يخيفني من لا يعتبر نفسه اذا أخطأ قاتلاً للإله. لمن يخطئ اذا أخطأ؟ عندما تؤذي إنساناً آخر يتوجع الله. الفلاسفة لا يفهمون وجع الله لأن إلههم بلا حراك. من قال إن الله لا يتوجع؟ أليس لأنكم في سذاجتكم فهمتم ان الألم يصير في الجسد فقط؟ الله هو الذي يتوجع بامتياز لأنه الإحساس بامتياز. الفارق بينه وبين الخلائق في هذا ان الألم لا يفنيه. عندي أيقونة لوجه السيد حققها الياس زيات الدمشقي. يسوع فيها في سلامة وفي ألم بآن. كيف استطاع الزيات ان يكتب هذه الأيقونة؟
لماذا يريد بعض ان ينزه يسوع الناصري عن الألم؟ هل يظنون ان في الأوجاع دونية تلحق الذات البشرية؟ هل لأن الألم في خفايا عقولهم قصاص؟ لعله كذلك في رؤيتنا الطبيعية. لكن يسوع الناصري جعله عندما ارتضاه معراجا إلى رؤية عظيمة. لم يبق الألم وجوداً ناقصاً عندما تبناه يسوع الناصري حباً. هذا شرط ارتقائك به. نحن لا نقدس الألم لمجرد ان المعلم توجع. نحن نقبله فقط لأنه ارتضاه.
كل خطيئة إرادة قتل للإله الذي فينا اعترفنا بهذا أم لم نعترف. لا يخطئ أحد إلى نفسه أو إلى الآخرين أولاً. انه يخطئ إلى الله الذي كشف ان الحق في الطهارة. من ارتضى آلامه من أجل يسوع قائم من بين الأموات. لكم أنتم ان تتوجعوا مع الذي لا يلقى في أوجاعه المسيح. اما اذا أحببتم المتألمين وذاقوا حبكم فأنتم وإياهم قائمون من بين الأموات. المسألة هي في هذا ان الطريق الطبيعية إلى قيامتك الروحية من الموت تمر، ضرورة، بتوبتك. هذا اذا فهمت ان التوبة ليست اعراضاً عن الخطيئة فحسب ومجرد ندم ولكن رجوع إلى ذات الله.
إذا كنت لصيقاً بخلائق يريدك ربك ان تصير لصيقا به أي ألا تعترف ان لقلبك مرجعاً آخر. في الايقونة التي أمامي أرى عيني السيد محدقتين بي تحديقاً كبيراً. ماذا أعمل بعيني؟
الله لا يموت في ذاته ويلازمك بحنانه وأنت في خطيئتك. ولكن ان ثبت تقبله فيك. هو يسودك ان قبلته. أحبب وجوده فيك حتى لا يبقى وجوده فيك عذاباً.
النهار