انجيل القدّيس يوحنّا ٧ / ٣٧ – ٣٩
في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا (عيد المظال!)، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ.
وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ».
قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَٱلرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد.
التأمل: «إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبِلْ إِلَيَّ »
ينتظر الناس أيام العيد ليأكلوا ويشربوا، وهي مواسم تجارية بامتياز اذ يرتفع خلالها الطلب على السلع الاستهلاكية فتمتلىء البيوت المقتدرة والفقيرة في آن معا. لكن في آخر أيام العيد وأعظمها، أي في ذروة الاستهلاك الجماهيري، بقي الناس عطاشاً رغم توفر الماء بكثرة، وبطونهم خائرة رغم ارتفاع مؤشر الشراهة!!
يقف يسوع في وسطنا اليوم وهو يعلم مدى عطشنا لنعمة الحياة، موجهاً لكلّ منا دعوة خاصة باسمه، لنأتي إليه وننتقل من حالة الجوع الدائم إلى حالة الشبع الدئم ومن العطش الدائم إلى الارتواء الدائم..
إذا عطش العقل يرتوي بالمعلومات، واذا عطش الجسد يرتوي بالماء أما إذا عطش الروح فلا ترويه سوى دماء يسوع.
“وهكذا فالروح البكر تشتاق دائمًا للدنو من نبع الحياة الروحية. النبع هو فم العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية. إنه يملأ الفم الذي يقترب منه مثل داود النبي الذي اجتذب روحًا خلال فمه (مز 131:118). لما كان لزامًا على الشخص الذي يشرب من النبع أن يضع فمه على فم النبع، وحيث أن الرب ذاته هو النبع كما يقول: “إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب” (يو 37:7)؛ لذلك فإن الأرواح العطشانة تشتهى إن تضع فمها على الفم الذي ينبع بالحياة، ويقول: “ليقبلني بقبلات فمه” (نش 2:1).” القديس أغوسطينوس
أعطنا يا رب أن نرتوي من تلك المياه فلا نعود نعطش أبداً. آمين
نهار مبارك
اليتيا