تنطلق نشرة الخامسة والثلث على «تلفزيون لبنان». إنّها إحدى النشرات المستحدثة، ضمن «حلّة جديدة»، انطلقت بدءاً من 1 نيسان الحالي. تشمل التحديثات، حتى الآن، لوغو وشريط أخبار جديدين، قلبا الخامة الرئيسيّة لألوان الشاشة الحكوميّة، من الأزرق الليلكي، إلى الأحمر الحادّ. في أسفل اللوغو، يمرّ اسم لبنان بعدّة لغات: لبنان، وLiban، وLebanon، وLibano. الأخيرة بالاسبانيّة والبرتغاليّة، وتهدف إلى مخاطبة لبنانيي الاغتراب، وخصوصاً المقيمون في البرازيل، على الأرجح. كما تشمل التغييرات أيضاً بثّ النشرة من أستوديو ليس حديثاً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنّه أحدث من السابق من دون شكّ، تطغى عليه إضاءة زرقاء.
وجه مذيع النشرة جديد. ننتظر قراءة الاسم في أسفل الشاشة. «ابتسام عكوش»، يظهر الاسم بالأبيض، على شريطة حمراء. هل يصلح اسم ابتسام للرجال والنساء معاً؟ لا، مهلاً، ابتسام عكوش مذيعة وليست مذيعا. تختفي الشريطة الحمراء الأولى، لتحلّ مكانها شريطة ثانية، يكتب عليها الاسم الصحيح هذه المرّة، وهو فادي أبي تامر. إنّه الإذاعي الذي يعرفه اللبنانيون بالصوت عبر أثير «صوت لبنان» (ضبيّة؛ 93,3). تعاقد «تلفزيون لبنان» مع تامر لتقديم النشرة الجديدة، إلى جانب نبيل الرفاعي، ومعهما مجموعة من مراسلات التلفزيون المعتمدات هنّ ميراي إبراهيم، وكاتيا شقير، وأريج خطار. وسيتعاونون على تقديم الأخبار مع مذيعات التلفزيون المعروفات غادة غانم العريضي، وندى صليبا الشويري، وابتسام عكوش، لخمس مرّات يومياً (7:20، 14:20، 17:20، 19:20، 23:20).
يجري تحضير الحلّة الجديدة للنشرة منذ أشهر، ولكنّ تجربة اليوم الأوّل لم تكن سلسة. بعد الخطأ البسيط في اسم تامر، انطلقت النشرة برسالة مباشرة من طرابلس، استمرّت لأجزاء من الثانية، إذ بقي المذيع يخاطب نفسه، من دون ردّ من جهة المراسل. حاول إنقاذ الموقف، بالانتقال إلى الخبر الأوّل، عن مؤتمر اللامركزيّة الذي انعقد في بعبدا قبل يومين. لتنقطع صور ضيوف رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان فجأةً، وتحلّ مكانها صورة مراسل طرابلس، مع خريطة لبنان على يسار الشاشة، فيما تواصل في الخلفيّة التقرير المخصَّص لمشروع اللامركزيّة.
في اتصال مع «السفير» يطالب رئيس مجلس إدارة «تلفزيون لبنان» المؤقّت طلال المقدسي، بأن نمنح «الشباب فرصة عشرة أيّام»، قبل إطلاق حكم نهائي بالفشل على التجربة. «المعدّات جديدة، والفريق التقني في التلفزيون يلعب معها الغمّيضة، يوضح. برأيه، من المنطقي حصول تعقيدات تقنيّة، «لأنّها المرّة الأولى منذ 15 عاماً، التي يتواصل فيها فريق التلفزيون مع تكنولوجيا جديدة، فلنعطهم بعض الوقت كي يتعوّدوا». وكعادته منذ تولّيه منصبه بقرار قضائي منذ أشهر، يبدو المقدسي متفائلاً بخطته الإنقاذيّة، ومتحمّساً لها، رغم أنّها لم تحظَ بالإجماع في أروقة التلفزيون، ورغم الشكوك المحيطة بإمكانيّة تنفيذها بالكامل. يتحدّث المقدسي بنبرة الغبطة، عن كون مراسلي النشرة ممكن كانوا يقدّمون تقريرا ًواحداً أو تقريرين في الشهر، صاروا يقدّمون أكثر من 15 تقريراً في الشهر. وبالغبطة ذاتها، يتحدّث عن سياسة الإدارة الحاليّة في التوفير، قائلاً إن ما نشهده اليوم هو الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل. فالآتي أعظم. «برنامج صباحي مرتّب وغير شكل، لن أكشف تفاصيله الآن»، يقول. وماذا أيضاً؟ «البرمجة الجديدة غنيّة ومتنوّعة، لكن ننتظر بتّها خلال الأيام القليلة المقبلة، مع مجلس الإدارة ومفوّض الحكومة، قبل الإعلان عنها بشكل رسمي، إذ بحسب القانون، لا يمكن عرض أيّ برنامج على «تلفزيون لبنان» من دون موافقة هذين الطرفين»، يشرح المقدسي. مفوّض الحكومة هو مدير عام وزارة الإعلام حسان فلحة، أما مجلس الإدراة فيتألّف من عضو واحد فقط، وهو جوزيف سماحة الذي عيّنه القضاء أيضاً مديراً موقتاً بصلاحيات أعضاء مجلس الإدارة. إذاً، سيكون على فلحة وسماحة تقرير مصير برامج عدّة، منها برنامجان لشدا عمر وسنا نصر. يرفض المقدسي تأكيد انضمام الإعلاميتين المذكورتين إلى فريق «تلفزيون لبنان»، طالباً منّا التريّث ريثما يقرّ «مجلس الإدارة البرمجة الجديدة بشكل رسمي، خصوصاً أنّي لا أتمتع بصلاحية التوظيف، ويحقّ لي فقط بحسب القانون التعاقد مع جهات أو أفراد». في هذه الأثناء، بدأ تنفيذ عدّة مشاريع، منها إعادة إحياء برنامج المسابقات «التحدّي الكبير»، المخصّص لطلاب المدارس الثانويّة. «حتى لو لم نمنح إذن عرض هذا البرنامج، بشكل رسمي، سأدفع تكاليف ما صوّر منه على نفقتي الخاصّة»، يقول المقدسي بحماسة.
إنّها فعلاً خطوة أولى صغيرة جداً، في مشوار طويل، يتطلّب ميزانيّة أضخم من تلك المرصودة اليوم للتلفزيون الحكومي. لا شيء يذكر تغيّر على الشاشة، باستثناء اللوغو، والشريط الإخباري. برنامج شيف أنطوان هنا، بحلقات قديمة، وأرشيف المسلسلات، صور فريال كريم، وفيروز، وأبو سليم، في مكانها. ورغم إضافة الإسبانيّة على اللوغو كمحاولة للتفكير خارج الصندوق على ما يبدو، لا يزال «تلفزيون ليبانو»، شاشة بألوان الماضي. حتى أنّ جودة صورتها لم تخرج بعد من ألوان مطلع التسعينيات.
سناء الخوري / السفير