اطلقت اليوم، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالنائب عمار حوري، في نقابة الصحافة في بيروت، وثيقة “معا من أجل الانسان”، في مؤتمر صحافي عقدته “مؤسسة قرطبة دو جنيف” مع الجمعيات التي انضوت تحت اسم “ملتقى الجمعيات الانسانية”.
والجمعيات اللبنانية المنضوية تحت عنوان “ملتقى الجمعيات الانسانية”، المتنوعة الانشطة، وعددها ست هي: “المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات وتعارف الاديان” (الشيخ محمد حسين الحاج)، جمعية “سوا للتنمية” (نوال مدللي)، “ائتلاف الجمعيات الخيرية في لبنان” (جمال محيو)، “مؤسسات السيد فضل الله للخدمات الاجتماعية” (هاني عبدالله)، “جمعية الارشاد والاصلاح الخيرية الاسلامية” (نعمان خضر)، و”اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية” (جيهان القيسي).
الحركة
بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيب لممثل نقيب الصحافة عوني الكعكي الدكتور فؤاد الحركة الذي أثنى على “أهمية هذا الملتقى في لبنان”، وقال: “ان احترام الانسان هو المعيار الحقيقي لتقدم المجمعت والامم فاذا اردنا ان نقوم مستوى دولة ما فلنستطلع مدى احترامها لمعتقدات الاخرين ولحرية العبادة.
بوتلر
وبعد كلمة تعريف للصحافي قاسم قصير، ألقى كلمة الافتتاح القائم بالاعمال السويسري فيليب بوتلر الذي قال: “يشرفني ان اكون شاهدا على توقيع مذكرة تفاهم اليوم مع ملتقى الجمعيات الانسانية، الملتقى وليد اتفاق تحظى حدود الانتماءات المذهبية التقت فيه 6 جمعيات خيرية اسلامية على تقديم المساعدات الى الاجئين والاشخاص المحتاجين في لبنان، وقد اجتمع ممثلو الملتقى بشكل دوري في سفارة سويسرا خلال الاشهر الماضية بالتعاون الوثيق مع مؤسسة قرطبة في جنيف وبالتنسيق معها. وقد قررت هذه المنظمات ان تتحد ليس فقط من اجل تقديم المساعدة الى المحتاجين فحسب، بل ايضا استخدام معارفهم ومواردهم وشبكاتهم لتعزيز التفاهم والحوار الثقافي العابر لمختلف انتماءاتهم المذهبية. وتؤكد المذكرة التي ستوقع اليوم التزام الناس والمنظمات ذات الخلفيات الدينية المختلفة التغلب على خلافاتهم والتوصل الى هدف مشترك”.
واضاف: “بذلت سويسرا في هذه المبادرة كل جهودها في عملية الحوار التي ادت الى المذكرة. والواقع ان الحوار والتعايش السلمي يرتكزان على قيمنا الوطنية. فسويسرا بلد متعدد اللغات الثقفافات والانتماءات الدينية. ونحن نعلم من تجربتنا الخاصة انه لابد من بذل جهود كبيرة من اجل تحقيق التعايش السلمي وقد تعلمت سويسرا واحيانا بالطريقة الصعبة أهمة التعيش السلمي”.
وختم: “كما نعلم، يمر لبنان بأوقات عصيبة للغاية، وتحتاج المجتمعات المضيفة واللاجئون الى مساعدة لمواجهة الظروف المعاكسة التي يعيشون فيها نتيجة للحرب وغيرها من اشكال الصراع. ان سويسرا مقتنعة بان روح الحوار والتعايش التي تلهم عمل ملتقى الجمعيات الانسانية ستساعد ايضا في نزع فتيل التوترات بينها”.
دافيسون
والقى أليستير دافيسون كلمة مؤسسة “قرطبة دو جنيف”، قال: “يسعدني ان اكون بينكم في هذا اليوم السعيد في مناسبة الانطلاقة الرسمية لملتقى الجمعيات الانسانية.
ان هذه الفاعلية تتويج لمرحلة اولى من الحوار الجاد واللقاءات المثمرة بين ست منظمات خيرية، بدأت في شهر تشرين الاول من السنة الماضية وأفضت الى رؤية مشتركة واهداف محددة للملتقى، واكدت عزم المنظمات المشاركة على البحث معا عن سبل تعزيز التقارب والتعاون”.
