أبو كسم
بداية رحب الخوري ابو كسم بالحضور وقال: “خمسُ وعشرون سنة خلت كيوم أمس عابر كنت يومها طالباً إكليريكياً مشاغباً، وكان قصاصي أن أذهب إلى شحتول مع زميلي الخوري مارون كيوان، شريكي في المشاغبة، لتلقين التعليم المسيحي في مدرستها التكميلية، ولنتدرب على العمل الراعوي. لم أكن أعرف ولا مارون أين تقع شحتول، وكيف لنا أن نعرف فأنا ابن الجنوب، وصديقي أبن الشوف.“
تابع: “أستعلمنا عن مكان تلك البلدة، وقدّرنا كم يلزمنا من الوقت للوصول إليها، خاصةّ وأنه لم يكن لدينا أية وسيلة نقل، وصلنا عند الساعة السابعة والنصف صباحاً إلى البلدة الرائعة فتوح كسروان حيث استقبلتنا مديرة المدرسة آنذاك السيدة سوزان بو عسلي مع كل التحيات لها أينما وجدت”.
أضاف: ” بدأنا مسيرتنا الجميلة مع أبناء شحتول فإذا بنا في قلعة مسيحيّة شامخة، شموخ الأرز جذورها في قنوبين وقلبها في قلب الله، تحرسها سيدة القلعة وعين مار يوسف الساهرة، فلم ندر إلا وأننا أصبحنا بين أهلنا وإخوتنا، وإذا بالقصاص ينقلب نعمةً أزهرت وأثمرت ثماراً طيبة في حقل الربّ. هذه قصتى بإختصار مع رعية مار يوسف شحتول التي دامت خمس سنوات.”
وختم ابو كسم بالتمني أن تعود إحتفالات هذه السنة اليوبيلية بالخير الروحي والبركة على كل أبناء الرعية.”
بو عساف
ثم تحدث الأب طوني بو عساف فقال:
“سنة اليوبيل هذه محطة في تاريخ تمخّض في فكر الله، وخطّة أجداد وآباء، غرسوا في هذا الجبل الأشم وبللوا ترابه بعرق جبينهم وسكبوا في ارضه الإيمان والمحبة والرجاء، وتنادوا ليبنوا معاً كنيسة تليق بالربّ الذي له وحده سجدوا، على اسم القديس يوسف البتول وشفاعته.”
أضاف: “سنة اليوبيل هذه محطة في حاضر تتصارعُ فيه الأوطان والشعوب، وتكثر فيه التحدّيات والأزمات، وتُدفن فيه القيم والأخلاق< وتبقى رعيتنا في قلب التحدي لتشهد على عمق إلتزامها بإنتمائها للكنيسة المارونيّة الأصيلة، وبأمانتها للكنيسة الجامعة، وبعيش التضامن والوحدة والأخوة.”
تابع: “حاضرنا إيمان بحضور المسيح في وسطنا، ورعية تتجذر في المسيح فتثمر ثماراً مقدسة، وشعب يؤمن بأنه حجارة حيّة في جسد المسيح السريّ فيفعل ويتفاعل رغم الصعوبات والأختلافات، ورعية تتطلعُ برجاء وتستشرف المستقبل بإيمان لا يُثنيه خوف، ولا تزعزعه الرياح والمخاطر.”
أردف: “ومستقبلنا تجذر في أرض أعطت الكثير من العلماء والأدباء ورجال الدين، وانفتاح بعضنا على بعض، ورعية تحصد ما زرعه الأباء والأجداد وما سقيناه ونسقيه نحن وما نمّاه الرب الإله وينميه دوما، وعيش لكلمة الله المتجسّد فينا”.
وختم بو عساف “بشكر راعي الأبرشية المطران انطوان نبيل العنداري وأبناء الرعية لتعاونهم ومحبتهم لما فيه خير الكنيسة والرعية والوطن ولكل من يعمل لإنجاح هذا اليوبيل إن كان من أبناء الرعية أو من خارجها.
كلاسيّ
ثم أعطى الاستاذ بول كلاّسي نبذة تاريخية عن كنيسة مار يوسف فقال: “كباقي الكنائس المارونية، تشبه كنيسة مار يوسف شحتول إلى حد كبير العمارة اللبنانية التقليدية القديمة بحجارتها المقصّبة، بدأت أعمال البناء مطلع سنة 1882 ليتم تدشينها عام 1889 كما هو مدوّن على عتبة بابها. وبحسب ما جاء في جريدة أحصاء عام 1932، بحيث كانت الأبرشية يومها تابعة لأبرشية بعلبك قبل إعلانها نيابة بطريركية.”
