تمنطقت وتقدمت لخدمه غسل أرجل الجميع ، وأكملت الطاعة لمشيئة إلهك ، ولما كَمَلت أيام خدمتك رجعت إلى بيتك الأبدي … ألبسوك ثياب التقديس التي لن تخلعها عنك فيما بعد . تسربلت بها وهي ذات الثياب التي أرتديتها كل يوم في قداسك اليومي الذي ما بارحت خدمته على مدى سني كهنوتك ، مرافقًا للمذبح وملازمًا الذبيحة الإلهيه اليومية، وكيلاً وشفيعًا وخادمًا للأقداس ، فكنت بخوره تحترق وتفوح عطرا وشمعه تحترق لتذوب وتنير ، وقربانه ذبيحة مطحونه ومسحوقه مقدمه كصعيده حية ناطقة علي المذبح المقدس السمائي.
لبست ثياب البهاء والمجد التي كسوك بها ، بعد أن تزينت بنعمة البر والتقديس ، وتشرفت بخدمة رعية الملك لحساب مجدة ، متمنطقًا ساهرًا مستعدًا ، لترث الملك المعد وتنضم الي طغمة الأربعة والعشرين السمائيين… سموك بيشوي فكنت ساميًا عاليًا على الصغائر متساميًا عن كل مجد فارغ ، حاملاً أسماء رعيتك على كتفيك للتذكار الأبدي ، ملقيًا بأثقالهم على السيد الوحيد الضابط الكل .
ارتديت صدرة الكهنوت لتقف أمام المجد الأبدي في الابتهاج ، محملاً بالآلام وبكل أذرة التاجر في صبر ومسكنة الروح وبساطة الصيادين الرسل … وصدرتك هذة لن تنزع عنك فخدمتك للمغتربين والمحتاجين أسهمت في تراجع ذاتك وتواريها ، منشغلآ بصرخات ومشاركة هموم المؤمنين التي استغرقت فيها حتى اجتزت لتتكلل بالأكاليل التي لا تبلى. أمسكت بصليب يدك وبإنجيل البركة بعد أن حملتهما خفية وعلانية ، ومت ميتات كثيرة لكنك كنت محوطًا بعناية وحماية مسيحك الذي اختصك ببناء عشرات الكنائس والمذابح فبنيت له الحجر والبشر ، وأسست ملكوتًا لا ينقرض ولا يتزعزع …
حملك مسيحك وعمل بك؛ لتضع الأساسات والآلاف من الحجارة ومواد البناء والمؤن والألواح المقدسة وزينات المقادس ، والتي هي محُصاه عند المسيح رب الهيكل والبيت ورأس الزاوية ، وهو الذي سيعوضك عنها بالقصر السماوي بما لا يفنى؛ حيث مواضع الراحة والسرور في كورة الأحياء .
فقد عكست مجد البيت الأبدي هنا علي الارض بتعبك وسهرك وآلالامك وسعيك الدؤوب… لهذا بعد أن تعبت آَنَ لك أن تستريح فأراحك مسيحك ( كفاك تعبًا يا حبيبي بيشوي ) … وها نحن ندخل على تعبك لنكمل ما تسلمناه على درب تكريس الخلاص . أما الحجارة الحية والبناء المادي ، فقد رسخته في النفوس وصار لك تذكارًا أبديًا نلت به رضا ربنا القدوس لتعيد عيدًا لا ينقطع وأنوار المنارة الكريمة ، بعد أن وضع الله في قلبك أفكاره ومقاصده ، وحدد لك ومعك الأماكن التي تبنَى فيها الكنائس الكثيرة التي بنيتها حسب مشورات المشيئة التي من السموات .
وحقًا قدمت لله مشورة حريتك ، وكتبت أعمالك تبعًا لأقوال الله وتممت الخدمة المعطاة لك والمملؤة سرآ . عشت الأنجيل الذي حملته معك في قبرك ، وقد عرفت أن تميز بين الأمور المتخالفة ، فتسمع لصوت الله وتميزه؛ ولا تنقاد وراء أي روح غريب ، فما سمعتك قط تدين أحدًا أو تذم أحدًا ، لأنك أعطيت الحكم للحاكم ، ووليت ظهرك لكل مباهج وكرامات المتكآت الأولى؛ وقد خدمت الناس خدمه العبد للسيد لا خدمة السيد للعبد . صليبك وإنجيلك المضموم في يدك، حملتهما في خدمتك التي كانت بلا تمييز ولا تنتظر المقابل ، بل تبتغي وجه الله المحب.
خدمت الجوعى والعطاش والعرايا والغرباء والمحتاجين إلى المأوى ، والمرضى وذوي العلل المستعصية والجزام … وخدمت المحتاجين إلى المواساة والمساندة والسجناء ، وبرعت في تكميل احتياجات القديسين ، بسخاء في الخفاء والعلن ، وراعيت الخطأة والراجعين ، وقدمت الخلاص والعطاء الإلهي الغني والغامر ، عبر محبتك ودعتك وسجيتك ، متجولاً لتصنع الخير والله إلهك لن يضيع أجرك ولن ينسى عملك الذي أظهرته نحو أسمه وسيكافئك عنه بالكيل الجيد الملبد المهزوز والفائض ، وسيدخلك إلى الملكوت الموعود المعد منذ تأسيس العالم ، وقد أكرمك الذي يكرم الذين يكرمونه ؛ فسمحت عنايته بأن تُدفن تحت المذبح كشهيد بغير سفك دم؛ لتستريح زمانًا يسيرًا حتى يكمِّل رفقاؤك سعيهم؛ نانلاً المواعيد بشهادة ضميرك وحياتك وأيقونة سيرتك التي لكاهن الله العلي
الوسوم :أَبُونَا بِيشُوي بُطْرُس كَاهِنُ العَلِيّ بقلم القمص أثناسيوس چورچ