باسكال أبو نادر – خاص النشرة
تعتبر القديسة فيرونيكا جولياني(1) الإيطالية الأصل من القديسات اللواتي مررن على مذبح الكنيسة، بحسب أحد الباباوات الذي وصفها بالعملاقة في القداسة.
بدأ مشوار القديسة فيرونيكا جولياني في لبنان مع جمعية أصدقائها التي لها مركز أيضاً في ايطاليا ولها هدفان، الأول إنتاج فيلم عنها، والثاني بناء كنيسة لها في لبنان. منذ حوالي الثلاثة عشر شهراً، بدأت هذه الجمعية عملية البحث عن قطعة أرض لبناء أول كنيسة للقديسة في العالم بعد إيطاليا. وهنا يشرح الشماس عمانوئيل لقلب مريم الطاهر قصة هذه القديسة والكنيسة بالتحديد، ويقول: “مشروع القديسة فيرونيكا كبير وأنا أدرك أهميته من هنا لم أسمح لنفسي بإختيار الأرض التي سنبني عليها الكنيسة، فقررت ورفاقي في الجمعية تنظيم “تساعية” علّ السماء تدلنا بطريقة ما على الأرض المناسبة، وفي حال إنتهت المدة ولم نجد جواباً سنتوجه الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ونبلغه بالموضوع ونشرح له أنه قدمت لنا قطع أرض في المروج، وفي البقاع الغربي وفي الشمال واخرى في الجنوب لبناء الكنيسة على واحدة منهم ونطلب منه هو أن يختار المكان المناسب”.
للكنيسة رواية
في اليوم الأخير من “التساعية” وصل رجل يدعى جان ناكوزي وزوجته أندريه الى المكان الذي نجتمع فيه، وأبلغانا بأنهما يفتشان عنا. هذا ما يلفت اليه الشماس عمانوئيل، مشيراً الى أنه “مطلوب منهما وبحسب ابنتهما ماريا قبل وفاتها بناء كنيسة على اسم قديسة تدعى فيرونيكا جولياني على قطعة أرض في منطقة القصيبة تعود لوالد زوجته”. وهي تريد تقدمتها لهذا الغرض وقد إنتظرت العذراء ثلاثمئة سنة لإنشائها.
كانت القديسة فيرونيكا وفي آخر اثني عشر سنة من عمرها تُخطف الى السماء أثناء القداس وأعطاها المطران آنذاك أمر الطاعة بكتابة كل ما رأته وسمعته واختبرته في السماء.
يروي الشماس عمانوئيل طريقة تعرّفه عليها، ويقول: “كان لي صديق سوري الأصل يدعى جلمود عطالله وعبره تعرّفت على فيرونيكا جولياني القديسة التي خلّصته في يوم عيدها من “كتيبة” لتزويجه إمرأة لا تعنيه، بعدها دخل الرهبنة وسافرنا سوياً الى إيطاليا وهناك تعرّفنا أكثر فأكثر على فيرونيكا جولياني وقررنا نشر رسالتها في لبنان”، ويشير الى أن “جلمود توفي بعدها براءة القداسة وهو بصدد كتابة كلّ قصتهما مع تلك القديسة في مذكرات ستنشر لاحقاً”.
يؤكد عمانوئيل، أن “القديسة فيرونيكا نزلت الى جهنّم سبعة مرات وزارت المطهر”، ويلفت الى أن “من ضمن الأشياء المكتوبة عنها أن الرب يسوع يقول لها انتظرت ولادتك منذ الأزل”.
دور القديسة فيرونيكا اليوم كشف التعاليم الخاطئة التي تسهل نتائج الخطيئة وهي الويلات، الأمراض والحروب”.
في 31 تشرين الأول 2015 ستدشن الكنيسة التي انتظرت العذراء، 300 سنة لبنائها، لتضاف قديسة جديدة على لائحة القديسين الذين يعرفهم لبنان: شربل، رفقا ونعمة الله، واسطفان نعمة وغيرهم.
(1) ولدت فيرونيكا جولياني في 27 كانون الأول 1660 في ميركاتيللو في وادي ميتاورو في ايطاليا من فرنشيسكو جولياني وبينيديتا مانسيني. وهي الابنة الصغرى بين سبع أخوات دخلت ثلاث منهن الحياة الرهبانية. واسمها كان أورسولا. في السابعة من عمرها، فقدت والدتها وذهب والدها ليستقر في بياتشينزا كمراقب لجمارك دوقية بارما. في هذه المدينة، أحست أورسولا أن رغبة تكريس حياتها للمسيح تنمو في داخلها. أصبحت الدعوة أكثر إلحاحًا بحيث دخلت في السابعة عشرة من عمرها إلى دير راهبات القديسة كلارا الكبوشيات في تشيتا دي كاستيللو، وبقيت فيه طيلة حياتها. وهناك، دعيت فيرونيكا الاسم الذي يعني “صورة حقيقية”. بعد انقضاء عام، نذرت رسمياً نذورها الرهبانية. وبدأت مسيرة التشبه بالمسيح من خلال أعمال كثيرة وتجارب صوفية عديدة مرتبطة بآلام المسيح. سنة 1716، وفي السادسة والخمسين من عمرها، أصبحت رئيسة الدير وظلت تؤدي هذا الدور حتى وفاتها سنة 1727 بعد نزاع مع الآلام دام ثلاثين يوماً. وفي 26 أيار 1839، أعلنها البابا غريغوريوس السادس عشر قديسة.