أنهت شركة “إبسوس للدراسات والأبحاث” أخيراً، أول دراسة شاملة تتعلق بأسلوب حياة اللاجئين السوريين وتصرفاتهم وسلوكياتهم في لبنان، بالتركيز على السوريين الذين يقيمون خارج مخيمات اللجوء والذين يبلغ عددهم 900 ألف لاجئ يشكلون 60% ممن يقيمون في لبنان، طبقاً لأرقام الـUNHCR (مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين)، وعدد من المنظمات غير الحكومية المختصّة بشؤون اللاجئين السوريين في لبنان، ودراسات سابقة أجرتها “إبسوس”. وغطت هذه الدراسة جميع جوانب حياتهم بحيث شملت فهماً كاملاً للأبعاد الديموغرافية والوضع الاجتماعي – الاقتصادي، إضافة إلى الأمور الصحية والحياتية. كما تعمقت الى حدّ الكشف عن السلوكيات الشرائية لهذه الشريحة، والتجاوب مع وسائل الإعلام، واستخدام الهاتف المتنقل والانترنت، الى جانب أسلوب حياتهم عموماً. ولكونها أول دراسة من نوعها في لبنان، فإن التقرير يهدف إلى تقديم فهم أفضل لهذه الشريحة السكانية المهمة والكبيرة بحجمها وتأثيرها في العديد من القطاعات. وأظهرت النتائج أن معدّل تكوين العائلة السورية يبلغ 5.4 أفراد، وهو ما يفوق معدل حجم العائلة اللبنانية (4.2 أفراد)، كما أن هذه العائلات تتكون من صغار السن حيث أن 45% منهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً. وفي ما يتعلق بالمجال المالي، فإن 91% من الأسر السورية، تعتمد على المعونات الخارجية. وفي الحقيقة، فإن 20% منها لا تملك أي مصدر آخر للدخل، وتعتمد تماماً على الدعم الذي تقدمه المنظمات غير الحكومية، بحيث يبلغ الدخل الشهري للعديد من تلك الأسر حوالى 400 دولار اميركي شهرياً على مستوى العائلة. كما أن 2 من 10 أشخاص ممن هم في سنّ العمل لا يعملون، والغالبية العظمى من العاملين تتبع نظام العمل الموقت. والأكثر من ذلك ان 63% ممن هم في سنّ التعليم، لا يذهبون إلى المدارس. على رغم ذلك، فإن التواصل يعتبر من ضروريات بعض الأسر السورية، حيث ان 3 من 10 أسر تمتلك هاتفاً محمولاً على الأقل، فهو الجهاز الذي يعتبر مهماً ليس لكونه نقطة الاتصال الرئيسية بالانترنت فحسب، بل لكونه يوفر للسوريين أيضاً فرصاً للتواصل مع المجتمعات المحلية التي يعيشون ضمنها.
النهار