تهتم «ذا واشنطن بوست» بالقارئ اهتماماً كبيراً»، يقول دايفيد بيرد، رئيس وحدة المحتوى الرقمي في الصحيفة الأميركيّة العريقة. يكمل حديثه لـ«السفير» قائلاً إنّه على «الصحافي التعامل بجديّة مع كل ما يأتي من جهة القارئ، خصوصاً عبر منصات السوشل ميديا المختلفة». برأيه فإنّه من حقّ القارئ إيصال صوته إلى الصحيفة، للإعلان عن عدم إعجابه بتغطية معينة، أو حتى لاقتراح أفكار ومواضيع قد تكون غائبة عن أجندة المؤسسة.
في هذا السياق، تعدّ خدمة «صححوا هذا الخطأ»، من أبرز الخدمات التي تقدّمها «ذا واشنطن بوست» لقرائها.
كان غريغ لينش أحد الصحافيين الذين ساهموا في إطلاق الخدمة «صححوا هذا الخطأ» في العام 2011، الهادفة إلى جعل القارئ رقيباً على كل ما ينشر في الصحيفة. كما تعطيه الفرصة لتصحيح أيّ خطأ يرد في واحدة من أشهر صحف الولايات المتحدة الأميركية.
تتم الخدمة عبر بريد إلكتروني خاص، يرسل إليه القارئ بعض بياناته، إلى جانب رسالة تحتوي تعديلاته لأي أرقام أو إحصائيات أو تصريحات واردة في أي خبر. وبعد تلقّيها الطلب، يراجعه فريق الصحيفة المختصّ، للتأكد من المعلومات. وعند التثبّت من كون الخطأ حقيقياً، يتمّ نشر رابط التصحيح في العمود الأيسر المقابل للخبر.
يقول «لينش» لـ«السفير» إنّه في بدايات إطلاق الخدمة، كانت «واشنطن بوست» تضع رابطاً بجملة «صححوا هذا الخطأ» أسفل أي محتوى على موقعها. عند الضغط عليه يتمّ نقل القارئ إلى صفحة تحتوي استمارة الكترونية، تطلب منه بياناته والتصحيح الذي يرغب في إرساله. لكن بعد فترة تم وقف العمل بفكرة الاستمارة والاكتفاء بالبريد الرسمي للخدمة، إذ بات كل قارئ يعرف أن من حقه اللجوء إلى تلك الخدمة، والتي ستحيله إلى القسم المسؤول عن التقرير أو التحقيق أو الخبر، بأسرع وقت مكن. وبحسب لينش فإنّ «واشنطن بوست» تلتزم بمراجعة كل ما يأتيها من القرّاء ونشر التصحيح في أسرع وقت.
وتشجع عدّة مؤسسات في الولايات المتحدة الأميركيّة، الصحف والمجلات على الاهتمام بنشر التصحيحات التي تردها من القراء. من تلك المؤسسات «لجنة استلام الشكاوى الصحافية»، والتي طبعت عدّة مقالات موجعة للصحافيين وللمؤسسات الصحافية، تضمّن ميثاقاً للتعامل مع أي تصحيح يأتيهم من القراء، وتشجعهم على نشر ذلك التصحيح في مكان بارز وفي نفس الصفحة المنشور فيها الخبر، لتشجيع آخرين على التعامل بإيجابية مع هذا الأمر. ففي النهاية، الهدف هو تقديم المعلومة بشكلها الأمثل والأدقّ، وذلك يصبّ في النهاية في صالح بناء مصداقيّة الصحيفة المعنيّة، وجعلها محطّ ثقة أكبر من القرّاء.
مصطفى فتحي / السفير