إفتتح يوم أمس “المؤتمر السادس للحوار” بين الكنيسة الأرمنية ورابطة الثقافة والعلاقات للجمهورية الاسلامية الإيرانية في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في أنطلياس، بعنوان “التعاون المسيحي – الإسلامي لتأسيس سلام عادل في الشرق الأوسط”.
ترأس جلسة الافتتاح الكاثوليكوس آرام الأول، في حضور السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، رئيس رابطة العلاقات والثقافة الدكتور ابوزار الأبراهيمي و والمستشار الثقافي حسن صحت، وممثلي الكاثوليكوسية والجمهورية الإيرانية الإسلامية.
آرام الأول
استهل آرام الأول كلمته بالترحيب بالضيوف المحاورين قال: “للاسلام وللمسيحية، كديانتين سماويتين، جذور مشتركة رغم أنهما يختلفان بمبادئهما الدينية، إلا أنهما يتشاركان القيم الأخلاقية والتي تدفع هاتين الديانتين الى تعايش سلمي وتعاون وثيق في جميع الأزمات والمشاكل في المجتمع”.
أضاف: “تعايش الإسلام والمسيحية على مر التاريخ رغم أن هذا التعايش كان هشا أحيانا لأسباب سياسية. لذا ينبغي علينا أن نترجم التعايش الإسلامي – المسيحي بالتعاون الوثيق في عالمنا المليء بالأزمات وخاصة في الشرق الأوسط”.
ورأى أن “التطرف والعنف لا يتماشيان والتعاليم والقيم المشتركة للديانتين”، معتبرا ذلك “مجال تعاون مشترك بين الطرفين”.
وفي إشارة الى ما جاء في عنوان المؤتمر عن “السلام العادل”، شدد على أنه “من المستحيل فصل السلام عن العدالة إذ أنهما مرتبطان الواحد بالأخرى”. وقال: “حين تغيب العدالة يغيب السلام. إن هاتين القيمتين أعطيتا من الله للانسان وتقودان حياة الإنسانية. لذا، قمع هذه القيم هو خطيئة بحق الخالق”.
أضاف: “إن تاريخ الشرق الأوسط رغم الإنجازات الكبيرة حافل بالحروب والأزمات، والتاريخ يشهد بأن حياة المجتمع تأزمت حين غابت العدالة. نظرة سريعة الى محيطنا تكفي لإثبات غياب العدالة”.
ورأى أن “الظلم لا يزال يخيم على الشعب الفلسطيني حيث له الحق بدولة حرة مستقلة. كما إن الظلم مستمر بحق الشعب الأرمني لأن تركيا لا تزال تنكر الإبادة الجماعية التي أرتكبتها الدولة العثمانية التركية في 1915، إضافة الى أمثال عديدة آخرى”.
وختم: “إن الإسلام والمسيحية لا يستطيعان السكوت حيال الظلم ويجب عليهما ترسيخ تعاونهما للتصدي بكل إمكاناتهما”.
الإبراهيمي
بدوره رأى الإبراهيمي أن “الدراسات أظهرت أن التطرف ظهر في صفوف الطبقة الغنية وليس الفقيرة كما يشاع”. وأشار الى ” وجود معوقات متعددة في مسار تحول هوية الأيديولوجيات الفكرية المتطرفة الى هوية وقوة سياسية مهيمنة أدى الى اعتماد العنف من قبل المتطرفين حيال الهويات الأخرى التي يرون فيها عائقا أساسيا أمامهم”.
ورأى أن “نظام العقائد الدينية يعمل كمركز للمفاهيم لدى الشخص الملتزم بالدين ويستطيع من خلاله أن يرى مستقبل حياته، وباعتماده على هذه العقائد يشعر بالأمان والطمأنينة. إذا لم يحصل الشعور بالأمان في ظل العقل يؤدي به ذلك الى التطرف”.
وشدد على “دور العقل الأساسي في الإنسان والأيمان وحين يفتقد العقل يفتقد الدين والإيمان وحيث يوجد العقل في النهاية يسوقنا الى الإيمان “، مشيرا الى أن “القرآن الكريم يدعونا الى التعايش المشترك”.
وختم بأن “العنف تحول الى ذريعة بيد بعض القوى الغربية لكي يروجوا بعض المشاريع كمشروع التخوف من الإسلام”، محذرا “من تأخر قادة الأديان السماوية بالتصدي لهذا المشروع حتى يتجنبوا التعرض لمشاريع مماثلة”.
يذكر أن لقاء مع الحوار الإسلامي – المسيحي في لبنان سيتخلل المؤتمر، الذي يختتم أعماله ظهر غد بإعلان بيان مشترك يشدد على أهمية التعايش والتعاون والتضامن بين المسلمين والمسيحيين.
وطنية