الجمعة الثالث من زمن العنصرة
في ذلِكَ اليَومِ تَطْلُبُونَ بِٱسْمِي، ولا أَقُولُ لَكُم إِنِّي سَأَسْأَل ُالآبَ مِنْ أَجْلِكُم.
فَٱلآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم، لأَنَّكُم أَحْبَبْتُمُونِي، وآمَنْتُم أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ لَدُنِ الله.
نَعَم، خَرَجْتُ مِنْ لَدُنِ الآبِ وأَتَيْتُ إِلى العَالَم، والآنَ أَتْرُكُ العَالَمَ وأَمْضِي إِلى الآب».
التأمل: “في ذلِكَ اليَومِ تَطْلُبُونَ بِٱسْمِي…”
كيف نطلب باسم المسيح؟ وماذا نطلب؟
لا أحد يستطيع أن يتكلم باسم المسيح الا اذا اشترك معه في موته وقيامته واختبر معه وفيه مسيرة الحب التي توجت بالصليب وتكللت بالقيامة. ولا أحد يستطيع الطلب باسم المسيح الا اذا أحبه وأراده وجعله موضوع صلاته. ساعتئذ لا يكون وحيدا بل يدخل في شركة محبة مع الله الاب الذي يحبنا لأننا أحببنا يسوع الذي خرج من لدن الله وأتى الى العالم جاذبا الينا كل نعم السماء وسيترك العالم ويعود الى الله الاب حاملا معه كل أحبائه…
هذا الترقي الروحي مع المسيح يسمح للمؤمن أن يتكلم باسم المسيح ويسأل الله حاجته، انطلاقا من المستوى الروحي الذي وصل اليه والمسيح يسأل الاب من أجله والاب يعطيه ما يحب أي المسيح ذاته.
هل نطلب المسيح في صلاتنا؟
في الرسالة الى أهل كولسي (3 / 1 – 2) يعبر بولس الرسول بصراحة عن هذا المعضلة فيقول :“فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما في الارض”
في كلام بولس عبارتين متلازمتين “اطلبوا” و “جالس”، فعقلنا وفكرنا يطلب ما نجلس عليه، أي ما يشغل فكرنا وعقلنا ومساحات واقعنا واهتمامنا وأشواقنا الداخلية. فهل المسيح هو الذي يشغل بالنا؟
يوضح ذلك بولس الرسول في رسالته الى روما (8 / 5 – 7) :” فان الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لان اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام.لان اهتمام الجسد هو عداوة لله، اذ ليس هو خاضعا لناموس الله، لانه ايضا لا يستطيع.“
فالذي يشغل فكرنا ويسيطر على مفاصل عقلنا هو موضوع صلاتنا وبحسب موضوع صلاتنا نطلب وبحسب طلبنا ننال!!!
يا رب “أعطني أن أبحثَ عنك
أنتَ الذي أعطاني أن أجدهُ
أعطني الشجاعة لأظل أبحثُ عنك
وأظلٌ أجدك
ما لي من شدة هو بين يديك
وما لي من ضعف هو بين يديك
فأَمامكَ كلٌ ما أستطيع وكل ما لا أقوى عليه
وكل ما أجهل
من حيث تفتح لي ، أدخل : فاستقبلني
ومن حيث تُغلق في وجهي ، أصرخ : فافتح لي “..
أليتيا