أقام الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان) حفل عشاءه السنوي في مطعم النخيل – ضبيه بحضور وزير الاعلام رمزي جريج، موسى فغالي ممثلاً وزيرالعمل سجعان قزي، جيلبر رزق ممثلا الشيخ أمين الجميّل، الدكتور شارل جزرا ممثلاً الجنرال ميشال عون، جان علم ممثلاً الدكتور سمير جعجع، سليمان فرنجية ممثلاً النائب سليمان فرنجية، كلاريا معوّض الدويهي ممثلة رئيس حزب حركة الإستقلال ميشال معوّض، العقيد قاسم بو هميّن ممثلاً قائد الجيش اللبناني جان قهوجي، العقيد وديع خاطر ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الأب إيلي إبراهيم ممثلاً المطران بولس روحانا، الأب فادي جندح ممثلاً المطران الياس نصار، الأب المدبّر حنا الطيّار ممثل الهبانية المريمية المارونية، الأب نادر نادر رئيس الصندوق الماروني، فؤاد دعبول ممثلاّ رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، عميد كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة، وحشد من الاعلاميين ورؤساء البلديات ورؤساء الجامعات والمخاتير والهيئات الروحية والإجتماعية.
خضره
إفتتاحاً النشيد الوطني فكلمة ترحيبية للاعلامي جان نخول . ثم ألقى رئيس الاتحاد الأب طوني خضره كلمة رحب فيها بداية بإسم إتحاد أورا (الذي يضمّ جمعيّات: أوسيب لبنان، لابورا، GroAct، وAulib)، بالحضور، مجدداً الإلتزام بالشراكة الإعلامية والوطنية والمسيحية .
ثم عرض الأب خضره لعمل “مجموعة إتحاد أورا: خمس مؤسسات في قضية واحدة شعارها :مسيحيون متحدون،أقوياء،فاعلون ومتفاعلون. ومن أبرز نشاطاته: إصدار مجلّة أورا التي حصل عليها أوسيب لبنان من وزارة الإعلام : وهي مجلّة إعلامية خدماتية، متابعة عمل مرصد الحريات الإعلامية وإصدار البيانات التي تدعم الإعلاميين ووسائل الإعلام اللبنانية، تنظيم المعرض المسيحي السنوي للإعلام والثقافة، إطلاق جائزة أوسيب لبنان للإعلاميين ، الموقع الإلكتروني الجديد المتطور للإتحاد وما يتبعه من تكنولوجيا جديدة ، العمل مع الإعلاميين على تنظيم دورات تدريبية خاصة بهم في المركز الجديد للاتحاد، متابعة ناشاطات مجموعة المواقع الإلكترونية المسيحية في لبنان (ميكاس) ترميم الطابق الخاص للتدريب والمكتبة والإجتماعات العامة”.
وتابع خضره “تزامناً مع عشائنا هذا أصدر البابا فرنسيس في مناسبة اليوم العالمي لوسائل الاعلام رسالته لهذه السنة 2015 بعنوان: ” العائلة موقع مميز للتلاقي والمحبة بلا مقابل “. إنها رسالة توحي بالكثير من الأفكار الرائعة التي يمكننا كإعلاميين أن نستفيد منها، وقد اختار الإتحاد أن يكون عيد البشارة وهو عيد الإعلاميين مناسبة للقاء والاحتفال معاً بيوم الإعلام، هذه البشاره تعلمنا بأن الإعلام هو حوار يتحقق من خلال اللقاء بين السيدتين . فكان من الجنين في أحشاء اليصابات تعبير شديد عن الشعور بالفرح . شعور هو في اساس كل اتصال واعلام. انطلاقا من ذلك يؤكد قداسة البابا فرنسيس ان البيت الاول الذي يستقبل الابناء في هذه الحياة انما هو مدرسة اعلام واتصال، تقوم دعائمه على خفقان قلوب الوالدين المسؤولين بالذات.
