أحيت بلدة القديس شربل بقاعكفرا يوما كاثوليكيا بإمتياز بحضور ممثل وزير السياحة ميشال فرعون مستشاره القانوني المحامي انطوان الراهب، وذلك ضمن إطار نشاطات اليوبيل الذهبي لتطويب القديس شربل والتي تنظمها الرهبانية اللبنانية المارونية ورهبان دير وبيت مار شربل في بقاعكفرا برئاسة رئيس الدير الأب جوني سابا والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام قبل الإحتفال بعيده السنوي الذي يصادف نهاية الأسبوع الحالي في 19 الحالي.
وشمل اليوم قداسا إلهيا إحتفاليا ترأسه متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، النائب البطريركي على الجبة وزغرتا المطران مارون العمار، ومطران بعلبك ودير الأحمر حنا رحمة، وعاونه رئيس الدير الأب جوني سابا وحشد من رهبان دير وبيت مار شربل وعدد من الأديار المجاورة. كما حضر الإشمندريت الياس بستاني والمتقدم في الكهنة الأب ميشال برتقان، الأب خليل الشاعر والأب عبد الله سكاف، والقيم البطريركي الصيفي في الديمان الخوري خليل عرب ورئيس دير الأنطونية في حصرون الأب طوني غانم.
حضر القداس رئيس مخابرات فرع زغرتا المقدم الركن طوني أنطون ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل، النقيب خليل الأشقر ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص وقائد الدرك العميد جوزيف الحلو، العميد سيزار الشدياق رئيس عام دائرة أمن عام الشمال الأولى ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء الركن عباس إبراهيم، الرائد طوني بو رجيلي رئيس جهاز أمن الدولة في البترون، رئيس مركز أمن عام بشري النقيب جورج بشارة، قائمقام بشري ربى شفشق، الرئيس السابق لإتحاد نقابات المهن الحرة النقيب راحيل الدويهي، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة ممثلا بالمهندس جوزيف شختورة، رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات الزميل إيلي سرغاني على رأس وفد من الإعلاميين والمحامين والمهندسين في لانادي الى عدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير في المنطقة والجوار وحشود من الزوار والحجاج لبيت القديس شربل.
وبعد أن تلا المطران العمار الإنجيل المقدس ألقى المطران ضاهر عظة شكر فيها رئيس وجمهور دير مار شربل على دعوته معلنا عن “قرار سينودس الكنيسة الكاثوليكية إدراج عيد مار شربل رسميا ووضع ليتورجية خاصة به، وتحدث عن تمرد القديس شربل والرهبة، معربا عن إعتزازه وفخره بتكريس يوم كامل في بقاعكفرا”، وأضاف: “إن لعيد شفيع الكنيسة في هذه الرعية كما في أي رعية أخرى معاني ورموزا لا أظنها خافية عليكم، ومن أبلغ هذه المعاني والرموز، أنه يبعث في نفوس أبناء الرعية شعورا قويا عميقا بالوحدة والإنتماء. الوحدة في الإيمان والوحدة في المحبة. والإنتماء الى خلية حية ناشطة من خلايا جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، المنتشرة في كل العالم”.
اضاف: “لقد إستوقفني كلمة على لسان قداسة البابا بنديكتس السادس عشر، يعبر فيها عن عمق حزنه ووجع قلبه ووجع الكنيسة، يقول فيها: “إن الكارثة الكبرى التي تواجه الكنيسة خطرها في هذا الزمان، هي أن فكرة التوبة وممارسة سر الإعتراف تبدو ذاهبة الى زوال”.
وتابع: “لم يتكلم قداسة البابا عن خوفه عن الكنيسة من الحروب والإضطهادات والقتل، بل عن تقلص روح التوبة والإستغفار، وكان بكلامه يردد كترجيح الصدى ما قاله سلفه السعيد الذكر، البابا بيوس الثاني عشر، في الخمسينات: “إن أخطر ما يهدد العالم المسيحي اليوم، هو أن المسيحيين أنفسهم بدأوا يفقدون الشعور بالخطيئة”.
ودعا المطران ضاهر “الى رفع الصلاة من أجل هذه البلدة وهذه الكنيسة التي من حجر، التي ترعرع فيها مار شربل وولد في 8 أيار 1828، وتمرس بأسمى الفضائل الرهبانيى. ولا سيما فضيلتي التواضع والطاعة. وقد أجرى الله على يده في الدير آيات باهرة منها آية السراج الذي ملأه له الخادم ماء بدل الزيت، فأضاء له ساعات صلاته الليلية”.
وقال : “نذكر كذلك في دعائنا المرضى والمسافرين والمتعبين وكل الذين هم في ضيق أو شدة أو حزن لكي يجدوا الشفاء والقوة والعزاء. ونذكر بقلوب رحبة واسعة كنيسة الله في بلدنا لبنان، وفي العالم كله، لكي ينتشر إسم المسيح ويمجد من أقصى الأرض الى أقصاها”.
وختم: “أخيرا وليس آخرا، لا ننسى اليوم أمام الله وطننا الحبيب لبنان، الذي يشق طريقه بعناء نحو الأمان والإستقرار، وكأنه يسير في حقل مزروع بالألغام، لكي يقيه الله شر العثرات وشرور المتربصين به، من ذوي النيات السيئة والمطامع. ومع هذه الدعاءات، نصلي: اللهم يا من منحت مار شربل نعمة الإيمان، أتوسل إليك بإستحقاقاته وشفاعته، أن تمنح جميع الحاضرين نعمة الإيمان . فنعيش بحسب وصاياك وإنجيلك لك المجد الى الأبد”.
وبعد القداس الإلهي تمت إزاحة الستارة وإفتتاح قاعة العشاء السري التي قام بتشييدها وتنظيمها الأب جوني سابا حيث تم خلالها تقديم درع تكريمي للوزير فرعون تسلمه ممثله المستشار القانوني المحامي أنطوان الراهب. كما قدم درع تكريمي للمطران إدوار ضاهر وأيضا قدم درعا لرئيس الشرق لحوار الحضارات إيلي سرغاني.
وكانت كلمة للأب شربل طراد الراهب اللبناني الماروني في بيت ودير مار شربل شكر فيها “المطران إدوار ضاهر على حضوره وترأسه الذبيحة الإلهية، كما شكر راعي الإحتفال الوزير فرعون ممثلا بمستشاره أنطوان الراهب متمنيا للجميع وللحاضرين زيارة مباركة لبيت القديس شربل طالبا شفاعته للجميع وحمايتهم ببركته الإلهية”.
وختاما أقيم كوكتيل على شرف الحاضرين.
وطنية