انجيل القدّيس لوقا ١٢ / ٢٢ – ٣٢
قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون.
فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس.
تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟
وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟
فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟
تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟
فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا،
فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه.
بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم.
لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
التأمل: “لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون …. وَلا تَقْلَقُوا…”
كان بناء جسر الباب الذهبي عند مدخل سان فرانسيسكوا يتعطل باستمرار لأسباب غير معروفة، وكان أحد المعوقات المحيرة والمربكة هو بسبب بشري. كلما كانت عملية الإنشاء تجري قدما، كان العمال يصيبهم الخوف والذعر، إذ عرفوا أنه كلما كان يُنفق مليون دولار في إنشاء الجسر، كان أحد العمال يموت في المعتاد.
أٌجريت كل الاحتياطات اللازمة، فقد أُعطي للعمال خوذات صلبة، وأحذية لا تنزلق، وأردية واقية للحياة، وفحوص طبية وغذاء مميز ليمنع احتمالات الإصابة بالدوار؛ ولكن لم تُجد كل هذه الاحتياطات نفعاً، وكان من الواضح أن العمل يتعوّق بسبب الفكر السائد والمزعج: “ماذا لو سقطت في المياه التي هي في أسفل ومت؟”. وفعلا فإن كثيرين سقطوا وماتوا وكان العدد يزداد كل يوم.
وأخيرا أدرك رئيس المهندسين أن ما كان يُخيف العمال ليس هو خطورة السقوط؛ ولكن هو الخوف من السقوط ذاته؛ ولذلك فإنه فكر ما إذا كان من الممكن إعطاء الرجال الضمان أنه حتي لو سقطوا من الجسر الذين يقومون بإنشائه فلن يقعوا في الماء، فإن خوفهم وفزعهم سيتلاشي. من ثم كانت الإجابة هي عمل شبكة كبيرة من الحبال تمتد بطول الجسر، كلفت هذه الشبكة 800 ألف دولار، ولكن تبين أنها كانت أفضل تأمين للعمل والعمال.
ما إن أقيمت الشبكة إلا وتبدد تماما الخوف من السقوط، وبدأ العمال في تركيز فكرهم في العمل بدلا من أن ينشغلوا في الخوف من السقوط. أخذ العمل يجري بسرعة وبأكثر كفاءة.
القلق هو المرض الأكثر انتشاراً والأكثر فتكاً الذي يصيب النفوس في هذه الأيام..
القلق في العمل، يؤدي الى انخفاض الإنتاجية وبالتالي التعرض الى الانهيار..
حين نجد في المسيح الضمانة الحقيقية لنا ولمستقبلنا وفي القديسين شبكة أمان لا يخترقها حتى الموت، نعمل في أمان ونبدع في عملنا
لأننا سنكون مقتنعين ان يد الرب معنا لا تفلتنا أبداً مهما كانت الظروف هو “الإله .. ملجأ والأذرع الأبدية من تحت” (تث 33: 27).