع العالمية خلال الخروج من جائحة كوفيد 19 وتطرق فيها إلى عدد من المواضيع كان يبدأ الحديث عنها بعبارة “أريد أن أسألكم باسم الله”. وتابع الصحفي الأرجنتيني إنه توقف عند ما لمسه من موسيقية لكلمات البابا وبدأ التأمل في أسلوب قداسته، وهكذا وُلدت فكرة الكتاب. وتابع أنه عرض على الأب الأقدس مسودة هذا العمل فقبلها، وكان واضحا منذ البداية، حسب ما واصل الصحفي، أننا لا نتحدث عن مقابلة تقليدية مع البابا، أي أسئلة وأجوبة، بل عن تأمل انطلاقا من كلمات الأب الأقدس في رسائله وأحاديثه. وأضاف أنه قد تم إصدار الكتاب عشية السنة العاشرة لحبرية البابا فرنسيس.
تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى نص الكتاب الجديد، والذي يصدر في فترة يصيب العالم فيها جرح بسبب مأساة الحرب، وقال إرنان رايس الكايدي إن هذا النص هو صدى نداءات البابا فرنسيس العديدة من أجل السلام لا فقط خلال الغزو الروسي لأوكرانيا بل منذ بداية حبرية البابا برغوليو. ومن بين الأمثلة التي أشار إليها معد الكتاب كلمة البابا فرنسيس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في الأول من أيلول سبتمبر 2013، أي في أولى سنوات حبريته، حين قال: “أود في هذا اليوم أن أجعل من نفسي لسان حال الصرخة التي ترتفع من جميع بقاع الأرض، من كل شعب، من قلب كل شخص، ومن ذات العائلة الكبرى والتي هي البشرية، بقلق متزايد: إنها صرخة السلام”. وذكر إرنان رايس الكايدي أيضت بحديث البابا حينها عن سوريا حيث قال: ” قلبي في هذه الأيام مجروح بعمق بسبب ما يحدث في سوريا، ومهموم من التطورات المأسوية الماثلة أمامنا”. وواصل الصحفي أن مخاوف الأب الأقدس وهمومه هذه ترافقه طوال سنوات حبرتيه التي تقترب من 10، كما وقد كانت هذه أفكار رئيس أساقفة بوينوس أيريس خورخي برغوليو، أفكار تشكل ركائز حبريته ما يشمل أيضا الحوار المسكوني والحوار بين الأديان. وشدد مؤلف الكتاب على ما وصفها بالاستمرارية الطبيعية في فكر البابا فرنسيس، والتي هي اليوم على مستوً أكبر.
وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز تحدث الصحفي الأرجنتيني إرنان رايس الكايدي، مؤلف الكتاب “أسألكم باسم الله. عشر صلوات من أجل مستقبل رجاء”، عن نداءات البابا فرنسيس ضد الحرب التي تغذيها حرية اقتصاد السلاح حسب كلمات الأب الأقدس، والتي هي اليوم صرخة تطالب بحلول دائمة تضمن سلاما دائما. ذكَّر الصحفي من جهة أخرى بتشديد الأب الأقدس على أهمية والحوار واللقاء والأخوّة بالنسبة للسلام، وأضاف أن هذه النداءات تجعل من البابا فرنسيس صوتا واضحا وسط الآلام، صوتا يدعونا إلى التساؤل حول ما هو وراء غياب السلام.