أعلن اليوم خلال مؤتمر صحافي في المعهد الفرنسي في لبنان، عن اطلاق “معرض بيروت الـ25 للكتاب الفرنكفوني تحت عنوان “الثقافة الرقمية”، من 3 الى 11 تشرين الثاني في “البيال” – فرن الشباك، والذي ينظمه المعهد بالتعاون مع نقابة مستوردي الكتب وبدعم من وزارتي الثقافة والتربية ومن “بنك البحر المتوسط”.
شارك في المؤتمر الصحافي ممثلة وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور غطاس الخوري لين طحيني، سفراء: فرنسا برونو فوشيه، سويسرا مونيكا كورغوز وبلجيكا هوبار كورمان، المدير العام التنفيذي ل”بنك البحر المتوسط” راوول نعمه، ممثلة الوكالة الجامعية الفرنكولونية ميراند خلف، ممثلة صحيفة “لوريون لوجور” هنا الجميل، ممثل نقابة مستوردي الكتب بيار صايغ، مستشارة وزير الإعلام اليسار نداف جعجع، وعدد كبير من الإعلاميين وممثلي دور النشر.
فوشيه
بعد كلمة ترحيب لمديرة المعهد الفرنسي فيرونيك اولانيون، قال فوشيه: “أستقبلكم اليوم في المعهد الفرنسي لأقدم لكم النسخة 25 لمعرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت الذي ينظمه المعهد الفرنسي بالتعاون مع نقابة مستوردي الكتب وبدعم من وزارتي الثقافة والتربية ومن شريكنا الأساسي بنك ميد”.
وأشار الى أن “هذه المناسبة الثقافية تعتبر الاهم في لبنان، لأنها تستقبل زهاء 80 الف زائر على مدى عشرة ايام، وتشكل مكانا للنقاش وتبادل الأفكار بدون محظورات آخذة في الإعتبار تأمين تنوع الآراء. وهي ستناقش هذه السنة مسائل مثل العلمانية واعادة كتابة التاريخ والأزمات الإقليمية والتلاعب بالإعلام وغيرها من المواضيع”.
وأشاد فوشيه بالمفكر انطوان صفير الذي “رحل اخيرا وكان ساهم من خلال كتاباته في فهم افضل للعالم العربي”. وقال: “نحن مثله نسير على نفس الهدف، أي نشر الكتب كوسيلة لهدم التعصب والأنطواء ولبناء قيم الفكر والحرية والإنفتاح على الأخرين”.
وأكد على أهمية هذا المعرض بالنسبة الى الفرنكوفونية، نافيا “تراجع الفرنسية في لبنان كما يشاع، فنصف الطلاب اللبنانيين البالغ عددهم زهاء المليون يتابعون دراستهم بالفرنسية. كما ان لبنان هو الأول من حيث عدد الطلاب الذين يرتادون المدارس الفرنسية، اضافة الى ان هذا المعرض سيستقبل هذه السنة نحو 20 الف طالب من المدارس الخاصة”.
طحيني
أما ممثلة وزير الثقافة فقالت: “معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت هو على نفس الموعد منذ ربع قرن، بالرغم من كل الأحداث الإستثنائية والأليمة التي عرفها بلدنا في السنوات الأخيرة. وهذه المناسبة تهدف الى نشر التعدد اللغوي والثقافي الموجود في لبنان، وواجهة استثنائية لمناقشة الأفكار الديناميكية والحديثة حول مختلف المواضيع وهذه كلها تدخل في صلب مهام وزارة الثقافة التي هي اكثر من اي وقت مضى من اكثر المدافعين عن الفرنكوفونية وعن القيم التي تجسدها، وهذا ما بينه التزامنا خلال القمة الفرنكوفونية في يريفان حيث حصلنا على الضوء الأخضر لإقامة المكتب الإقليمي لمنظمة الفرنكوفونية في بيروت، بعد معركة طويلة الأمد ساندتنا فيها مؤسسات الدولة اللبنانية وخصوصا رئاسة الجمهورية”.
أضافت: “لا يمكن ان ننظر الى هذا المعرض من دون ان نركز على دور الفرنكوفونية في تشجيع الحوار بين مختلف الثقافات ومساهمتها في إعطائنا لغة مشتركة غنية وثقافة عريقة هدفها التقريب بين مختلف الثقافات ومد جسور المعرفة والتواصل والتقدم، هذه الثقافة تشبه لبنان واللبنانيين وتعتبرها وزارتنا قيمة بحد ذاتها وتحرص على تحصينها لأن حجم لبنان يقاس بمعرفة ابنائه وانتشارهم وتفاعلهم مع العالم”.
وختمت: “ان مساندة الكتاب والنشر الفرنكوفوني هو من صلب اولوياتنا، ولدى وزارة الثقافة صندوق لدعم الكتاب من اجل دعم الإنتاج الأدبي اللبناني”.
