أكد الأساقفة أن السلاح والعنف يولّدان الدمار والألم والموت ولا شيء على الإطلاق يبرر العودة إلى الاقتتال في كولومبيا معربين عن قناعتهم الراسخة بأن تحقيق السلام ممكن في البلاد. وحثّ مجلس الأساقفة في بيان له جميع المواطنين الكولومبيين، لاسيما الأطراف المتنازعة، على اعتماد الحوار والتفاوض وسيلة لحل الخلافات والاندماج في الحياة المدنية والديمقراطية. وقد عبّر الأساقفة عن موقفهم هذا بعد انتشار شريط فيديو يظهر فيه اثنان من القادة العسكريين السابقين في هذه التشكيلة المتمردة، اعتبرا فيه أن اتفاق السلام في كولومبيا والذي تم التوصل إليه لثلاث سنوات خلت، جاء بمثابة “خيانة” على حد قولهما. وقد دفع هذا الأمر برئيس البلاد Ivan Duque إلى رصد مكافأة مالية قيمتها ثمانمائة ألف دولار أمريكي لكل من يساعد على اعتقال كبير المفاوضين في هذا التنظيم Ivan Marquez والقائدين العسكريين السابقين اللذين ظهرا في الفيديو.
القادة المتمردون اتهموا الحكومة الكولومبية، هذا الأسبوع، بالوقوف مكتوفة اليدين أمام موجة العنف التي تعاني منها البلاد منذ سنتين في إشارة إلى عمليات قتل ذهب ضحيتها حوالي مائة وخمسين متمرداً سابقاً وما يقارب خمسمائة ناشط كولومبي. وأكد السيد ماركيز أن القوات المسلحة الثورية في كولومبيا لا تبحث عن مواجهة عسكرية ضد الحكومة، بل تنوي الرد على الهجمات التي تتعرض لها. وإزاء هذه التطورات عقد رئيس البلاد مؤتمراً صحفياً وصف خلاله التنظيم بتجمّع إجرامي يرتكز إلى الإرهاب والاتجار بالمخدرات، لافتا إلى أن فنزويلا المجاورة قدّمت لهؤلاء القادة ملجأ. وتعهد بإنشاء وحدة مسلحة خاصة لملاحقتهم، توضع بتصرفها كل التسهيلات. في العام 2016 وقع الثوار والحكومة اتفاقاً سلمياً وضع حداً لأكثر من نصف قرن من الحرب الأهلية في البلاد وتعهدت بموجبه القوات الثورية المسلحة في كولومبيا بتجريد نفسها من السلاح والتحوّل إلى حزب سياسي. بيد أن العملية الانتقالية طبعتها سلسلة من الجرائم والاغتيالات قامت بمعظمها بعض المنظمات الإجرامية الساعية إلى فرض سيطرتها على تلك المناطق التي كانت في السابق خاضعة لنفوذ القوات الثورية المسلحة في كولومبيا. تجدر الإشارة هنا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية في كولومبيا كانت قد نظمت لسنة خلت وبالتحديد في مطلع شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي أسبوعا من أجل السلام بغية الدفاع عن الحياة وتحقيق الأمل.
أخبار الفاتيكان