كرمت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في مركزها في بيت مري- عين نجم تلامذتها الاوائل في الامتحانات الرسمية برعاية رئيس الرابطة المارونية وعضو هيئة القضايا في الأمانة العامة انطوان قليموس، وفي حضور عضو اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية الأخ حبيب زريبي وهيئات الأمانة العامة ومديرات المدارس ومديريها وأهل المكرمين.
عازار
قدم الاحتفال رئيس اتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثوليكية ناجي الخوري. وبعد النشيد الوطني افتتاحا وصلاة العائلة التربوية، ألقى الأمين العام الأب بطرس عازار الأنطوني كلمة توقف فيها عند دور المدارس الكاثوليكية “في خدمة التربية والتعليم وتعزيز الإيمان والقيم والنضال من أجل الحرية والعيش المشترك”، داعيا التلامذة إلى “الالتزام بالقناعات التي تزودوها في مدارسهم والتي يجب أن يجسدوها في أيامهم الآتية وفي مشاريعهم المستقبلية”.
وبعد أن نوه بصاحب الرعاية شاكرا رعايته لهذا الحفل، قال: “وكم نحن بحاجة إلى أمثالكم، وبخاصة مع هذا العهد الجديد للجمهورية اللبنانية الذي نريده صوتا صارخا في ضمائر الشعوب والأمم والمحافل ليحرروا ذواتهم من عقدة عندهم، اسمها لبنان، الوطن الرسالة، ويغتنوا بحضارة وطن علم الناس أصول التخاطب وأهمية الانفتاح على الجميع والحرص على الإيمان والكرامة والحرية، والتعالي، بشفافية ونبل، فوق المصائب والمصاعب والصغائر.
نعم أيها التلامذة الاوائل الأحبة اننا نريدكم رسلا لهذه القيم، واوفياء لأهلكم وللذين “علموكم وأرشدوكم” لتدوموا صورة بهية عن عيالكم وعن مدارسكم وعن وطن، ويلنا لنا إذا لم نثبت على أرضه ونحمي ترابه ونحمل رسالته”.
قليموس
ثم تحدث راعي الاحتفال، فدعا التلامذة إلى “الصدق والجرأة والتواضع” وقال: “ان من مظاهر بؤسنا العميم وشقائنا اليوم أن ينبري أناس لوعظ لا يتعظون به، ويتحدث مسؤولون عن عفة لا يملكونها، ويحاضر أدعياء علم يجهلونه، ويقتني بعضهم سلطة لا يستحقونها ويبتلي قوم بالمعاصي ولا يستترون.
لقد إحتجب الرجال المجربون ذوو الدراية والحكمة والمعرفة والصدقية أو غابوا، وموت الأعيان من تعس الزمان. وما من نكد أشد إيلاما من هذا القحط الذي أورث ما أورث حتى أعطى الولاية في الناس لمن هم أحوج إلى الوصاية.
هكذا ابتليت الناس بما لا طاقة لها على رده وصار اتقاء العسف مدعاة للتملق، واحترام أهل الحل والربط سخرية صامتة من شرورهم، لكن ليس إلى حد أن تسمى الجهالة عقلا والتفاهات علما والهذيان حكمة، فالثقافة لا يمكن أن تبتذل لأن لها معايير أقوى من كل سلطة”.
أضاف قليموس: “وما الفراغ الذي عشناه في رئاسة الدولة حتى اليوم سوى مظهر من مظاهر الأيام العجاف التي نأمل أن تكون قد انقشعت غيمتها.
ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أعطى الأمل مجددا للبنانيين بأن هذا الوطن عاند ويعاند الأقدار التي كادت أن تودي بدوره الحضاري المشع في هذا الشرق المعذب”.
وجوائز ومنح
وبعد فاصل موسيقي قدمه سيزار منصور واوليفيا صليبا وبشار ادريس من تلامذة المعهد الفني لراهبات القلبين الأقدسين في البوشريه، تم توزيع المنح المالية والشهادات والجوائز على المتفوقين والمتفوقات الذين تكلمت باسمهم عن التعليم الاكاديمي برلا عواد، الأولى في لبنان فرع الاداب والانسانيات وتلميذة مدرسة راهبات سيدة الرسل في الروضة – المتن، وعن التعليم المهني والتقني سانتا الحلو، الاولى في لبنان في شهادة الامتياز الفني، اختصاص مصور أشعة، من معهد راهبات العائلة المقدسة المارونيات للتمريض والعلوم التقنية في بيت الشعار – المتن.
فأعربت عواد عن اعتزازها بالشهادة والتفوق، وقالت: “إننا نسعى، وبصفتنا الجيل الصاعد والأمل الواعد، إلى تأمين مستقبل مزدهر ومضيء لوطننا لبنان، ولجميع مواطنيه كي ننسى فترات الضيق التي شهدناها وننعم بحياة هنيئة وبسلام وبروح من الإلفة والتعاون، وهذه القيم هي التي أوصانا بها يسوع المسيح ذاكرا ومؤكدا لنا: “أنتم نور العالم، أنتم ملح الأرض”. املنا أن نكون أهلا لهذا الدور ولتحقيق هذه المهمة النبيلة”.
أما الحلو فقالت: “لقد خصنا أهلنا بميزة ربما حرم منها الكثيرون، إرفعوا رؤوسكم عاليا فأنتم خريجو المدارس والمعاهد المهنية الكاثوليكية التي تعلم وتمارس احترام الأديان، وتنمي لدى الشباب، الإصغاء للحق والاغتناء من ثقافتنا وثقافات الآخرين، وهذا شرف يحتذى به.
وصيتي لكم ألا تتخلوا عن الأفكار والمعتقدات التي غرستها هذه المدارس والمعاهد في عقولكم وقلوبكم، فهي السبيل الوحيد لقيادة سفينة الوطن نحو بر الأمان. أحبوا وطن الرسالة وطن الثقافة والعلم، أحبوا لبنان ولا تدعوا الغربة تغريكم وتسرقكم منه. واجهوا مشاكلكم وصعوبات الحياة بالتقدم في المعرفة، والعلم، والعمل لمواجهة تحديات العالم ومغرياته.
وفقكم الله ووفقنا في مسيرة الرسالة لننمو معا في الحكمة والقامة والنعمة أمام الله وأمام والناس”.
تعهد
وفي ختام الاحتفال، تلا التلامذة الاوائل تعهدا مشتركا بأن يكونوا “مواطنين ملتزمين بلبنان وطنا للحرية والديمقراطية والعدالة ومسهمين مع المدارس الكاثوليكية في تحقيق رسالة التعليم والتربية”. ثم كانت الصورة التذكارية وكوكتيل للمناسبة.
وطنية