إفتتح المؤتمر الطبي السنوي الذي ينظمه مستشفى الصليب للامراض العقلية والنفسية، بعنوان “العبور النفاثي”، برعاية السفير البابوي المونسنيور غابريللي كاتشا وحضوره، الى جانب الرئيسة العامة لراهبات الصليب الأم جانيت بو عبدالله، رئيسة المستشفى الأم أرزة الجميل، مديرة التمريض رمزة صدقة، نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون ومتخصصين من الأردن وفرنسا ولبنان.
طحان
بعد النشيد الوطني، رحب رئيس اللجنة العلمية الدكتور فؤاد طحان بالحضور باسم إدارة المستشفى “في المؤتمر الذي يعقد للسنة الحادية عشرة على التوالي، في الصرح النفسي العالي على مستوى لبنان والشرق الأوسط”.
وقال: “إن هذا المستشفى الأكاديمي يؤمن لعدد كبير من الطلاب والمتخصصين في حقل الصحة والطب النفسي والصيدلة، التمرس والتأهيل الأكاديمي”.
وأشار الى أن الجسم الطبي في مستشفى الصليب “يحظى بنشاطات علمية متنوعة، ثقافية، روحية، أخلاقية واجتماعية على الصعيدين الشخصي والعلائقي”.
وتطرق الى “إصدار المستشفى منذ عام 1999 مجلة “السبيل” العلمية والإجتماعية التي يشرف عليها كلا الإدارة واللجنة العلمية، بهدف مساعدة ذوي المرضى على فهم مرض أبنائهم النفسي والعقلي بطريقة أفضل، وتحسين فاعلية العلاج”.
وأشار في الختام، الى أن “هدف المؤتمر توضيح حالات ما قبل النفاث (الهلوسة والهذيان) والعبور النفاثي على مستوى التشخيص العيادي، الوقائي والعلاجي، مع التركيز على جماعات معينة وأهمية العمل المتعدد الإختصاصات”.
بدورة
وقال رئيس المؤتمر الفخري البروفسور شارل بدورة: “يجمع المؤتمر السنوي في مستشفى الصليب الذي يعقد تحت عنوان “العبور النفاثي” العديد من المتخصصين، من أطباء، معالجين، ومحللين نفسيين، إضافة الى معالجين إدراكيين سلوكيين من الأردن وفرنسا ولبنان”.
أضاف: “يعقد المؤتمر الذي هو ثمرة جهود اللجنة العلمية في المستشفى في أحد صروح الطب النفسي في لبنان، مستشفى الصليب، الذي منذ تأسيسه على يد الطوباوي الأب يعقوب حمل رسالة إيواء المرضى المنبوذين من المجتمع، وعلى مر السنين تركزت رسالته على المصابين بالأمراض العقلية، موفرا لهم المساعدة الطبية والنفسية اللازمة”.
وتابع: “لم يتردد المستشفى في تحسين خدماته، وهذا المؤتمر لدليل على دينامية الجسم الطبي والتمريضي، ودون أدنى شك، فإن النقاشات التي ستدور خلال هذا المؤتمر ستنعكس إيجابا على التطبيقات اليومية، وآمل أن يكون الأمر نفسه بالنسبة الى سائر المشاركين”.
وفي إشارة الى موضوع المؤتمر قال بدورة: “يسبق الأعراض النفاثة إضطرابات قد تكون غير محددة مثل التراجع في الدراسة، العزلة الإجتماعية، ضعف التركيز، القلق والإكتئاب الذي قد يدوم لسنوات”.
وقال: “يمكن أن تتطور حالة بعض الأشخاص نحو النفاث المزمن، لذلك فإن الهدف من التشخيص المبكر تقليص مدة الإضطرابات النفاثية قبل العلاج وقبل تطور الحالة، ولا سيما في ما يخص التراجع في الدراسة وحالات الإدمان والإنتحار”.
وتمنى في الختام لجميع المشاركين الاستفادة من المؤتمر.
كاتشا
وكانت كلمة الختام للسفير البابوي الذي عبر عن فرحه للمشاركة في افتتاح المؤتمر، وحيا القيمين عليه “للجهود المبذولة في رعاية الأشخاص المحتاجين الى التشخيص المناسب والمرافقة المتخصصة”، معربا عن تقديره لراهبات الصليب الفرنسيسكانيات “على تفانيهن في تقديم الشهادة عن حب المسيحي للآخر، وخصوصا الذين نبذهم المجتمع بسبب المرض”.
وأعرب عن اعتقاده أن مستشفى الصليب “فريد من نوعه في لبنان”، وعن سروره “بالحرفية التي تستقبل بها هذه المؤسسة عددا كبيرا من المرضى متخصصة بالتصويب على المشاكل النفسية”.
أضاف: “الرغبة في شفاء المريض كانت في قلب يسوع نفسه، ويظهر لنا الإنجيل أن يسوع شفى مرضى عديدين وأنه عندما أرسل تلاميذه سلمهم وكالة مزدوجة بإعلان بشارة الخلاص وشفاء المرضى”.
وقال: “إن الإعتناء بالمرضى، الأشخاص الأضعف في المجتمع، يتلاقى مع رسالة الكنيسة الأساسية، ولهذا فقد اعتبرت المرضى جزءا لا يتجزأ من مسؤولياتها، وقد قال البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للمريض: “إن الوقت الذي نقضيه الى جانب المريض وقت مقدس وتمجيد لله، الذي يجعلنا مطابقين لصورة إبنه الذي لم يأت ليخدم بل ليخدم”.
ورأى أن “الراهبات وجميع العاملين في المستشفى يتبنون تعليم يسوع والعمل على إراحة المرضى، ويوفرون لهم أفضل خدمة على الصعيد الإنساني والطبي والروحي، لتأمين المحيط الأفضل لهم، مشكلين بذلك قدوة للآخرين”.
وأمل في الختام أن يفضي المؤتمر الى “تدعيم الطريق الذي بات معبدا”.
وطنية