كانت العذراءُ مريم متيقّنةً تمامًا من قيامة ابنها، لأنّه كان قد توّقعٓ قيامٓتٓه بكلّ صراحة . أمّا العذراءُ فلم تكن على علمٍ بتلك الساعة، ساعة القيامة التي لا تحديد لها في أيّ موضع آخر (…) ، لكنّ داود، في المزمور ٥٦، المتحدّث بشخص الآب لأبنه، يقول: ” استيقظ ، يا مجدي، استيقظ أيها العودُ والكنّارة.” ويجيب الإبن: ” سأستيقظًُ سحَرًا.”
وعندما عرفت العذراء مريم بساعة القيامة (…) أرادت أن تتأكّد ما أذا كان أنبياء آخرون قد أشاروا إلى تلك الساعة، فوجدت، في الفصل السادس من نبوءة هوشع، هذا النصّ: “وبعد يومين يحيينا، وفي اليوم الثالث يقيمنا ، فنحيا معه (…)”
فقالت العذراء: “يكفيني هؤلاء الشهود عن الساعة التي يجب ان يقوم فيها ابني…” . فأرسل المسيح إليها الملاك جبرائيل، وقال له: “أنتَ بشّرتَ أمّي بتجسّد الكلمة، فبشِّرها الان بقيامته…” فأسرعَ الملاكُ إلى مريم ، وقال لها: “يا ملكةٓ السماء، ابتهجي وافرحي، لأنّ مٓن استحقّيتِ أن تحمليه في حشاكِ، قد قام كما قال.” ووجّه المسيح تحيّة إلى أمّه قائلاً: “ليكن السلام معكِ.”
١- القدّيس منصور فيرّيه هو كاهن من جمعية الدومينيكان . ولد في 23 كانون الثاني سنة 1350، بالقرب من فالنسيا. توفي في 5 نيسان سنة 1419 في فان (بريطانيا). اشتهر بتوقّعاته العلنيّة. تُكٓرَّم ذخائرُهُ في كاتدرائية القديس بطرس، في فان، وهو شفيع تلك البلاد.