كما تحدث خضره عن التحديات التي تواجه الإعلام اليوم :
- دور الإعلام أساسي في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان والشرق الأوسط : وهل يحق لنا اليوم أن نكون كما نحن، حتى بواقعنا الإعلامي المحبط أحياناً؟ المطلوب من إعلامنا عرض الواقع والتفتيش عن الحقيقة ؟
- هل وضعنا خارطة طريق للإعلام ومؤسساته ومتخرّجيه، أم ما زلنا نتخبط في مشاكلنا الداخلية وأكثر ما نراه إرسال زملائنا إلى بيوتهم فارغين الايدي محرومين من حقوقهم وتعويضاتهم ؟
- ضرورة إنشاء لوبي إعلامي لبناني: من أجل الأخطار المحدقة بنا وبخاصة أوضاع الأقليات وتهجيرهم.
- هل هكذا تطرح الأديان في وسائل الإعلام: بنيان أم هدم ، هل هي محاولات ناجحة للمعالجة الجوهرية أو فقط لطرح الممنوع واللعب على وتر التابو والتشويش على واقع الكنيسة .هل نطرح ما نطرحه لنخفي الخطر الاكبر الحقيقي. وهل نشهر بالضحايا لنغطي على المجرمين الحقيقيين؟
- ماذا فعلنا مع قضايا الشرق المحقة والمؤلمة: من الاشوريين إلى الازاديين وغيرهم؟ وكيف نؤثر كصحافيين في قلب هذه المآسي حتى نغير مجرى الأحداث ونظهر ظلم الطغيان؟ المطلوب منا كثير والتحديات جمة لنصل إلى العدالة والحق في الحياة الافضل.
- في ظلّ مواقف الغرب وغيره اللامبالي، ماذا يفضح الإعلام اليوم من المؤمرات ومخططات القتل والتهجير؟ نقول ما لا يفهمه الاخرون ،ولا نقول على السطوح من نفهمه جيدا ونهمس به بين بعضنا. وربما المطلوب منا أن نتذكر بأن الاعلام هو السلطة الرابعة لا بل أصبح السلطة الاولى.
- العدو على الأبواب: البلبلة مرفوضة والخطأ مرفوض، وكل شيء ضد جيشنا وقوانا الأمنية ودولتنا وضد بعضنا مرفوض. وعلينا أن نحدد ماذا نفهم بحرية التعبير وماذا نريد منها ؟ فما هو موقفنا مثلا من حرية التعبير التي مارستها مجلة شارل إبدو؟ فهل شارلي أيبدو أصبحت مثالا لهذه الحريّة ؟
- وعن الوضع العام عندنا في لبنان، هل المسؤولون عندنا يستشعرون الواقع المرير الذي نعيشه؟ إن ما نراه في داخل مؤسساتنا وحولنا لا يدلّ على أننا نعي الأخطار والتحديّات، وكأننا نعيش انفصاماً في الشخصيّة. ويبدو جليا بأننا لسنا على المستوى الكبير من هذه التحديات. أو إننا لا نريد أن نصدق ما نراه من خطر وتغيير أو إننا نريد أن نرى عكس الواقع الذي نراه. المرحلة غير عادية ولا يمكننا مواجهتها برجال ونساء عاديين, ولا باعلام عادي،ولا بمؤسسات عادية.
- نعم نريد كلنا وبقوة رئيساً مسيحيا قويا في موقع رئاسة الجمهورية، ولكننا لا نحن ولا شركاؤنا في الوطن حددنا معنى كلمة الرئيس القوي. وهل يكون الرئيس القادم قويا أيها المسؤولون عنا إذا وصل إلى قصر بعبدا وقد أفرغنا الدولة منا ، وغيرنا وجهها التعددي المتنوع وأصبحت من لون لبناني واحد. نعم عزمنا وقرارنا أن لبنان هو لنا جميعا. وإعلامنا هو صناعة وعلم، ولكنه بالدرجة الاولى رسالة في وطن أهل للرسالة وسيأتي زمن سنعاود القول بقوة :الطوبى لمن له مرقد عنزة في لبنان الارز والعنفوان والكرامة.
