انجيل القديس لوقا 18 / 1 – 8
“وكلَّمَهُم بِمَثَل على وُجوبِ المُداومَة على الصلاةِ مِنْ غَيرِ مَلَل، قالَ كانَ في إحدى المُدُنِ قاض لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ النـاسَ. وكانَ في تِلكَ المدينةِ أرملةٌ تتردَّدُ إليهِ وتقولُ لَهُ أنصِفْني مِنْ خَصْمي , فكانَ يَرفُضُ طَلَبها، ولكنَّهُ بَعدَ مُدَّةٍ طويلةٍ قالَ في نَفسِهِ معَ أنِّي لا أخافُ اللهَ ولا أهابُ النـاسَ، فسأُنصِفُ هذِهِ الأرمَلةَ لأنَّها تُزْعِجُني، وإلاَّ ظَلَّت تَجيءُ وتُضايقُني. وقالَ الرَّبُّ يَسوعُ اسمَعوا جيِّدًا ما قالَ هذا القاضي الظالمُ، فكيفَ لا يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الضارعينَ إلَيهِ ليلَ نهارَ وهل يُبطئُ في الاستجابَةِ لهُم , أقولُ لكُم إنَّهُ يُسرعُ إلى إنصافِهِم. ولكِنْ، أيَجِدُ ابنُ الإنسانِ إيمانًا على الأرضِ يومَ يَجيءُ”
التأمل: “ولكِنْ، أيَجِدُ ابنُ الإنسانِ إيمانًا على الأرضِ يومَ يَجيءُ..”
اذا كان في تلك المدينة قاض ظالم واحد, فكم من القضاة الطغاة الذين يتحكمون برقاب وحياة الناس في مدننا وعالمنا؟
اذا كان في تلك المدينة أرملة واحدة, لها خصم واحد, هضم حقها وحق أولادها الايتام, فكم من الارامل والايتام المحرومين من أدنى مقومات العيش في مدن الشرق العربي من العراق الى سوريا مرورا في لبنان وفلسطين وصولا الى مصر والسودان ودول المغرب العربي الحزين؟
كم من العائلات حرمت من حقها الطبيعي في أن تعيش حياة طبيعية كبقية عائلات العالم؟
كم من النساء حرمت من حقها في أن تعيش حياة زوجية سعيدة, آمنة في كنف رجل أمين, وهادئة في منطقة يعمها السلام, تقل فيها الجريمة وتكثر فرص العمل؟
كم من النساء حرمت من حقها في أن يكون لها اسم؟ حرمت من بطاقة الهوية من التملك من حرية اختيار المهنة أو الزوج أو لون ثيابها أو تسريحة شعرها ؟؟
كم من النساء حرمت من حقها في أن يكون شرفها لها وحدها وليس لكل أفراد العالئلة الذين يبيعون شرفهم بسبب سوء وألسنة الناس؟
ألم ينصف الرب “تامار” وأدرج اسمها في شجرة عائلة المسيح, ومعها أيضا “راحاب” و”راعوت” و”بتشابع”, مزيلا عارهن؟
هكذا ايضا سينصف نساء العراق وسوريا, نساء فلسطين ومصر وكل العالم العربي , من جهل وفشل ثقافة الموت.. لأنه “أحبنا وغسلنا من خطايانا بدمه”(رؤيا 1 /5 ) فاذا كنت تشعرين بالظلم, ارفعي صلاتك الان وابدأي من جديد, ألقي جميع همومك وأحمالك واخفاقاتك على الرب, لأنه ما من شائبة أو هفوة شباب, أو فشل في العائلة أو في الزواج أو في العمل يعسر عليه. فاذا كان الله معك فمن يقدر عليك…
أليتيا