لا تنفك صورة عذراء غوادالوبي المكرّمة تعطي العلماء أسباباً تدفعهم إلى الإعتقاد بأنها رُسمت بريشة الله على رداء القديس خوان دييغو. بمعنى آخر، وكما يقول السكان الأصليون الناطقون بلغة الناواتل، فإن الله هو “رسام” المعطف ذات النوعية الخشنة الذي كان يرتديه “الرجال العاديون” منهم ذاك الذي رأى العذراء.
في كانون الأول 2014، عقد أحد أبرز المتخصصين في عيني عذراء غوادالوبي، البيروفي والمكسيكي خوسيه أستيه توسمان مؤتمراً في تروخيو في البيرو كشف فيه عن “انعكاس 13 صورة عموماً في مشهدين” في عيني صورة العذراء المطبوعة على رداء القديس خوان دييغو، مكان الورود التي قطفها على تلة تيبيياك في 12 ديسمبر 1531.
تحدث توسمان عن هذا الاكتشاف المذهل في مؤتمره المعنون “عينا عذراء غوادالوبي”، أحد المؤتمرات الذي حظي بأعلى نسبة متابعة من قبل الشعب اللاتيني الأميركي. المشهد الأول الذي يُرى في عيني العذراء هو صورتها المطبوعة بشكل عجائبي على رداء خوان دييغو، وصور الأسقف (الأب خوان دي سوماراغا)، وشريف إسباني هو المترجم، والعبدة السوداء، وشخصيات أخرى. وبحسب شرح العالِم، فإن المشهد الآخر في حدقة عذراء غوادالوبي هو صورة عائلة. رأى توسمان الذي يعمل على عيني العذراء منذ سنة 1975 أن هذه الصورة الأخيرة، صورة العائلة هي ربما أهم رسالة من سيدة غوادالوبي. فمن خلال هذه الصورة، لا تشير العذراء فقط إلى ظهور عائلة جديدة في العالم – عائلة المكسيكيين، الأميركيين اللاتين – بل تدافع عن العائلة في العالم في الأزمنة التي تشهد اعتداءً على العائلات.
وبهذه الرسالة من “عذراء تيبيياك السمراء”، اختتم العالم مداخلته قائلاً: “لندافع عن العائلة، فهي الكنيسة البيتية وأساس المجتمع. إضافة إلى ذلك، العائلة موجودة في نظرة أمنا الكلية القداسة الرؤوفة”.
قصة طويلة:
تُتوّج دراسات أستيه توسمان – مؤقتاً – حكاية طويلة من الأبحاث التي أجريت على عيني عذراء غوادالوبي. قصة بدأت سنة 1929 عندما اكتشف المصور الرسمي لبازيليك غوادالوبي القديمة، في حدقة شفيعة المكسيك، صورة رجل ملتحٍ يتحلى بصفات إسباني.
بعد مرور أكثر من عشرين سنة على ذاك الاكتشاف، وتحديداً سنة 1951، فيما كان المصور خوسيه كارلوس ساليناس تشافيز يتفحص عن كثب صورة لوجه العذراء، اكتشف مجدداً في عيني العذراء صورة النصف الأعلى لرجل ملتحٍ. ولاحقاً، في العامين 1956 و1958، لاحظ طبيب العيون الشهير لافوانييه، شيئاً فريداً من نوعه: عينا العذراء تبدوان “حيتين” وتعكسان نور مكشاف العين، الأمر الذي لا تقدر أي صورة على إحداثه. كما اكتشف صورة جذع بشري في قرنية العينين وعلى الجانب الأمامي الخلفي لجليدية العين.
سنة 1962، أشار الاختصاصي في قياس المبصارية، الطبيب والبينغ، إلى أن العذراء موجودة بشكل غير مرئي في المكان الذي أظهر فيه القديس خوان دييغو رداءه لأسقف سوماراغا، كعلامة بأن “العذراء تريد أن يبني لها كابيلا تكريماً لها على تلة تيبيياك”. بقيت الصورة مطبوعة على الرداء، وكانت عيناها تعكسان أربعة أشخاص.
سنة 1975، باشر أستيه توسمان بأبحاث جديدة وتفحّص بأجهزة ذات درجة عالية من الوضوح صورة (مأخوذة عن الأصلية) للوجه الظاهر على الرداء ليتوصل بعد سنوات إلى اكتشافات مذهلة. تبيّن له أن هناك في عيني العذراء 13 شخصاً يُفترض بأنهم الأشخاص الذين حفظتهم الصورة الإلهية لتُعرّف عن نفسها كامبراطورة الأميركتين والمدافعة عن العلاقة العائلية.
كذلك، أضيف اكتشاف آخر إلى العمل الضخم الذي أجراه المتخصصون حول عيني عذراء غوادالوبي. ففي العام 1991، رأى الطبيب باديّا أوردة في حدقتي وعيني السيدة التي اعتبرت أنها حامل بسبب أبعادها المرتبطة بطب النساء. إضافة إلى ذلك، تتطابق كوكبة النجوم على ردائها مع تلك المرئية من السماء وليس من الأرض والتي يعود تاريخها إلى 12 ديسمبر 1531.
إذاعة الفاتيكان