يد ارتفاع الصليب المقدّس – ٢٠١٩
كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: “يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع”. فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع. فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: “لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ”. فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: “قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد”. وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: “إِنَّهُ رَعد”. وقَالَ آخَرُون: “إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: “مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم. هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا. أَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع”.
قراءات النّهار: ١ قور ١: ١٨-٢٥ / يوحنا ١٢: ٢٠-٣٢
التأمّل:
مع عيد الصليب نفتتح زمناً طقسياً جديداً يرتكز، إنطلاقاً من الصليب، على التأمّل في مصير الإنسان بعد الموت، على ضوء موت وقيامة المسيح أي ما ندعوه في اللاهوت السرّ الفصحيّ!
يبدأ هذا الزمن بتذكار اكتشاف الصليب في أيّام هيلانة، والدة قسطنطين، والّذي تمّ الإعلان عنه من خلال النّار على رؤوس التلال!
إن تأمّلنا مليّاً في هذه الصورة، سنجد بأنّنا مدعوّون إلى تأمّل الصليب واعتبار النّار التي نعبر عبرها إشارةً إلى القيامة فلا ننهار في وقت المحن أو التّجارب أو الضّيقات!
ليس الصليب رمزاً للألم بل علامةً للانتصار على الألم بقوّة الإيمان بالربّ الّذي غلب الموت ويدعونا بقوّة روحه للتغلّب على كلّ ما يؤجّج اليأس في داخلنا!
كل عيد وأنتم بخير!
الخوري نسيم قسطون
أليتيا