ترتفع صورة عذراء غوادالوبّي العجائبية في معبد تيبياك منذ سنة 1531 في وسط إكرام واسع لتلك المتواضعة الفقيرة التي إرتفعت ملكة على السماء و الأرض. في تلك النواحي، تنطبع محبتها على القلوب بكمّ عجائبي منذ أن انطبعت صورتها على معطف القروي الهنديخوان دياغو. والمعطف ذاك، الذي يُدعى باللغة المكسيكية “”التيلما”” هو من نسيج صبار محلي يدعى “”ماغوي”” خشن، ولا يصلح أبدا للإستخدام في الفن التصويري.
وقد تدخلت العلوم الحديثة بأبحاث أنتجت حقائق مثيرة تستحق أن يتوقف عندها أبناء مريم.
فقد ثبُت أن القماش، الذي يحتفظ بدرجة حرارة 36,6 بمطابقة لحرارة جسم الإنسان، هو خالٍ من أية صبغة ولا يظهر أي أثر لضرب فرشاة للدهان و لم يستطع العلماء معرفة مصدر اللون الذي يختفي عندما يقترب المرء لحدود 10 سنتم من الثوب. والأكثر غرابة أن هذا النوع من القماش يعمّر بين ال20 و ال30 سنة فيما “التيلما” يناهز ال500 من العمر!!!
تبدو بشرة عذراء غوادالوبّي مائلة إلى السمرة كبشرة بنات المكسيك، ووجهها ظريف جداً لم ير له المعجبون نظيراً في أيقونات مريمية عديدة. ملامحها دقيقة جداً وعيناها تنظران بحنان والدي إلى أسفل…
أطباء متخصصون توقفوا عند عيني عذراء غوادالوبّي : فتلك تتفاعل مع الضوء كما لو كانت حيّة ، فتتقلص عندما يسلط عليها النور. و قد تبيّن لأكثر من 20 فيزيائي وأخصائي عيون عبر استخدام تلسكوبات خاصة وعالية التقنية، ظهور وجوه بشرية في قرنية كلتا العينين، ولاحظوا بشكل خاص، أثناء عملية الفحص أن هاتين العينين تظهران على أنهما تنظران للأشخاص وكأنهما حيّتين.
مع استخدام تكنولوجيا الديجيتال إتضح أن الصورة الأولى تعود للهندي الذي ظهرت عليه السيدة و الأخرى للأسقف سومركا الذي رافق الظاهرة أنذاك. و حجم الصور لا يتعدى ربع مليون جزء من المليمتر!!!
أما عباءة العذراء الزرقاء التي تغطي جزءاً من ثوبها الذي يميل الى اللون الزهري فهي منقوطة بالنجوم و تحت أقدامها قمر نحاسي اللون وملاك يسند العباءة. بحسب العديد من العلماء الذين فحصوا الصورة تتطابق النجوم فلكياً مع توزيعها في السماء يوم الظهور العجائبي منذ حوالي خمسمئة عام!!
وتحت الزنار حيث يبدو “حمل العذراء” فتم تسجيل سماع نبضات قلب بسرعة 115 في الدقيقة و يُعتقد انها نبضات قلب الجنين يسوع!!!
يُقال أن كلمة (غوادالوبّي) تعني في لغة الهنود (سحق رأس الحية) و هذا يتطابق مع ما ورد عن سحق الشر في سفر التكوين (3:15). هذه المعلومة مضافة الى “الولادة القادمة” التي تبدو على عذراء غوادالوبّي، ما يعتبره الكثيرون إعلان لمشيئة الله بأن يولد يسوع في قلوب شعوب القارة تلك الذين كانوا غارقين في ممارسات وثنية . واليوم فيما تزخر شاشاتنا الصغيرة بإزدحام ممارسي التنجيم والتبصير نستذكر كلمات عذارء غوادالوبّي للفقير الهندي القديس خوان دييغو : ” اعلم يا بُنيّ أني البتول العذراء مريم الدائمة البتولية ، والدة الإله الحق، باعث الحياة في الخلائق وسيد الأشياء القاصية والدانية، ورب السماوات والأرض… أنا أمكم جميعاً… أنا أم البشر، أم جميع الذين يحبون ويلجئون إليّ بثقة بنوية… ” ويبقى السؤال هل لنا ملء الثقة ب”سيد و خالق كل الأشياء” وبشفاعة أمه ؟؟ إذا كان الرد إيجابي فلا داعي لإستدعاء كل هؤلاء المنجمين الممتهنين لكل سلبي!!!
بقلم أنطوانيت نمور / زينيت