كورغوز
بدورها، قالت سفيرة سويسرا: “نفخر بالمشاركة في هذا الحدث الفرنكوفوني السنوي المخصص للفرنكوفونية لأن 25 بالمئة من سكان سويسرا يتحدثون الفرنسية، وبلدنا يتشاطر هذه اللغة المشتركة مع فرنسا والعديد من الدول الفرنكوفونية التي تدافع عن التعددية وعن كل القيم الإنسانية. وهذه السنة يقدم لنا المعرض الثقافة الرقمية، اضافة الى مواضيع آنية مثل النزاع في اليمن وسوريا وتركيا. وسيشارك في المعرض مفكران سويسريان هما مارك عطالله سويسري لبناني وباحث في جامعة لوزان وصاحب العديد من المؤلفات والأبحاث العالمية وناشر العديد من الكتب وهو يشارك في محاضرة يوم الأحد 4 تشرين الثاني تحت عنوان العاب الفيديو، اعلام القرن 21، كما ستشارك الكاتبة ساندرا شاردونيز”.
كورمان
من جهته، أوضح سفير بلجيكا أنه “للسنة الخامسة والعشرين على التوالي تشارك بلجيكا في هذا المعرض الذي سيضم جناحا بلجيكيا تشارك فيه نحو 15 دار نشر بلجيكية فرنكوفونية في المجالات العلمية والجامعية والحقوقية والإقتصادية والطبية والهندسية والفن والغذاء.
ولفت الى أن “نائبة رئيس ووزيرة ثقافة المجموعة الفرنسية في بلجيكا الدا غريولي ستحضر حفل افتتاح المعرض، وستوقع خلال زيارتها على اتفاق مشترك للانتاج السينماتوغرافي بين حكومة المجموعة وحكومة لبنان، يقدم فوائد عدة للطرفين ويهدف الى توطيد العلاقات السينمائية في مجال الإنتاج المشترك”.
بنك المتوسط
وقال المدير العام التنفيذي لبنك “البحر المتوسط” راوول نعمة: “ان الدعم الذي قدمه ويقدمه البنك لهذا الحدث الثقافي الكبير منذ اكثر من 18 سنة، يظهر التزامنا الدائم الى جانب فرنسا والمجتمع اللبناني من اجل المحافظة على الارث الثقافي الفرنكوفوني في لبنان وتطويره”.
أضاف: “عنوان المعرض الثقافة الرقمية بسيط ومعقد في آن، فالعالم الرقمي يغزونا والثقافة لم تعد تمر من خلال الكتاب فقط، ومن هنا فإن الثقافة الرقمية تسجل تقدما ملحوظا وتشكل مصدرا جديدا للخدمات والابتكار”.
لحود
وذكرت ملكة لحود باسم نقابة مستوردي الكتب ان هناك “العديد من الناشرين الجدد ودور النشر والمؤلفين سيوقعون كتبهم في هذا المعرض الذي اصبح موعدا ينتظره العديد من اللبنانيين ومحبي القراءة والمثقفين بشغف، وهو يحتفل الآن بنحو 25 سنة من الدفاع عن اللغة الفرنسية وعن الكتاب”، مؤكدة أنه “رغم كل ما يقال فإن الكتاب لا يزال بخير وسوقه لا زال جيدا”.
خلف
وعددت ممثلة الوكالة الجامعية الفرنكوفونية النشاطات التي تنظمها الوكالة ضمن هذه الفعالية ومنها: “طاولة مستديرة حول الحوار بين الثقافات لجامعة الحكمة يتحدث فيها الدكتور سليم الصايغ في 7 تشرين الثاني، الإعلان عن جائزة غونكور خيار الشرق عند الثالثة من بعد ظهر 9 تشرين الثاني في حضور ممثل اكاديمية غونكور طاهر بن جلون، وفيرونيك اولمي التي نالت جائزة غونكور خيار الشرق للعام 2017. كما انها ستنظم لقاء ادبيا مع فيرونيك اولمي حول كتابها بخيتا عند السادسة من مساء 10 تشرين الثاني”.
الجميل
بدورها، عرضت الجميل ما تقوم به صحيفة “لوريون لوجور” لمواكبة معرض الكتاب الفرنكوفوني من “إصدار ملحق الأوريون الأدبي الذي يخصص كل سنة نشرة تشرين الثاني للمعرض، اضافة الى عدد كبير من المؤتمرات والطاولات المستديرة وتوقيع الكتب، عدا عن التغطية الإعلامية لفعاليات هذا النشاط”.
اولانيون
بعد ذلك، قدمت اولانيون لمحة عما يتضمنه المعرض الذي سيشارك فيه نحو 180 مؤلفا من مختلف البلدان و60 عارضا لدول ودور نشر ومكتبات وجامعات ومعاهد، اضافة الى تقديمه خمس جوائز ادبية مختلفة ويتضمن محاور عديدة منها الثقافة الرقمية،العائلة والشباب، الفن والثقافة ومن بينها قراءات للمثل ستانيسلاس نورداي لنصوص للكاتب ادوار لويس، وامسيات موسيقية لجامعة الأنطونية، سينما، وتعاون مع مهرجان ارصفة زقاق، وجناح لدور نشر عربية ستتولى ترجمة العديد من المؤلفات من الفرنسية الى العربية ومن العربية الى الفرنسية، ومروحة كبيرة من المحاضرات والطاولات المستديرة واللقاءات الثقافية والسياسية والإجتماعية على انواعها.
وطنية