ترعرعت على محبة اللّه. وقدم لي الرب فرصة العمل مع الأرواح الصغيرة. حدث ذلك بطريقة مأساوية فقد ماتت قريبةٌ لي في سن صغيرة جداً تاركةً وراءها عائلة مؤلفة من ثلاثة أطفال. استضفنا خلال فترة مرضها الفتاتَين ولم تكن البكر قد بلغت السنوات الست بعد. كنت اهتم بهما النهار بكامله وأعجبتُ ببساطتهما. طاب لي أن أرى كيف تصدقان ببساطة كل ما أقوله لهما.
في الواقع، يغرس العماد في أنفسنا القيم اللاهوتية بعمق إذ يظهر عندنا الرجاء بالمكافأة السماوية منذ نعومة أظافرنا قوي لدرجة حثنا على ممارسة نكران الذات.
كنتُ، في كل مرة أريد منهما احسان التصرف مع بعضهما البعض، أحدثهما عن المكافأة الأبدية التي يقدمها الطفل يسوع للأطفال عوض وعدهما بالسكاكر والألعاب. وكانت البكر دائماً مسرورة تطرح عليّ أسئلة رائعة عن الطفل يسوع وجنته الجميلة. وكانت تعدني بالاهتمام بأختها الصغيرة وبأنها لن تنسى أبداً ما علمتها.
فهمتُ، من خلال تعاملي معهما، كلام الرب: “من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر” (متى ١٨: ٦). وتساءلت كم من الأنفس قد تصل الى القداسة لو تم توجيهها كما ينبغي منذ الطفولة المبكرة. أعرف أن اللّه لا يحتاج الى جهد أحد في عمل التقديس لكن وكما يسمح للمزارع الذكي بأن يزرع شتولاً نادرة وحساسة، معطياً إياه المهارة لاتمام ذلك في حين يُعطي لنفسه هو حصراً الحق في إنمائها، يتمنى أن يحصل على المساعدة في إنماء النفوس.
القديسة تيريزا مستوحاة من قصة نفس.
أليتيا