اصدرت جمعية “اصدقاء الجامعة اللبنانية” (أوليب) بيانا أوضحت فيه موقفها من ادارة الجامعة اللبنانية وشددت على أهمية الجامعة الوطنية وعلى ضرورة حمايتها من التدخلات السياسية، كما اعتبرت ان قانون الجامعة الحالي الذي يعود الى اكثر من 50 عاما لم يعد صالحا لإدارة الجامعة وتطويرها. وجاء في البيان:
“دأبت جمعية “اصدقاء الجامعة اللبنانية” (أوليب) منذ نشأتها على دعم الجامعة اللبنانية ايمانا منها بالدور الوطني والعلمي الذي تضطلع به الجامعة الوطنية، وبتميزها عن باقي الجامعات في لبنان من خلال دورها لاسيما الخدمات التي تقدمها للشباب اللبناني وللعائلات اللبنانية. وتعتبر أوليب ان الحفاظ على الجامعة الوطنية ودعمها وتطويرها هي من أولى المسلمات الوطنية.
تواكب جمعية أوليب عن قرب واقع الجامعة الوطنية، وهي تنظم كل عام حملة “ابواب مفتوحة” للتعريف باختصاصات الجامعة اللبنانية، وتقوم بدورات تدريب للطلاب كي يشاركوا في مباريات الدخول، كما تكرّم كل عام الطلاب المتفوقين فيها. كل ذلك حرصا منها على ان تبقى الجامعة اللبنانية مقصداً لكل طلاب لبنان ومن كل الطوائف حيث يتعرفون على بعضهم البعض ويلتقون على قيم العيش معا ويتعلمون قيم المواطنة.
تعتبر جمعية “اصدقاء الجامعة اللبنانية” ان من واجبها الاضاءة على اي خلل يعتري الجامعة اللبنانية انطلاقا من مبدأ النقد الاصلاحي والبنّاء. وان السكوت عن الثغرات او الاخطاء التي تعتري مسيرة الجامعة انما يضر بالجامعة ويشوّه صورتها عند الرأي العام ويبعد فئات كثيرة من اللبنانيّين عنها. وان الانتقادات التي توجهها اوليب في بعض الاحيان انما تهدف الى تصحيح المسار حفاظا على الجامعة وعلى تقدمها وتطورها.
ولا تستطيع ادارة الجامعة اللبنانية ان تنفي ان هناك اخطاء في ادارة بعض ملفات الجامعة، كمثل ملف التفرغ المطروح حيث ان عدد المرشحين من طائفة واحدة بلغ 52%، او كعدد الموظفين والمدربين في الجامعة الذي لا يأخذ بالاعتبار التوازن الوطني. وهذا ما تضيء عليه اوليب سعيا منها الى تصحيح هذه الاخطاء كي تبقى الجامعة لجميع ابنائها وكي لا تتحول الى جامعة مطيّفة على غرار غالبية الجامعات الخاصة في لبنان.
كما بات معروفا ايضا ان الجامعة تخضع لعملية محاصصة سياسية لاسيما في تعيينات العمداء والمدراء، وان ضغوطا سياسية تمارس في كثير من الاحيان على القيمين عليها في شؤون توظيف او عقود تدريس. ان هذا الامر ترفضه الجمعية لأنه يضرب مبدأ الكفاءة ويهدد المستوى الاكاديمي. وهي تتمنى على ادارة الجامعة الوقوف في وجه هذه الضغوط حفاظا على مستوى الجامعة وتوازنها الوطني.
ان جمعية أوليب في مسيرتها هذه، انما تعلن دوما استعدادها للتنسيق مع ادارة الجامعة، وهي سبق لها ان التقت رئيس الجامعة اكثر من مرة كما اجتمعت مع عدد كبير من العمداء من أجل هذا الهدف. وهي بعيدة كل البعد عن التعرض لكرامات القيمين على الجامعة، او تناولهم من زاوية اي ملف شخصي تاركة للقضاء المختص امر البتّ في هكذا قضايا؛ وهي على العكس من ذلك، تقدر غاليا كل الجهد الذي يبذله القيمون على الجامعة من أجل تطويرها والحفاظ على موقعها منارة علمية، وهي حريصة على صورة الجامعة لدى المواطنين وفي الاعلام.
لا تخفي الجمعية خوفها على الجامعة الوطنية انطلاقا من الاهمية القصوى للدور المناط بها. وهي تعبّر عن قلقها حيال امور تعتبرها تهدد الجامعة كمثل هيمنة أي طائفة عليها، وتضخم جسمها التعليمي من دون ان يكون لذلك حاجة، وعدم بناء مجمعات جامعية في المناطق، وتراجع موازنتها السنوية، والخلل الاداري والاكاديمي في معاهد الدكتوراه وغيرها من الامور والممارسات التي تضرب التوازن الوطني في الجامعة. وتعتبر أوليب ان الجامعة الوطنية بحاجة اليوم الى ورشة حقيقية لتغيير قوانينها التي تعود الى اكثر من خمسين عاما، وأنّ تمكين الجامعة من منافسة الجامعات الخاصّة لا يتمّ من خلال بنية إداريّة شديدة المركزيّة إنّما من خلال تطبيق اللامركزيّة الإداريّة فيها، وان الاستمرار في ادارتها على الشكل القائم انما يؤدي الى تراجعها.
تجدد جمعية “اصدقاء الجامعة اللبنانية” الدعوة الى الحكومة اللبنانية لايلاء الاهتمام الكافي للجامعة الوطنية لأنها جيش لبنان الثاني ومنجم المواطنة، كما تؤكد استعدادها للتعاون مع الجميع لما فيه خير هذه المؤسسة وخير الشباب اللبناني”.
جمعية “أصدقاء الجامعة اللبنانية”
المكتب الاعلامي