إنجيل القدّيس متّى ٢٢ / ١٥ – ٢٢
ذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ فتَشَاوَرُوا لِكَي يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة.ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلامِيذَهُم مَعَ الهِيرُودُوسِيِّينَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، وأَنَّكَ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس.فَقُلْ لَنَا: مَا رَأْيُكَ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَم لا؟».
وعَرَفَ يَسُوعُ مَكْرَهُم فَقَال: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونِي، يَا مُراؤُون؟أَرُونِي نُقُودَ الجِزْيَة». فَقَدَّمُوا لَهُ دِيْنَارًا.فَقَالَ لَهُم: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ والكِتَابَة؟».قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَر». حَينَئِذٍ قَالَ لَهُم: «أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله».فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وتَرَكُوهُ وَمَضَوا.
التأمل: “أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله…”
بينما كان راهب يتمشى في الدير رأى الشيطان جالسًا فقال له معاتباً، كيف تفعل كل هذه البلايا والمحن والشرور معنا ؟ فأجابه الشيطان “أنا بريء ومظلوم ولم أفعل معكم حتى الآن شيئًا. إنتم تظلمونني دائمًا وسأريك شيئاً بسيطاً.” وكان أمام مخزن الدير صفيحة عسل وضعها الراهب المسؤول عن المخزن، فأخذ الشيطان نقطة عسل منها ووضعها على الحائط المقابل، وقال للراهب “أنا لم أفعل سوى وضع نقطة العسل على الحائط ! وسأجلس من بعيد وسترى ماذا سيحدث.”
وبالفعل جلس الراهب يرى ويشاهد ماذا سيحدث. ولكن بعد قليل تجمّع الذباب على نقطة العسل، وجاء النحل أيضاً، وامتلأ الحائط بالحشرات، ثم جاء الدبور عليهم ليأكل ويصطاد النحل. ومرّ راهب فلم يعجبه تجمع الحشرات على حائط الدير وغضب جداً ونادى الراهب المسؤول عن النظافة وتشاجر معه لتقصيره فأزال نقطة العسل من على الحائط، ولكن الدبور لسعه في وجهه، فتألم جداً لإنها كانت موجعة، ومن شدة ألمه وغضبه ركل صفيحة العسل بقدمه، فوقعت على الأرض وسال منها العسل. وجاء الراهب المسؤول عن المخزن ليأخذ صفيحة العسل فغضب جداً من الراهب الذى رمى الصفيحة على الارض وتشاجر معه وعاتبه كثيراً فجاء الرهبان لفض المشاجرة وجاء رئيس الدير وطرد الراهبين ووبخهما بسبب ما حدث، فتدخل الرهبان لحل المشكلة مع رئيس الدير. والشيطان كان يضحك بشدة من بعيد وهو يرى ما يحدث أمامه وقال للراهب الذي كان يعاتبه “ما رأيك؟ هل أنا المسؤول عما حدث من شجار وخلافات بينكم؟ أنا بريء كما ترى وجلست مثلك أشاهد ما يحدث.”
تحدث المشاكل عندما تختلط الأدوار ببعضها البعض، عندما نبتعد عن الأصل، عن المثال، عن الذي هو الطريق والحق والحياة. تحدث المشاكل عندما “نخلط” ما “لقيصر ” مع ما “لله”، فندخل “الفوضى” على حياتنا بإرادتنا، ونعمل ما لا يليق بِنَا وبأصلنا.
أعطنا يا رب نعمة التمييز والالتزام، كي نميز الحق عن الباطل، ونلتزم بما هو “منك” ولَك، كي نحب ليس بالكلام واللسان بل بالعمل والحق. آمين.
أليتيا