لذا نظّم أساقفة أمريكا اللاتينية مؤتمراً في حرم الجامعة الحبرية في المكسيك بدأ أعماله يوم أمس الثلاثاء ويُنهيها في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر الجاري. يسعى المشاركون في اللقاء، من أساقفة وكهنة وخبراء إلى تقديم صورة واضحة عن هذه الظاهرة الخطيرة في أمريكا اللاتينيةـ مع التأكيد في الوقت نفسه على أهمية الحيلولة دون تكرار هذه التجاوزات وعدم التساهل إطلاقاً مع المسؤولين عنها.
كما تريد المجالس الأسقفية من خلال تنظيمها لهذا المؤتمر أن تسلط الضوء أيضا على الدور الواجب أن تلعبه في هذا السياق مع الرؤساء العامين للرهبانيات. وتتخلل الأعمالَ أيضا شهادات يُقدمها عدد من ضحايا التعديات الجنسية على القاصرين نظراً لأهمية الإصغاء، كي تُفهم هذه الظاهرة في العمق. ويقول القائمون على هذه المبادرة إن المؤتمر الذي شاءه مجلس أساقفة أمريكا اللاتينية يشكل أيضا تتمةً للقاء الذي عُقد في الفاتيكان حول حماية القاصرين والأشخاص الضعفاء، وذلك خلال شهر شباط فبراير الماضي.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاهن أميديو شنشيني من المكتب المعني بحماية القاصرين في مجلس أساقفة إيطاليا، المشارك في الأعمال، والذي لفت إلى أن المؤتمر المنعقد حالياً في المكسيك يأتي بمثابة استجابة لنداء البابا فرنسيس الذي دعا إلى مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة. ومن المشاركين في المؤتمر أيضا شابة وقعت ضحية الكاهن التشيلي فرناندو كاراديما الذي اعتدى جنسياً على القاصرين وشكلت قضيته صدمة قوية في مختلف أوساط العالم.
ويقول بهذا الصدد الكاهن شنشيني إن الإصغاء إلى الضحايا يعكس الموقف الإيجابي والبنّاء الذي تريد أن تتبناه الكنيسة، والذي يختلف تماماً عن المواقف التي اتُخذت في السابق. وأشار، في ختام حديثه لموقعنا، إلى أن الجميع مدعوون إلى تحمل مسؤولياتهم، لأنه ليس كافياً أن يُعاقب المذنبون وأن يتسلح الضحايا بالشجاعة اللازمة كي يُسمعوا صوتهم.
أخبار الفاتيكان