الرسالة ::: |
1 إِذًا، فَبِمَا أَنَّنَا قَدْ بُرِّرْنَا بِالإِيْمَان، صَارَ لَنَا سَلامٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح؛
2 وبِهِ أَيْضًا صَارَ لَنَا الوُصُولُ بِالإِيْمَانِ إِلى هـذِهِ النِّعْمَةِ الَّتي نَحْنُ فيهَا ثَابِتُون، وصَارَ لَنَا افْتِخَارٌ بِرَجَاءِ مَجْدِ الله.
3 ولَيْسَ هـذَا فَحَسْب، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِالضِّيقَات، عَالِمينَ أَنَّ الضِّيقَ يُوَلِّدُ الصَّبْر،
4 والصَّبْرَ يُوَلِّدُ الاخْتِبَار، والاخْتِبَارَ يُوَلِّدُ الرَّجَاء،
5 والرَّجَاءُ لا يُخَيِّب، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ أُفيضَتْ في قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنَا.
6 فلَمَّا كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاء، مَاتَ الـمَسِيحُ في الوَقْتِ الـمُحَدَّدِ عَنِ الكَافِرِين.
7 ولا يَكَادُ أَحَدٌ يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ بَارّ، وقَدْ يَجْرُؤُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ صَالِح،
8 أَمَّا اللهُ فَأَثْبَتَ مَحَبَّتَهُ لَنَا بأَنَّنَا، حينَ كُنَّا بَعْدُ خَطَأَة، مَاتَ الـمَسيحُ مِنْ أَجْلِنَا.
9 إِذًا، فَكَمْ بالأَحْرَى، وقَدْ بُرِّرْنَا الآنَ بِدَمِهِ، نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الغَضَبِ الآتِي!
10 فإِنْ كُنَّا، ونَحْنُ أَعْدَاء، قَدْ صَالَحَنَا اللهُ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَكَمْ بالأَحْرَى، ونَحْنُ مُصَالَحُون، نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!
11 ولَيْسَ هـذَا فَحَسْب، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا باللهِ بِوَاسِطَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي بِهِ نِلْنَا الآنَ الـمُصَالَحَة.
(الرسالة إلى أهل روما – الفصل 5 – الآيات 1 إلى 11)
::: الإنجيل ::: |
62 وفي الغَد – أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت – اجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس،
63 وقَالُوا لَهُ: “يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذـلِكَ الـمُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم.
64 فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!”.
65 فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: “عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا واضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون”.
66 فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الـحَجَرَ وأَقَامُوا الـحُرَّاس.
(إنجيل القدّيس متى – الفصل 27 – الآيات 62 إلى 66)
::: تأمّل روحي ::: |
“فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الـحَجَرَ وأَقَامُوا الـحُرَّاس””.
بعد أن اطمأنّ الرؤساء والفرّيسيّون إلى المرحلة الأولى من خطّتهم وهي قتل يسوع المسيح، انتقلوا إلى التفكير بالتداعيات وأهمّها الخوف من أن “يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!”.
ألا نشبههم كثيراً؟!
فنحن تقتل الله في كثيرٍ من الأحيان في حياتنا ولكنّنا لا نكتفي بذلك بل نحاول دائماً استكمال جريمتنا عبر التخلّص من كلّ ما يمتّ إليه بصلة: الملتزمون، رجال الدين، الكتاب المقدّس، الكنيسة…
كلّ هذا ندفنه داخل قلوبنا وعقولنا تحت عناوين وشعارات كثيرة:
• أنا حرّ …
• أنا سيّد نفسي…
• أنا لا أريد أن أكون قدّيساً…
• المسيحيّة ضعف فمن يريد أن يكون ضعيفاً…
• إذا غفرت للمذنب سيظلمني أكثر…
• …
وكثيرةٌ كثيرةٌ حججنا ولكنّ الحقيقة واحدة: في عمق ذواتنا لا يوجد حيٌّ إلّا الله وما القبر والأختام إلّا أسوارٌ خادعة، نغشّ بها أنفسنا لأنّ وجود ربّنا في حياتنا هو حقيقة تتجلّى في تعاطفنا مع المظلوم وفي رغبتنا بالعيش بسلام ولو مع ألدّ أعدائنا وفي توقنا إلى أن نكون محبوبين وفي وجع ضميرنا كلّما صرخنا: “أبانا” ونحن نكذب في الباقي…
لذا يتحدّانا هذا السبت باسمه : “سبت النّور” لأنّ “نور العالم” أضاء ظلمة مثوى الأموات فيما كثيرون منّا أحياء-أموات لأنّ حياتهم لا معنى لها بنظرهم لأنّهم لم يحقّقوا ما اختاروه هدفاً وبغيةً… ولذا نجدهم مستائين وحزانى ومحبطين، يشتكون فيما تحيط بهم النّعم من كلّ الجوانب لأنهم لا يبصرون سوى الغيمة السوداء المارّة ولا يريدون أن يقرّوا بوجود الشمس خلفها:
• أليست هذه حالة كلّ من وجد عملاً ولكنّه يشتكي من الدوام لأنّه لا يقنع بما يوجد في يده ويريد على الدوام العصفور الّذي في يده مع العصافير العشرة التي على الشجرة؟
• أليست هذه حالة من يضع نصب عينيه صليبه الصغير متناسياً وقوف الله بجانبه دائماً وأبداً وفي كلّ الظروف؟
• أليست هذه حالة من حقّق الله في حياته المعجزات فيما هو يقبع حزيناً من جراء شوكةٍ جرحته فيما سواه يئنٌّ من آلاف الشوكات وهو يشكر الله؟!
• أليست هذه حالة من حلم الحبّ فلمّا وجده حلم بالسعادة ولمّا وجدها حلم بالغنى فلمّا وجده حلم بالصحّة… دون أن يفهم أن ما لديه أهمّ بكثيرٍ مما سيكون لديه؟!
سبت النّور هو فرصةً لنا لنبصر نعم الله بعد أن تعامينا عنها ولنصغي إلى كلامه بعد أن صمّينا آذاننا ولنمشي صوبه بعد أن أقعدنا يأسنا… فالقبر منوّر والربّ قائم فيما قلوبنا ملأى بالسواد وأرواحنا مائتة… إلّا إذا وضعنا في القبر يأسنا ووضعنا في القائم رجاءنا وإليه سلّمنا أرواحنا لنهتف باستحقاقٍ وإيمانٍ ورجاء: “المسيح قام حقّاً قام”!
http://www.mtolleh-margerges.com/GSaturday.htm