انجيل القدّيس يوحنّا ٦ / ٤٨ – ٥٩
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة. آبَاؤُكُم أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، ومَاتُوا. هذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت. أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد. والخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِيهِ هُوَ جَسَدِي، مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ العَالَم». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَجَادَلُونَ ويَقُولُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟». فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ الإِنْسَان، وتَشْرَبُوا دَمَهُ، فلا تَكُونُ لَكُم حَيَاةٌ في أَنْفُسِكُم. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَوْمِ الأَخِير، لأَنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقِيقِيّ، ودَمِي شَرَابٌ حَقِيقِيّ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الحَيّ، وأَنَا بِٱلآبِ أَحْيَا، كَذلِكَ مَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي. هذَا هُوَ الخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، لا كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُم ومَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هذَا الخُبْزَ يَحْيَا إِلى الأَبَد». هذَا قَالَهُ يَسُوعُ في المَجْمَعِ وهُوَ يُعَلِّمُ في كَفَرْنَاحُوم.
التأمل: “آبَاؤُكُم أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، ومَاتُوا..”
بعد أن نجّى الله “نوح” من الطوفان هو وعائلته، سكر بالخمر وتصرف بطريقة سيئة لا تليق به..
بعد أن اختار الرب ابراهيم ليكون أباً للمؤمنين، وبعد أن جعله بركة حيث حلّ، كذب على فرعون بشأن زوجته، قال له أنها أخته، وزنى مع خادمة زوجته..
عندما شعر اسحق أن حياته في خطر شديد، كذب أيضاً في شأن زوجته..
استغل يعقوب أخاه “عيسو” وسرق منه البركة ، وغش والده وكذب عليه..
تردد موسى كثيراً في تلبية نداء الرب، وقد تهرب من المسؤولية لوقتٍ طويل.. كما أنه ارتكب جريمة قتلٍ في حق مصري…
يشوع انخدع وعصى أوامر الله في البداية..
جدعون كان عديم الثقة بالله وبنفسه، لذلك لم يثق بخطط الله وإلهاماته وقوته…
شمشون رغم قوته، خدعته دليلة وكشفت نقطة ضعفه لأعدائه، لأن شهوته كبلته، وجعلته أسيراً لها..
دَاوُدَ اقترف خطيئة الزنى مع “بتشابع” وقتل زوجها “أوريا”.. كما أنه كان أباً فاشلاً ولم يسمح له الرب أن يبني له هيكلاً…
هؤلاء هم الآباء الذين أكلوا المن في البرية وماتوا.. أما يسوع فقد مات عن العالم ليعطي جميع من في الارض حياة وافرة وفرحاً لا ينتهي.. إذ أنه جعل من نفسه طعاماً ومشرباً.. لتكون لنا الغلبة في كل حين..
أعطنا يا رب من هذا الخبز دائماً أبداً . آمين
نهار مبارك
أليتيا