تابع “لقد تمّ وصفها أنها عامرة وأن طولها 22 متراً وعرضها 12 متراً وعلوها 6 أمتار. بنيت بسواعد اهلها، فقد كان كل مؤمن يأتي بحجر من المقلع ليعلو بنيانها. حجرها مقصوب، تعلوها قبة الجرس المرتكزة على أربعة أعمدة في باحتها الخارجية سنديانة دهرية، كانت في البدء تُشكل المدرة الأولى في القرية بحيث كان الكاهن يجمع الأولاد لتعليمهم بما كان يُعرف بمدرسة “تحت السنديانة”
أضاف: “سنة 1989، في ذكرى يوبيلها المئوي، مع موجة تجديد الكنائس وإبراز أهمية الحجر القديم، تمّ ترميم الكنيسة فنُزعت عن هيكلها الداخلي قشرة الباطون وتمّ تنظيف حجارتها وتكحيلها مع تجديد كامل للمقاعد الخشبية.”
أردف: “واليوم بمناسبة يوبيل الكنيسة القديمة ال 125 سنة، تمّ التكاتف من جديد وبهمة أبناء الرعية المهندسين واصحاب الإختصاصات ليعلو بنيان الكنيسة الجديدة بشكلها الهندسي الحديث وبمساحة الألف متر مربع مع علو يناهز الثمانية عشر متراً.”
وختم بالقول: “على أمل إنهاء أعمال البناء خلال السنوات القليلة القادمة، فيتمكن أبناء البلدة ومحبوهم من ممارسة نشاطاتهم الكنسية بوحدة الأجداد وبشهادة صالحة أمام الأجيال القادمة”.
سلامه
بدورها السيدة فيكتوريا سلامه تحدثت عن نشاطات اليوبيل فقالت: افتتاح سنة اليوبيل وتكريم الأمهات في 15 آذار، عيد القديس مار يوسف 19 آذار؛ وفي نيسان تقام احتفالات الشعانين واسبوع الآلام والقيامة وعشاء الرعيّة السبت في 26 نيسان – مطعم الفينيق- معاملتين، وقداس ولقاء المتزوجين وتجديد العهد في 18 أيار، ويكرم الأباء في 22 حزيران الساعة العاشرة والنصف صباحاً وتقام القربانة الأولى السبت 26 تموز، وكرمس الفرسان والطلائع في 19 و20 تموز، وتقام ليالي شحتول التراثية في 22-23-24 آب، ويكرّس أعضاء جدد في الأخويات الرسولية في 6 أيلول، وقداس ولقاء الرعية في الكنيسة الجديدة في 7 أيلول، وريستال لتكريم الطلاب في 19 أيلول، وتقام ليالي شحتول التراثية في 22-23-24 آب، ولقاء الأجيال في 4 تشرين الأول، وقداس لراحة أنفس الموتى في 2 تشرين ويحتفل في أول كانون الأول بعيد الميلاد ورأس السنة، وتكريم الكهنة والمكرّسين وقداس لراحة أنفس الكهنة المتوفين في 24 كانون الثاني، وبعيد مار مارون في 8 شباط، وتختتم سنة اليوبيل وعيد مار يوسف بتوقيع الكتاب الخاص باليوبيل.
وختمت بالقول”بمناسبة سنة اليوبيل يزور كاهن الرعيّة المنازل لتكريسها للعائلة المقدّسة، وتنظيم لقاءات صلاة في أحياء الرعيّة.”
زيادة
وفي ختام المؤتمر تحدث السيد أيليو فارس زيادة عن شعار الكنيسة فقال: بمناسبة مرور 125 سنة على إنشاء كنيسة مار يوسف شحتول قمنا بتصميم وتنفيذ هذا البوستر بعنوان: “… رعية شحتول تتجذّر بالمسيح وتثمر ثماراً مقدّسة” مشبهاً رعية شحتول بشجرة مثمرة ومتجذرة بالارض التي ترمز إلى التربة وإلى المسيح،نحن نقف نتطلع إلى الوراء إلى الكنيسة القديمة وإلى الأمام الكنيسة التي تنفذ حديثاً”وهذا يفسّر بالتقدم والتطور، والسنبلتين ترمز إلى الخير وعدد السنين باللون الذهبي”.