وختم خضره كلمته مؤكداً أن المهم هو أن نتلاقى شعباً واحداً ونبدأ تاريخاً جديداً مبنيا على قبول الآخر وحبه من كل القلب .
جريج
ثم ألقى وزير الاعلام رمزي جريج كلمة رأى فيها “أن عالمُنا اليومَ يعيش ظروفاً سياسيةً وأمنيةً قاسية، بسبب ما يجتاحُ مجتمعاتِنا من إرهاب، يقَوِّضُ كلَّ معنًى للإنسانيةِ ويهدد كلَّ إمكانيةٍ للتلاقي بين أبناء البشر. هذا يدفعُنا إلى التشبُّثِ أكثرَ بالقيمِ الروحيةِ التي بشَّرَتْ بها كلُّ الأديان السماوية من محبةٍ وتراحُمٍ ومسامحة، ومنِ اعتمادٍ للكلمةِ وحدَها سبيلاً للتواصلِ بين الناسِ من أجلِ مناقشةِ نقاطِ الالتقاءِ والافتراقِ القائمةِ بينهم”. وأكد أن “الحوارُ وحدَه هو الكفيلُ بأن يحفظَ الاعتدالَ في المجتمعاتِ المتعددةِ العناصرِ، ويثبِّتَ أساساتِ العيش المشترك بين المواطنين، ويُفْضِي بهم إلى مجتمع سليم يتعاون فيه الناس على الخير العام. فبهذا تحققُ الأديانُ غايتَها الأساسيةَ التي هي الإنسانُ وسعادتُه وتقدمُه”.
ودعا الاتحادَ الكاثوليكيُّ إلى أن “يبقى إعلامُه، كما هو أصلاً، جامعاً لكلِّ المواطنين على اختلافِ مذاهبِهم واتجاهاتِهم وانتماءاتِهم، لأن كلَّ إعلامٍ يَقْصُرُ نفسَه على فئةٍ يصبح فئويًّا بالضرورة، فيما فضاءُ الكلمة رحيبُ المساحةِ يتَّسِعُ لكلِّ الألوانِ”. ولفت الى أن “لبنانُ في هذه المسألة يحتلُّ موقعَ الصدارةِ في العالمِ العربيِّ، باعتباره أرضاً تلتقي فيها المعتقداتُ وتتعايشُ في احترامٍ متبادَلٍ، وباعتبارِهِ أيضاً فضاءً واسعاً لممارسةِ الحرية المسؤولة”.
وشدد على “أنَّ لبنان لا يستطيعُ أن يلعبَ دورَهُ هذا كاملاً وبشكلٍ فعالٍ، في ظل الشغورِ في موقِعِ الرئاسةِ الأولى الذي تخطّى ثلاثمائةَ يومٍ، من دونَ أنْ تلوحَ في الأفقِ بوادرُ حلٍّ ما”،داعياً
القيمين على هذا الشأنِ أي نوابَ الأمة “إلى تخطّي كلِّ الخلافاتِ والنزولِ جميعاً إلى المجلسِ النيابيّ لتأمينِ النِّصابِ وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّةِ وَفْقاً لأحكامِ الدستور، كي تستعيدَ المؤسساتُ حيويتَها، وتنطلقَ عجلةُ العملِ السياسيِّ والإداريِّ بصورة سليمةٍ في كلِّ قِطاعٍ من قطاعاتِ الدولة”.
وختمّ “لا بدَّ من تفعيل الحضورِ المسيحيِّ في الحياةِ الوطنيةِ، لإعادةِ التوزانِ إلى ميثاقِ العيشِ المشترَكِ الذي يحرَصُ عليه اللبنانيونَ بكل قياداتِهم ومرجعيّاتِهم دونَ استثناء”.ونوّه بما تبذلُهُ مؤسسةُ “لابورا” من جهدٍ في هذا السبيل.
كما تخلل العشاء فقرة فنية منوعة، تلاها توزيع جوائز التومبولا ختاماً.
أوسيب لبنان
قسم الإعلام