إنجيل القدّيس لوقا 16 / 13 -17
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال».
وكَانَ الفَرِّيسِيُّون، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَال، يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَيَتَهَكَّمُونَ عَلَيْه.
فَقَالَ لَهُم: «أَنْتُم تَتَظَاهَرُونَ بِالبِرِّ أَمَامَ النَّاس، ولكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُم؛ لأَنَّ الرَّفِيعَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رَجَاسَةٌ أَمَامَ الله.
دَامَتِ التَّوْرَاةُ وَالأَنْبِياءُ حَتَّى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ الله، وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَغْصِبُ نَفْسَهُ لِيَدْخُلَهُ.
ولكِنْ لأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ التَّوْرَاة.
التأمل: ” لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال… ”
هناك الكثير من الملحدين على وجه الارض مستمرون في الحياة ، يأكلون ويشربون، يتحركون في كل مكان، ويسكنون في كل مكان، يعبدون المال بكل قوتهم وكل قدرتهم .. وهم بألف خير، لا بل نستفيد من خيرهم في كل بقاع الارض.
وهناك الكثير من المؤمنين بالله ، الذين يدعون العبادة والتدين ومحبة الخالق والغيرة عليه، يتكلمون باسمه، ويعملون باسمه، ويتاجرون باسمه ويحكمون باسمه.. حتى أنهم يقتلون باسمه ويجلبون الويلات على بني البشر.
بين عبادة الله وعبادة المال هناك الانسان. ماذا ينفع المؤمن بالله كل صلاته وصيامه اذا كان ظالما،مستبدا، حاقدا، غيورا، متكبرا، يغدر ويفتك ويفترس خليقة الله؟؟
اذا كان الله يملك في الملحد من خلال ضميره فيتحرك ويعمل بهديه، لهو أفضل ممن يدعي الايمان والتدين وقد باع ضميره الإنساني بحفنة بغيضة من النقود.
من وضع ماله في خدمة الانسانية، من أجل تحسين أوضاع فقراء الارض وترقيهم، ومن أجل خلق بيئة موالية للإنسان وتسهيل حياته وحل مشكلاته المعيشية والاجتماعية والطبية هو مؤمن بالله ويعبده.. لانه استعمل ماله في خدمة الانسان.
لا يستطيع الانسان أن يعبد ربين” الله والمال” فهو اما أن يستغل الله ليجني باسمه الأموال مدمرا ضميره ومشوها انسانيته، أو أنه يضع ماله في خدمة الله وبالتالي خدمة الانسان.
يردد آباء الروح أن من ” يضع المال على رأسه يتضع، ومن يضع المال تحت قدميه يرتفع”، من منا يستطيع العيش دون أموال؟ فهي ضرورية جدا لتلبية حاجات الانسان وعَصب كل المشاريع في كل مكان وزمان. المشكلة ليست في الأموال بل في استعمالها، وطريقة ادارتها.
عبادة الله هي خدمة الانسان، وعبادة الأموال هي استغلاله. لنضع مالنا تحت تصرفنا ورهن إشارتنا لتحرير جارنا وقريبنا من العوز والجوع، ساعتئذ نكون من عُبَّاد الله.
يا رب “إذا اعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي، وإذا أعطيتني مالاً فلا تأخذ عقلي، وإذا أعطيتني نجاحاً فلا تأخذ تواضعي، وإذا أعطيتني تواضعاً فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي”(طاغور) آمين
أليتيا