ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي سينودس الكنيسة المارونية المقدس السنوي صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي برياضة روحية تستمر حتى ظهر يوم السبت المقبل في 14 الحالي ويلقي مواعظها الخوري مكرم قزح، ويشارك فيه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وأساقفة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.
ويواصل السينودس أعماله المجمعية يوم الاثنين في 16 وتستمر لغاية مساء الخميس في 19 الحالي، على ان يصدر في نهايته البيان الختامي ويتضمن المواضيع كافة التي تم بحثها.
وافتتح البطريرك الراعي السنودس بكلمة قال فيها:
“نشكر الله على انه يجمعنا بنعمة من جودته ومحبته على خير، في هذه الرياضة الروحية التي نخصص لها اربعة ايام ثم يليها انعقاد سينودس كنيستنا المقدس صباح الاثنين المقبل ولمدة اربعة ايام ايضا، فيطيب لي ان احييكم وارحب بكم ونرحب معا بالعزيز الخوري مكرم قزح، مرشد الرياضة الروحية وهي بعنوان ” فرح الانجيل يملآ قلب الذين يلتقون بيسوع”، ونشكره مسبقا على التأملات التي سيلقيها علينا. نسأل الله ان يكافئه بفيض من نعمه الالهية، يوجد بين يديكم برنامج الرياضة وجدول اعمال السينودس المقدس”.
اضاف: “اننا نرحب بأخينا المطران الياس عبدالله زيدان، مطرانية ابرشية سيدة لبنان لوس انجلس – سانت لويس الذي يشارك معنا للمرة الاولى، كما نرحب بالاباتي سمعان ابو عبدو المدبر البطريركي لابرشية حلب، وبالخور اسقف سيمون فضول اكسرخوس افريقيا الوسطى والغربية والزائر الرسولي على افريقيا الجنوبية، اللذين يشاركان في الرياضة الروحية واعمال المجمع من دون امكانية التصويت والانتخاب”.
وتابع: “لقد اعتذر خطيا عن عدم الحضور المطران ادمون فرحات لاسباب قاهرة والمطران منصور حبيقة لدواع صحية كما يغيب بداعي السن واسباب صحية السادة المطارنة بطرس الجميل، يوسف حتي، هيكتور دويهي، مارون صادر، جوزف الخوري، روبيرت شاهين، ويوسف مسعود، اننا نذكرهم في صلاتنا ونتمنى لهم الشفاء والصحة”.
وقال: “اننا نحمل بصلاتنا كل ابناء كنيستنا وبناتها ومؤسساتها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، ونصلي مع قداسة البابا فرنسيس من اجل السلام العادل والشامل والدائم وحل النزاعات العالقة في الاراضي المقدسة، ومن اجل انهاء دوامة الحرب والعنف في سوريا والعراق ومن اجل احلال السلام فيهما بالطرق السلمية وعودة النازحين الى اراضيهم ونصلي من اجل بعضنا البعض لكي نكون رعاة مخلصين للمسيح، الكاهن الازلي والراعي الصالح للابرشيات التي اقامنا عليها الروح القدس لنبلغ بابنائها وبناتها الى معرفة الحقيقة والخلاص”.
وتابع الراعي: “نصلي خلال هذه الرياضة الروحية من اجل الاستقرار في لبنان والخروج من ازماته السياسية والمعيشية والاقتصادية والامنية، نصلي لكي يمس الله ضمائر نواب الامة لكي يلتزموا بما يوجب عليهم الدستور وهو ان ينتخبوا فورا رئيسا للجمهورية بحكم المادتين 73و74 وان يتوقفوا عن اي عمل تشريعي عملا بالمادة 75، وان يلتزموا بما يفرضه الميثاق الوطني وهو توزيع السلطات العليا بين رئيس للجمهورية ماروني ورئيس لمجلس النواب شيعي، ورئيس لمجلس الوزراء سني، ان الممارسة الحالية في عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية تنتهك الدستور والميثاق الوطني معا، وهذا امر مرفوض بالطلق ومعيب بكرامة المجلس النيابي والشعب والوطن”.
وقال: “الى جانب الصلاة التي تلهم وتساعد على الوقوف امام الله والذات والضمير ينبغي القيام بمبادرات شجاعة اذ لا احد منا الا وتأثر بمشهد الاحد الماضي، حيث رأينا قداسة البابا فرنسيس محاطا برئيسين عدوين كبيرين، الرئيس الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني يقفون للصلاة امام الله والعالم من اجل السلام في الاراضي المقدسة، وينتهون بتبادل قبلة السلام بفرح واخلاص واستعداد للمصالحة، ان هذا المشهد يمس ضمائر كل المتنازعين ويقدم لنا جميعا مثالا يحتذى به”.
وتابع: “امام خلاص الجمهورية اللبنانية وخلاص الشعب وحقوقه عائلات وعمالا وموظفين وتلامذة ومعلمين وخلاص المؤسسات العامة ومال خزينة الدولة، تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية بل يسقط كل حق مكتسب او يعتبر كذلك، فلا بد من مبادرات شجاعة من قبل المرشحين لرئاسة الجمهورية ومن فريقي 8 و14 آذار، وكذلك من قبل الهيئات النقابية وهيئة موظفي القطاع العام اذ لا يحق لاحد ان يرمي البلاد والمؤسسات في الشلل التام”.
وقال:”اننا نضع تحت أنوار الروح القدس، ونحن في بدايات زمن العنصرة رياضتنا الروحية ومجمعنا المقدس، واننا في الاحد المقبل سنحتفل معا بتكريس لبنان وبلدان الشرق الاوسط من جديد لقلب مريم الطاهر لكي تظل هذه المنطقة من العالم التي اختارها الله لتجلي سر الفداء عليها ارض السلام ونور الانجيل، مع الدعاء بفيض النعم الالهية علينا جميعا”.
وطنية