الذين يُضيئون في الأعياد
وتُضاء بهم الساحات والموائد
لا يعرفون
أن “نورهم” يسبّب العتمة
وأنه أحياناً يسبّب القهر
وأحياناً المجاعة.
تلك الأضواء التي من كل لون
كالصرح كالقصر
تجعل الأكواخ منسيّة
تغلّفها تخفّفها
تخفيها بالحفلات
وتصاعد الأنغام
وتبادل الأنخاب
وأسهم تصل السماء
ولا تطال قلوبنا.
الأعياد مظهرنا وعافيتنا
لا تتسِع للفقراء
الفقراء… أمراض
نتحاشاهم فلا نُصاب بالعدوى
نتجنّبهم فلا نُشوّه
إذا أكلنا أو سهرنا
أو تلقينا الهدايا.
ويأتي من يقول إنهم هديتنا
مساحتنا لنفرح
والطفل الصغير
الطفل الجميل يفرح
أقلّه في هذا الوقت
فلنخفِ عنه الأشياء
والحاجات والأجساد
ويظنّ أنه جسدنا
رغبتنا وحواسنا
وأيضاً سقفنا
حتى حين يكون بلا سقف
مع سائر المشرّدين.
في العيد
ليتنا نجوع
في العيد
ليته مائدتنا.
ميشال هليّل
النهار