انجيل القديس متى 12/ 29 – 32
” كيفَ يقدِرُ أحَدٌ أنْ يَدخُلَ بَيتَ رَجُل قويٍّ ويَسرِقَ أمتِعَتَهُ، إلاّ إذا قَيَّدَ هذا الرَّجُلَ القَويَّ أوَّلاً، ثُمَّ أخَذَ ينهَبُ بَيتَهُ. مَنْ لا يكونُ مَعي فهوَ علَيَّ، ومَنْ لا يَجمعُ مَعي فهوَ يُبدِّدُ. لذلِكَ أقولُ لكُم كُلُّ خَطيئةٍ وتَجْديفٍ يُغْفَرُ لِلنّاسِ، وأمَّا التَّجديفُ على الرُّوحِ القُدُسِ فلَنْ يُغفرَ لهُم. ومَنْ قالَ كلِمَةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لَه، وأمّا مَنْ قالَ على الرُّوحِ القُدُسِ، فلن يُغفَرَ لَه، لا في هذِهِ الدُّنيا ولا في الآخِرَةِ. ”
التأمل: “مَنْ لا يكونُ مَعي فهوَ علَيَّ..”
في مرقس 9/40 يقول الرب:” من لم يكن علينا كان معنا”, اشارة الى أن الذين لم يقبلوا الانجيل حتى اليوم, ليسوا بعيدين عن الالتزام في قضايا الانسان.
أليس الذين يعملون في المختبرات الطبية ليل نهار ساعين بكل جد ونشاط لاكتشاف دواء لمرض عضال هم الى جانب الرب ؟ هل الاطباء الذين يشخصون الامراض ويعالجوها منقذين حياة الناس من الموت الحتمي هم مع الرب أم عليه؟ والممرضات الساهرات على راحة المرضى والعاملات على التخفيف من آلامهم ؟؟
أليس الذين يفتشون عن أساليب تربوية جديدة تحفز الطلاب على التعلم دون ملل, وزيادة مهاراتهم في وقت قصير, هم أيضا يعملون مع الرب؟
والذين يجهدون في الحقول والسهول , الذين يزرعون بذور الخير والبركة ويحصدون المواسم لاشباع جياع الارض .. أليسوا هم أيضا مع الرب؟
والجنود الذين يدافعون عن وطنهم حتى آخر نقطة دماء من دمائهم , وعمال المصانع والصيانة, وعمال النظافة والحراسة.. أليسوا جميعا مع الله؟
وحتّى الذين يفتّشون بعد وتحت الأشكال وفي الصور عن إله يجهلونه، ليس الله ببعيدٍ عنهم، لأنّه هو الذي يمنح الجميع حياة ونفسًا وكلّ شيء (راجع أع 17: 25-28)، ولأنّه كمخلِّص يريد أن يقود كلّ الناس إلى الخلاص (راجع 1تم 2: 4). وأيضًا أولئك الذين، دون خطأ منهم، يجهلون إنجيل الرّب يسوع المسيح وكنيسته، إنّما يفتّشون عن الله بنيّة صادقة، ويجتهدون في أن يكملوا بأعمالهم إرادته، التي تُعرَف لديهم، من خلال أوامر ضميرهم، هم أيضًا يبلغون إلى الخلاص الأبدي.( المجمع الفاتيكاني الثاني)
أيها الرب الاله أنت يا من تمنح البشر المعونات الضروريّة للخلاص خصوصا أولئك الذين دون ذنبٍ منهم، لم يتوصّلوا بعد إلى معرفتك, ساعدهم كي يسيروا بحسب ضميرهم وتربيتهم الانسانية وحسهم البشري, سيرة مستقيمة تهدف الى خدمة الاخر بكل ما عندهم من خير وحقّ وحب ، لكي تكون لهم الحياة الابدية. آمين.
اليتيا