الحاج
والقى الشيخ الحاج كلمة قال فيها: “السلام هو عنوان الاسلام، وقد قال عيسى بن مريم: “هنيئا لصانعي السلام”. فالسلام يوجد المحبة، والمحبة توفر العدالة والمساواة. لذلك يرفع الظلم والله تبارك خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وهذا العمل جعلنا نتحد لخدمة الانسان في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية وفكرية قاسية. فكان هذا الملتقى للوقوف امام هذه النحديات بعيدا من المذهبية والطائفية والاختلافات والخلافات الفكرية والثقافية من دون الالتفات الى التجاذبات السياسية التي هي ليست من شأننا، شاكرين المؤسسات العاملة ولا سيما صاحبة المبادرة مؤسسة قرطبة. واننا ننوه برعاية السفارة السويسرية التي هي عنوان للتوازن والاعتدال. ونشكر صاحب الرعاية وحضوركم. واننا على استعداد للتعاون مع كل المنظمات والمؤسسات الحكومية منها. ونأمل دعمكم واهتمامكم سواء أكان المادي منه او المعنوي”.
كلمة “مؤسسة فضل الله”
وألقى المستشار السياسي والاعلامي للسيد علي فضل الله، هاني عبد الله كلمة “مؤسسة السيد فضل الله للخدمات الاجتماعية”، فقال: “ان نلتقي على الخير وخدمة الانسان، ان نخرج من ذواتنا المذهبية والطائفية والسياسية، ان تجمعنا المحبة مجسدة بهذا التقارب الانساني الحضاري، ان يفتح لنا العمل الانساني مسارات ارحب نحو الاخر الذي ليس هو بآخر فيما اكده القرآن من اهمية للاحتفا عمليا بتكريم الانسان كل الانسان. قال الله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم”، ان نسمو في حوارنا العملي فلا نتقارب بالكلمات ونتباعد بالمواقف. ان يكون الحوار حياتنا في الانفتاح مع بعضنا البعض، ان نتحاور بالعطاء فلا نترافق من بعيد، وان نترافق بالوفاء لنعيش معنى العيد. فهذا كله، أيها الاحبة، هو الاسلام، وتلك هي المسيحية.
يقول المرجع الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الل: جاء الدين لخدمة الانسان ولم يأت الانسان لخدمة الدين، وذلك هو الهدف الاسمى”.
واضاف: “ان نرتقي بالانسان، ان يتخفف انساننا من كل احمال الحروب والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية الهائلة التي انهالت وتنهال عليه وخصوصا في هذه المنطقة التي نحمل كل عناوين السماء وتتقاتل مكوناتها على كل ما في الارض. ايها الاحبة، انها فرصة طبية ان نلتقي على اسمى المبادئ وارقى العناوين، ولكن المسالة كلها تبقى شعرا وادبا وحلما وهواء ان لم تتحول الى مشروع انساني عملي يسري في خلايانا الفكرية وفي ذهنياتنا الثقافية وفي سلوكياتنا السياسية وفي ادبياتنا الروحية والدينية، وخصوصا في هذا اللبنان الذي نتطلع اليه بشغف ليسمو بنا ونسمو به رسالة محبة وانشوده خير ونهج انفتاح، وسط كل هذا الركام من الاحقاد الذي كان يخنق الروح في هذا الشرق الذي اريد له ان يكون روح البشرية وان يتفوح منه عطر المحبة والخير في ارجاء المعمورة كلها”.
كلمة “ائتلاف الجمعيات الخيرية”
وتلاه الشيخ خضر بكلمة “ائتلاف الجمعيات الخيرية”، جاء فيها: “قدر لبنان ان يتحمل الازمات والكوارث التي تضرب المنطقة واخرها الازمة السورية وتداعياتها في لبنان.
ولاحتواء الازمة لا بد من رؤية انسانية متكاملة توازن العمل الانساني.
ان الانقسام القائم في لبنان ينبغي ان يقف عند ألم الفقير وحاجة الضعيف، لأن لبنان هو رسالة وليس حجرا ووطنا، ولذلك فهو يحرص على المحبة والتسامح والتعاون لما فيه خير الانسان الذي كرمه الله و”لقد كرمنا بني آدم بغض النظر عن دينه او لونه او عرقه”.
محيو
والقى محيو كلمة جاء فيها: “نتشرف في جمعية الارشاد والاصلاح الخيرية الاسلامية ان نكون شركاء فاعلين ومؤسسين في ملتقى الجمعيات الانسانية الذي نشأ برعاية كريمة من جمعية قرطبة وبمواكبة فاعلة من السفارة السويسرية، كل ذلك لنكون “معا من اجل الانسان”. نعم كل انسان، فالانسان، كما قال عنه سيدنا علي، هو احد صنفين “أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق”.
وفي الختام، وقع ممثلو الجمعيات الست الوثيقة، في حضور حشد سياسي واعلامي واهلي، ثم أقيم كوكتيل.
و”مؤسسة قرطبة دو جنيف” منظمة عالمية مقرها جنيف – سويسرا، وتهدف الى “التبادل بين الثقافات، والحوار بين الحضارات، والمساهمة في تحقيق سبل السلام في العالم وإلى تعزيز الحوار بين الثقافات والمناقشات في شأن القضايا المتعلقة بالصراعات”، وكانت قد تأسست عام 2002، بادارة الدكتور عباس عروة.
وطنية