لتقدمة إلى الهيكل – سمعان الشيخ
ومَا صَارَ ذلِكَ كُلُّهُ بِغَيرِ قَسَم، لأَنَّ أُولـئِكَ اللاَّوِيِّينَ صَارُوا كَهَنَةً بِغَيرِ قَسَم، أَمَّا يَسُوعُ فَبِقَسَمٍ مِنَ القَائِلِ لهُ: “أَقْسَمَ الرَّبُّ ولَنْ يَنْدَمَ أَنَّكَ أَنْتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد”. فعَلى أَساسِ ذلِكَ القَسَم، صارَ يَسُوعُ ضَمَانَةً لِعَهْدٍ أَفْضَل. ثُمَّ إِنَّ أُولـئِكَ كَانُوا كَهَنَةً كَثِيرِين، لأَنَّ الـمَوْتَ كانَ يَمْنَعُ بَقَاءَهُم. أَمَّا يَسُوع، فَبِمَا أَنَّهُ بَاقٍ إِلى الأَبَد، فلا زَوَالَ لِكَهَنُوتِهِ. ومِنْ ثَمَّ فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُخَلِّصَ الَّذِينَ يتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلى اللهِ خَلاصًا تَامًّا، لأَنَّهُ حيٌّ على الدَّوامِ لِيَشْفَعَ لَهُم. أَجَل، كانَ يُلائِمُنَا عَظِيمُ أَحْبَارٍ مِثْلُ هـذَا، قُدُّوس، بَرِيء، نَقِيّ، قَدِ انْفَصَلَ عنِ الـخَطأَة، وصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَات. وهُوَ غَيرُ مُضْطَرٍّ كُلَّ يَوْم، كَعُظَمَاءِ الأَحْبَار، أَنْ يُقَرِّبَ ذَبَائِحَ عَنْ خَطايَاهُ هُوَ أَوَّلاً، ثُمَّ عَنْ خَطايَا الشَّعْب، لأَنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ مَرَّةً واحِدَةً حينَ قَرَّبَ نَفْسَهُ. فَالشَّرِيعَةُ تُقِيمُ عُظَمَاءَ أَحْبَارٍ أُنَاسًا ضُعَفَاء، أَمَّا كَلِمَةُ القَسَم، الَّتي جَاءَتْ بَعْدَ الشَّرِيعَة، فَتُقِيمُ الابْنَ عَظِيمَ أَحْبَارٍ جُعِلَ كَامِلاً إِلى الأَبَد.
قراءات النّهار: عبرانيّين ٧: ٢٠-٢٨ / لوقا ٢: ٢٥-٣٥
التأمّل:
نتأمّل اليوم في الكهنوت الّذي أسّسه الربّ يسوع وفي اختلافه عن كهنوت اللاويّين إذ أنّ “أُولـئِكَ اللاَّوِيِّينَ صَارُوا كَهَنَةً بِغَيرِ قَسَم، أَمَّا يَسُوعُ فَبِقَسَمٍ”!
كهنوت المسيح لا يحدّه زمانٌ ولا يقوّضه الموت لأنّ كاهن المسيح لا يحمل قوّة الكهنوت في ذاته بل يقوم بكهنوته في الربّ، مجسّداً في التعليم والتدبير والتقديس عمل يسوع ومحبّته وقدرته ولذلك يتمتّع بالقدرة “أَنْ يُخَلِّصَ الَّذِينَ يتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلى اللهِ خَلاصًا تَامًّا” لأنّ المسيح حيٌّ على الدَّوامِ لِيَشْفَعَ لَهُم.
ولذلك فالذبيحة الإلهيّة التي يقيمها الكهنة اليوم هي تأوينٌ للذبيحة الواحدة الخلاصيّة التي قدّمها الربّ بجسده وبدمه وبتضحيته لأنّه يحبّنا حبّاً لا يحدّه عقلٌ أو منطق!
الخوري نسيم قسطون
أليتيا