ردّ الأب ميشال روحانا الأنطوني على تعليق، وصل إليه بواسطة الفايسبوك، تعقيباً على حديثه لبرنامج “أنا أفكر إذاً انا موجود” والذي يعرض ضمن “يوم جديد” على قناة OTV، وذلك يوم الأربعاء 15 تشرين الثاني 2017، وجاء في التعليق:
ألله معك ابونا….كلامك دائما يزيدنا شوقا لسماعك….
عندي استيضاح بالنسبة لموضوع الكنائس البروتستانتية…
حضرتك ذكرت ان الكنيسة الكاثوليكية احتاجت 500 عام حتى اسقطت احكاما مسبقة عن الكنائس البروتستانتية. أنا بعرف انو البروتستانتية هي هرطقة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية والبابوين يوحنا بولس الثاني و بنديكتوس أكدا ذلك في رسائل بابوية… (الحاجة إلى مرجع)
فماذا تقصد حضرتك بالأحكام المسبقة بالنسبة لتلك الكنائس؟ شكرا
وأتى ردّ الأب روحانا على الشكل الآتي:
الأحكام المسبقة المقصودة هي التي تأتّت من الحروب الإلغائية التي طحنت أوروبا والتي برز من خلالها بأن كل طرف يريد أن يصفي الطرف الآخر جسديًّا من الوجود خدمة للحقيقة المسيحية… فالاتهام بالهرطقة يكون دائما من طرفين أو أكثر. وفكرة الإلغاء تحلّ مكان الدين والإيمان … وقد سقطت بلقاءات البابا فرنسيس مع من ذكرتهم في هذا النقطة: أي سقطت فكرة أن أحدا يريد أن يلغي الآخر وحلّ مكانها “لقاء أسيزي” أي “هلمّوا للحوار”، “هلمّوا إلى كلمة سواء” إلخ.
الحقيقة المطلقة يا صديقي هي ملك الإله الخالق الأوحد وليست ملك أحد من البشر مهما عظم شأنه وكثر عديد شعبه. الحقيقة المطلقة ليست عند أحد على انفراد، الحقيقة المطلقة هي ما تسعى إليه البشرية كاملة، والإيمان المسيحي يُشير إلى أنها في سلوكية المسيح وفي ما علَّمنا إياه، أي كلمتِهِ، هو الكلمة، وليس في سلوكية الكنيسة البشريّة حصرا… ألمسيح هو “الطريق والحق والحياة” إنما بحسب مشيئة أبيه وليس مشيئة أي من المجموعات البشرية. لا يغيبنّ عن ذهن إيماننا بأنه هو “الطريق” إلى ” الهدف”، وبأنه طوال وجوده في الجسد كان الطريق وليس نقطة الوصول. وقد أصرَّ الرب يسوع، طوال مدة رسالته، بأن نقطة الوصول هو أبيه، وبالروح القدس… وسيعود إلى كونه نقطة وصول بعد عودته إلى أبيه الذي هو وإياه واحد. الحقيقة المطلقة هي في الثالوث الذي هو الحب المطلق، وبالحب فقط تسقط كل الأحقاد والأحكام المسبقة لتزهر الحياة. وهذا ما يحققه اليوم البابا فرنسيس تكملة لجهود البابوات منذ المجمع الفاتيكاني الثاني.
يمكن مشاهدة المقابلة عبر الرابط الآتي:
مكتب التحرير