في يوم المرأة العالمي، وجّه المهرجان اللبناني للكتاب في أنطلياس أمس، تحية للمرأة المحامية عبر تكريم المحامية صونيا ابرهيم عطيّة، “لأنها المناضلة التي دافعت عن حقوق المرأة من ضمن دفاعها عن قضايا الوطن وحقوق الإنسان، في نقابة المحامين، وفي حزب الكتلة الوطنية، وفي المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وفي عدد من مؤسسات المجتمع المدني وفي المؤتمرات الدولية، فكانت العضو الفعال في معركة القضاء على أشكال التمييز كلها ضد المرأة في لبنان وفي العالم العربي”، وفق المحامية حياة هاشم التي أضافت: “ساهمت في وضع مشروع قانون مدني للأحوال الشخصية، واقتراح مشروع قانون انتخابي جديد يؤمن حدّاً عالياً من التمثيل النيابي الصحيح”.
وعبّرت المكرَّمة عن خوفها من “فكر يستولي علينا، فنخون أنفسنا وكل ما نؤمن به من مثل وما نعتنق من مبادئ… من أن نصبح كلنا نماذج بكماء عن القائد الملهم، لا تعرف أين هي ذاهبة. أخاف على الديموقراطية، على حقوق الإنسان، على حرية الفكر والمعتقد، وعلى حكم القانون”.
“كان مقدّراً لها أن تصبح نقيبة للمحامين لولا أن السياسة أبعدتها عن هذا المنصب، وما أرادت هي أن تستغل انتماءها السياسي لتصل، ولم يكن انتماؤها عهد ذاك يتعاطى الشؤون النقابية حصراً على الرغم من أن كثرة من المحامين كانت تسير في الاتجاه نفسه”، وفق القاضي الدكتور أنطوان خير الذي أعاد انتسابها إلى حزب الكتلة الوطنية إلى “إعجابها بعميده ريمون إده”: “وحده إعجابها برجل سياسي كبير وبالصفات التي كان يتحلّى بها جعلها تنتسب إلى الحزب الذي كان يقوده في جو من الإنفة والشفافية والاستقلال بشتى معانيه الشخصية والوطنية”.
وكان المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ34 افتُتح السبت في حضور وزير الثقافة روني عريجي الذي أعلن “نية وزارة الثقافة إطلاق الجائزة السنوية لأفضل رواية باللغة العربية، خلال هذا الشهر”. وقال: “كلنا يعرف حجم التحدي الذي يواجه الكتاب، صناعة وترويجاً… نحن اليوم في ظل عصر الثورة المعلوماتية الهائلة التي غيرت شكل نُظم التواصل وانتشارها وألغت حدود الجغرافيات والحواجز ووضعت في الكومبيوترات وهواتفنا الذكية، رفوفَ مكتبات العالم ونتاجات المفكرين والكتّاب… نعم، تأثرت حركة الطباعة والنشر، لكن الكتاب يبقى حقاً للمعرفة لا غنى عنه وملاذاً لنا جميعاً، باحثين ومثقفين وقراء. ويبقى لنا أيضاً سحر ملامسة الورق ورائحة الحبر، ما لا نحسه على صقيع صفحات الكومبيوتر”.
وقال الأمين العام للحركة الثقافية أنطلياس الدكتور أنطوان سيف: “نحن مع 16 يوماً من المهرجان اللبناني للكتاب، و42 ندوة يشارك فيها أكثر من 150 مفكراً وباحثاً وفناناً ومثقفاً… ذلك كله يجعل من مدينتنا أنطلياس، خلال هذه الفترة المكثفة من كل سنة، كما قال أحد النقاد، عاصمة لبنان الثقافية”.
أما أمين المهرجان اللبناني للكتاب نعوم خليفة فقال: “لهم ربيعهم ولنا ربيعنا، ربيعهم آل إلى دمار ومحو حضارات وقتل ودماء وذبح وقطع رؤوس، وربيعنا مهرجان كتاب وتظاهرات ثقافة وعلم وتكريم أعلام ثقافة وندوات ونشاطات فكرية. هذا المهرجان هو خيار ورهان وتحد”.
وعرّف الاحتفال الدكتور الياس كساب. وسأل رئيس دير مار الياس أنطلياس الأب الدكتور جوزف بو رعد: “كيف لحركة ثقافية رائدة أن تربى في أفياء الكنيسة، بل وتنبت وتنمو بين أعمدتها؟ بل كيف ترتضي هذه الحركة الكنيسة سقفاً لها؟ ألا يعرّضها موقعها لخطر التدجين والشلل؟”.
وكرّم المهرجان المطران يوسف توما من العراق، وقدّمه الأب توم هوغلند الذي رأى أن المكرَّم “ليس فقط شخصاً مُفعماً بالمحبَّة والرؤية، بل هو أيضاً شخص له إيمان. إيمان بيسوع. شخص يحبّ كل إنسان بمفرده. فلن تسمعوه يستنزل ناراً من السماء على “داعش” ولا على أيِّ إنسان آخر”.
كما كُرّم الدكتور طيّب تيزيني من سوريا وقدّمه الدكتور محمد علي مقلّد الذي روى بداية تعرفه إليه من باب الانتساب للشيوعية، وتوجه إليه قائلاً: “أخاف عليك من الاستبداد الديني ومن الاستبداد السياسي. أخاف عليك بلا منة، لأنني أخاف على نفسي وعلى كل فكر حر… لأنني أخاف على وطني وعلى أمتي”.
ووقّع عدد من الكتّاب مؤلفاتهم الجديدة في اجنحة المعرض، من بينهم الاباتي بولس نعمان الذي وقع كتابه “لبنان الموارنة… الى اين؟”.
ماريا الهاشم / النهار